ظريف: نأمل غلق ملف الاتهامات المزعومة حول النووي
بحث المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو مع الرئيس الإيراني حسن روحاني وزير خارجيته محمد جواد ظريف تنفيذ «خريطة الطريق» بشأن البرنامج النووي الإيراني.
واستقبل الرئيس الإيراني أمس مدير الوكالة الدولية بعد أن أجرى الأخير محادثات مع وزير الخارجية الإيراني بحضور نائب وزير الخارجية عباس عراقجي والمندوب الإيراني لدى الوكالة الدولية رضا نجفي.
وكان يوكيا أمانو قد وصل إلى إيران في وقت سابق أمس للقاء مسؤولين إيرانيين وبحث أنشطة إيران النووية، كما عقد اجتماعات مع مسؤولين إيرانيين كبار بهدف توضيح المسائل العالقة الماضية والحاضرة بشأن برنامج إيران النووي.
واجتمع مدير الوكالة الدولية باللجنة البرلمانية المكلفة مراجعة الاتفاق النووي في مجلس الشورى الإيراني، حيث أكد احترام الوكالة للقضایا السریة «لأنها تعتبرها جادة وأننا نمتلك آلیة لحمایة المعلومات السریة حیث نلتزم بها ونعتبرها أمراً جاداً».
وأضاف: «إنني مرتاح بشان الفرصة التي سنحت لي للحضور فی جلسة أعضاء البرلمان الإیراني وإن هذه الفرصة المتاحة تعتبر مهمة جداً للتعامل مع القضیة النوویة المهمة لأننا بحاجة الی أن نتحاور معاً»، معرباً عن اعتزازه للحضور الی مجلس الشوری، وقال: «إنني أعتبر جمیع هذه اللقاءات بأنها تصب في خانة الحوار البناء». «إني شخصیا أرحب بأن یكون هذا التعامل بیننا»، وأضاف: «أعطیت الأولویة الأولى للتفاوض من أجل معالجة القضیة النوویة الإیرانیة منذ تولي منصب المدیر العام للوكالة الدولیة للطاقة الذریة لأنني أؤمن بهذا الأسلوب».
وقال أمانو: «أتیحت الیوم أفضل فرصة منذ 6 سنوات كي نتمكن من معالجة القضیة النوویة الإیرانیة، ویمكن كسب ثقة المجتمع الدولي إزاء الأغراض السلمیة للبرنامج النووي الإیراني بالتعاون الكامل مع طهران»، مؤكداً أن الوكالة هي منظمة مستقلة وتقنیة، قائلاً: «إن هذه الوكالة ستلعب دوراً حیویاً في هذا التحدي الذي نواجهه لأننا نمتلك الكوادر المتخصصة ونستطیع إنجاز مهماتنا بصورة صحیحة».
ونوه أمانو الی أنه یرحب بخطة العمل المشترك الشاملة، قائلاً: «إنه تم الاتفاق بین إیران ومجموعة 5+1 في شهر تموز الماضي وإن مجلس حكام الوكالة الدولیة للطاقة الذریة اختاره لإنجاز النشاطات المتعلقة به ومهمته ستكون في مجال التحقق للتأكد من أنه یمكن إنجاز هذه المهمة بصورة صحیحة بالتعاون مع إیران وأن نوصل الاتفاق الذي جرى التفاوض بشـنه 20 شهراً الی النتیجة المنشودة».
وأضاف: «إننا اتفقنا علی خريطة طریق وهي خريطة اتخذنا خطوات ملحوظة فیها وهي تعتبر خريطة طریق قویة جداً ولها برنامجها الزمني المحدد ومن المقرر أن تتم معالجة القضایا المتبقیة بین الوكالة الدولیة للطاقة الذریة وإیران في نهایة العام».
وقال: «إن إیران ستنفذ البروتوكول الإضافي بشكل طوعي علی أساس خطة العمل المشترك الشاملة وأن هذا الأمر یشكّل أمراً إیجابیاً بالنسبة لنا ویسهم في إثبات الطبیعة السلمیة للبرنامج النووي الإيراني»، وأضاف: «أن أكثر من 120 دولة تطبق حالیاً البروتوكول الإضافي وأننا سننفذ هذا الأمر إزاء إیران من دون أي تمییز أو حالة خاصة أو استثنائیة».
وعن سبب عدم توفیر الوقود المخصب بدرجة 20 في المئة لمفاعل طهران، قال: «إن الوكالة الدولیة للطاقة الذریة قد بذلت في تلك السنة التي قدمت إیران طلبها جهوداً لتسهیل هذه القضیة، لكن من الموسف لم ينجز هذا الاتفاق في موعده ولم نستطع بذلك معالجة القضیة بمساعدة الدول الأخری، ویجب أن أؤكد بأن الدول الأخری لم يذكرها لم تعط موافقتها وأن هذه القضیة لا علاقه لها بالوكالة الدولیة للطاقة الذریة، ونأمل بأن یجري هذا الأمر في إطار التعاون الفني بعد الاتفاق التنفیذي».
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن المتوقع في اختتام المفاوضات غلق الملف الطويل للاتهامات المزعومة بشأن ما يسمى بالأبعاد غير السلمية المحتملة للبرنامج النووي الإيراني.
وخلال استقباله أمانو، أوضح ظريف أن بلاده أبدت خلال الأعوام الماضية تعاوناً جيداً ونشطاً في مسار إضفاء الشفافية على برنامجها النووي، ومن المتوقع مع انتهاء المفاوضات غلق الملف الطويل للاتهامات التي لا أساس لها بشأن ما يسمى بالأبعاد غير السلمية لهذا البرنامج.
وأكد إرادة إيران الجادة مواصلة التعاون الثنائي مع الوكالة، معرباً عن أمله بأن تؤدي مسيرة التعاون المستقبلي بين إيران والوكالة إلى تبديد بعض التصورات السلبية لدى الرأي العام في البلاد إزاء هذه المؤسسة الدولية التخصصية ومكانتها المهنية بصورة كاملة.
وفي السياق، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني سلمية البرنامج النووي الإيراني، داعياً الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى الإشراف المنصف على تنفيذ الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة «5+1».
وخلال استقباله امانو، وصف روحاني مسؤوليات الوكالة بأنها مهمة ومعقدة على الأصعدة التقنية والقانونية والسياسية، وقال: «إننا نرغب بأن يثق الرأي العام بالوكالة الذرية لأن الثقة بهذه المنظمة المهمة تبعث على الهدوء لدى شعوب العالم».