تحرك رياضي وتسجيل أهداف في ساحة النجمة
بالتزامن مع التئام طاولة الحوار أمس، نفذت جمعيات الحراك المدني تحركاً رمزياً في وسط بيروت، لتذكير من يعنيهم الأمر بعدم رضاها عن أداء الطبقة السياسية.
واتخذ التحرك طابعاً رياضياً سلمياً، حيث بادر الناشطون من حملة «طلعت ريحتكم» إلى رمي الكرات الملوّنة من على الحائط الإسمنتي الذي شيدته القوى الأمنية ليلة أول من أمس، وكتبوا عليها مطالبهم ورشقوها في اتجاه الشارع المؤدي إلى بلدية بيروت ومداخل ساحة النجمة.
وفي السياق، أكد الناشط محمد الحركة أن «الطابات تحمل مطالبنا وفيها دلالة واضحة على أن الطابة دوماً في ملعب الشعب وأننا قادرون على تسجيل الأهداف بحق هذه السلطة الحاكمة».
وفي وقت لاحق انضمت مجموعة من حركة «صرخة وطن» التي كانت تنفذ وقفة أمام قصر العدل، إلى المعتصمين الذين أقاموا حلقات رقص ودبكة الأمر الذي أدى الى ازدحام السير لبعض الوقت.
في المقابل، اتخذت تعزيزات أمنية وراء الشريط الشائك، واستقدمت قوة من مكافحة الشغب الى مكان الاعتصام تحسباً لأي طارئ. إلا أن التحرك انتهى بهدوء ولم تسجل أي صدامات مع القوى الأمنية.
وكان عدد من هيئات المجتمع المدني اعتصم أمام قصر العدل تحت عنوان «صرخة وطن» ضد الفساد. وتحدث أحد المنظمين فقال: «ان المختلس مختلس يجب ان ينال حكمه مهما علا شأنه … خرج مارد الخوف من نفوسنا فنحن لسنا لاجئين ولا مرابعين ولسنا مرتزقة، نحن مصدر السلطات والقضاء يصدر حكمه باسم الشعب. فيا لسان حالنا انظر الى أحوالنا ألا ترى من الواجب وصد أبواب المسيرة وفتح أبواب المحاسبة. نريد حكم القضاء على الأرض بنصوص قانون قبل حكم السماء على وحوش بشرية».
وانبثقت عن الحراك جمعية من الحقوقيين تلت باسمها المحامية شادية أبو زكي بياناً تحت عنوان «صرخة وطن في ذمة القضاء اللبناني» جاء فيه: «نحن ننقل إليكم صرخة أبناء الوطن الذين يسألون عن مصير الدعاوى العالقة أمام القضاء والمتعلقة بالفساد والإفساد نذكر منها على سبيل المثال: قضية «سوكلين» التي تحركت بمثابة إخبار من حلقة برنامج «الفساد» منذ أكثر من ثلاث سنوات، مجلس الإنماء والإعمار، الكهرباء التي أقرت خطة طوارئ لها بقيمة مليار و200 مليون دولار لبناء قوة إنتاجية بقيمة 700 ميغاوات التي يحتاجها لبنان لتأمين الكهرباء 24 ساعة مع العلم انه منذ أربع سنوات صرف مبلغ 700 مليون دولار لتنفيذ مشروع كامل في العام 2015 والتقنين زاد وغيرها من القضايا التي بات الفساد مترهلاً فيها من دون محاسبة».
وأضاف: «لأننا نرفض أن تزج القوى الأمنية بموقع حرج مع الحراك المدني الذي تزايد يوماً بعد يوم ولأننا نعي خطورة وجود طوابير خارجية وداخلية تنتظر التدخل لإيقاع البلد في أزمة أكبر، نطلب منكم مسك زمام الأمور والحكم بأسرع وقت على كل من سرق وأهدر وخان أمانة المال العام، معولين على القضاء لإنصافهم وحماية المواطن من كل ظلم يقع عليه. كما نؤمن بأن القانون سيد على الجميع من دون تفرقة أو محاباة بين جميع أفراد المجتمع اللبناني … ساعدونا على رفض أي إنقلاب أو ربيع عربي جديد».
وفي نهاية الاعتصام التقت مجموعة المحامين المنبثقة من الحركة، رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد وسلمته كتاباً سجلته في القلم وهو عبارة عن إخبار بعدد من قضايا الفساد.