بوروشينكو: محاصرة القرم غذائياً ستعجّل في عودتها إلى حضن الوطن

أيد الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو علناً عناصر القطاع الأيمن ومنشقين من تتار القرم في فرض «حصار غذائي» على شبه الجزيرة، معتبراً أنه سيعجّل في إعادة سيادة الدولة الأوكرانية عليها.

وجاء هذا التصريح خلال وجود بوروشينكو في مدينة لفوف أمس، تعليقاً على إغلاق هؤلاء الطرق قرب النقاط الحدودية الأوكرانية أمام الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية المتجهة إلى القرم.

وأشارت تقارير إعلامية إلى أن أكثر من 800 شاحنة تجمعت قرب المعابر الأوكرانية على الحدود مع القرم.

واعتبر بوروشينكو أن هذا الحصار سيؤثر في موقف سكان القرم من أوكرانيا وسيدفعهم للعودة « إلى جناح» كييف، مشيراً إلى أن حرس الحدود الأوكراني ووزارة الداخلية حصلوا على أمر بضبط الأمن والحيلولة دون وقوع حدوث استفزازات خلال إجراء الفعالية.

وكانت عناصر منشقة عن تتار القرم مدعومة بعناصر من تنظيم «القطاع الأيمن» الأوكراني المتطرف قد بدأت الأحد الماضي بقطع توريد المواد الغذائية إلى شبه الجزيرة، من منطقة خريسون الأوكراينة الحدودية

وجاءت هذه الفعالية تلبية لدعوة أطلقها النائبان في البرلمان الأوكراني رفعت تشوباروف ومصطفى جميليف، وهما زعيما منظمة «مجلس تتار القرم» لوقف تصدير الأغذية الأوكرانية إلى شبه الجزيرة التي استقلت عن أوكرانيا وانضمت إلى الاتحاد الروسي بعد استفتاء في مطلع عام 2014 الماضي. ومن ثم انضم إلى فعاليتهما ناشطون من منظمات أوكرانية أخرى، بما فيها حركة «القطاع الأيمن» المحظورة في روسيا.

من جهة أخرى، وصفت سلطات شبه الجزيرة الحصار بأنه من دون معنى، مؤكدة استعدادها لأي تطور على الحدود مع أوكرانيا وكذلك لحماية الأمن في المنطقة.

وتقول السلطات المحلية الروسية في شبه جزيرة القرم إن هذه الحصار لن يؤثر في الأمن الغذائي فيها، كما أعلن رئيس جمهورية القرم سيرغي أكسيونوف أن 95 في المئة من الأغذية في سوق الجمهورية هي من المنتجات المحلية والروسية، مؤكداً أن شبه جزيرة القرم ستتجاوز هذه الأزمة بسهولة.

وأعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» ينس ستولتنبرغ استعداد الحلف ليبحث مع كييف مسألة تقديم المساعدة في إعادة بناء القوات البحرية لأوكرانيا.

وقال ستولتنبرغ في حديث لوكالة «أونيان» خلال وجوده في أوكرانيا أمس: «سنفكر دائماً بكيفية توسيع تعاوننا، من المعروف لي أن القوات البحرية تعتبر إحدى المسائل التي يريد الأوكرانيون بحثها معنا. أعتقد أنه يجب علينا الاجتماع ودراسة المسألة والنظر في إمكان بدء تعاون عملي في مجال القوات البحرية أيضاً».

وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أنه يوجد بين أوكرانيا والناتو «مجال واسع من التعاون في المجالات المختلفة»، مضيفاً: «نملك اليوم تعاوناً في مجال القيادة والسيطرة والخدمات اللوجستية والأمن الإلكتروني وفك الألغام. إلا أن رسالتي الأهم تتمحور بأننا نقدم دعماً عملياً لأوكرانيا وسنستمر بفعل ذلك، وزيارتي إلى كييف اليوم، هي تعبير عن رغبتنا باستمرار تعاوننا العملي الجيد مع أوكرانيا وتطويره».

وكان ستولتنبرغ قد لفت خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو الاثنين إلى أن «الناتو يعمل حالياً مع أوكرانيا عن طريق دعمها في الإصلاحات، بما فيها إصلاح القوات الأوكرانية، من أجل تطابقها مع معايير الناتو».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى