روحاني: الشركات الغربية مشغولة الآن بعقد اتفاقات تعاون مع إيران
اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن استمرار الحظر المجحف ضد بلاده غير ممكن، وأن الشركات الغربية تتفاوض مع إيران وتعمل على عقد اتفاقيات للتعاون معها، مشيداً بمواقف جنوب أفريقيا إزاء النشاط النووي السلمي لإيران، وذلك خلال استقباله أمس وزيرة العلاقات والتعاون الدولي لجنوب أفريقيا ميته ماشابانة.
وأكد روحاني أن نظام الحظر الخاطئ والمجحف الذي وضعته الدول الغربية ضد بلاده يواجه مشاكل جمة، مشيراً إلى استعداد إيران إلى مواصلة المفاوضات النووية مع مجموعة 5+1 حتى التوصل إلى النتيجة النهائية.
واعتبر الرئيس الإيراني أن قضية العنف والتطرف والإرهاب مشكلة كبيرة للدول النامية والعالم، وأكد استعداد بلاده للتعاون مع جنوب أفريقيا في مجال القضايا الإقليمية والدولية بشكلٍ وطيد، ولافتاً إلى أن الإرهاب والتطرف يأتيان نتيجة إجراءات القوی الغربية قائلاً «إنه من المؤكد أن هذه الدول ستواجه مشاكل كثيرة بسبب هذه الجماعات الإرهابية، مؤكداً ضرورة تعاون الدول خصوصاً الدول النامية لمكافحة الإرهاب والعنف والفقر والتطرف».
وأشار روحاني إلى المكانة الخاصة لشعب جنوب أفريقيا في أوساط أبناء الشعب الإيراني بسبب كفاحه ضد العنصرية، وقال إنه وعقب انتصار الثورة الإسلامية في إيران كان قطع العلاقات مع نظام «أبارتايد» في جنوب أفريقيا واحداً من توصيات الإمام الخميني الراحل، وأعرب عن سروره لمناسبة الذكرى العشرين لانتصار واستقلال شعب جنوب أفريقيا في كفاحه بقيادة القائد الراحل نيلسون مانديلا، مؤكداً إمكان استثمار هذه الأرضية الروحية والنفسية والثقافية المتميزة بين شعبي البلدين لتعزيز العلاقات بين الجانبين في كافة المجالات لاسيما الثقافية والسياحية.
وأبلغت الوزيرة الجنوب أفريقية الرئيس الإيراني تحيات الرئيس جاكوب زوما معربةً عن تقدير بلادها لإيران لدعمها نضال شعب جنوب أفريقيا ضد التمييز العنصري. وأكدت أن وجود الوفد الرفيع المرافق لها في زيارتها هذه، مؤشر علی العزيمة والإرادة الجادة لشعب وحكومة جنوب أفريقيا لتنمية وتعميق العلاقات والتعاون الثنائيين.
وأشارت ماشابانة إلی وجود طاقات هائلة للتعاون بين البلدين قائلةً: «إنه تم التعرف علی أرضيات جديدة للتعاون خصوصاً في مجال الصحة والعلوم والتقنية والأدوية وتنمية التقنيات الزراعية وخطوط السكك الحدید بين البلدين، إذ يمكن لنا أن نتطرق إليها إلی جانب التعاون في مجال النفط والطاقة والاتصالات، واعتبرت الزيارة المرتقبة للرئيس زوما إلی طهران فرصة لعقد اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي بين البلدين.
وأعربت عن استيائها من العقوبات غير العادلة المفروضة ضد إيران، مؤكدة أن هذه العقوبات قد تأثرت بها دولة جنوب أفریقیا وكل أفریقیا وجعلتها تواجه مشاكل كثیرة، إذ یجب التوصل إلی آلیة لمعالجة هذه المشكلة من خلال التعاون المشترك، مؤكدةً دعم بلادها حكومة وشعباً لمفاوضات إيران النووية مع دول 5+1 والنتائج الجیدة الحاصلة منها.
من ناحية أخرى، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته الجنوب أفريقية ميته نكونا ماشابانة أمس، ضرورة التعاون بين دول الجنوب – جنوب لمكافحة الإرهاب.
وأعرب ظريف عن سروره لزيارة الوزيرة ماشابانة إلى طهران في الذكرى العشرين لتحرير جنوب أفريقيا من التمييز العنصري والذكرى العشرين لإقامة العلاقات بين البلدين، وقال: «إن علاقاتنا مع شعب جنوب أفريقيا ودعم إيران منذ انتصار الثورة الإسلامية للنضال التحرري الذي خاضه هذا الشعب ضد التمييز العنصري، قد أوجد أواصر راسخة بين البلدين ووفر الأرضية لعلاقات إيجابية للغاية بين شعبي البلدين وحكومتيهما».
واعتبر ظريف أن القائد الجنوب أفريقي الراحل نيلسون مانديلا هو أحد أبرز المؤسسين للعلاقات الطيبة بين البلدين، مشيراً إلى العلاقات الثنائية الواسعة. وأضاف: «إن البلدين بصفتهما بلدين تقدميين على الصعيد الدولي تربطهما أواصر في ضوء الهواجس والمواقف المشتركة، كما أن هنالك علاقات اقتصادية واسعة بينهما».
وعبّر الوزير الإيراني عن سروره لزيارته التي قام بها إلى جنوب أفريقيا في مستهل توليه مهامه الوزارية، وعقد الاجتماع الحادي عشر للجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين. وأضاف: «إننا الآن على أعتاب انعقاد الاجتماع الثاني عشر للجنة السياسية المشتركة خلال الأشهر القادمة، وكذلك زيارة الرئيس الجنوب أفريقي إلى طهران»، مشيراً إلى أنه من المقرر عقد الاجتماع الثاني عشر للجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين خلال الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الجنوب أفريقي إلى طهران في آب القادم.
وحول محادثاته التي أجراها مع نظيرته الجنوب أفريقية ومنها العلاقات الثنائية والتطورات الدولية، أشار إلى الهواجس والمواقف المشتركة للبلدين تجاه تدخلات القوى الأجنبية وتأجيج الخلافات والعصبيات. وأضاف: «إن منطقتنا تعاني الكثير من المشاكل الناجمة عن تدخلات الأجانب فضلاً عن ذلك نواجه ظاهرة الإرهاب والتطرف والعنف البغيضة في المنطقة، والمثال على ذلك ما تشهده العراق وسورية وسائر الدول ومنها الأفريقية».
ودان ظريف أعمال الجماعات الإرهابية في نيجيريا ومنها اختطاف نساء وفتيات من قبل جماعة «بوكو حرام»، وقال: «إن القضايا الحاصلة في شمال أفريقيا ونيجيريا ضد الأطفال والفتيات باسم الدين مرفوضة»، مؤكداً على ضرورة التعاون بين دول الـ»جنوب – جنوب» في مكافحة العنف والتطرف. وأضاف: «إننا وفي ضوء الدعم من جنوب أفريقيا يمكننا اتخاذ الخطى في هذا الطريق، وإن لقاءات اليوم يمكنها توفير الأرضية للحوار بين الدول النامية لمعالجة مشاكلها، وكذلك إرساء السلام والأمن والاستقرار». وأعرب عن أمله بأن يكون استمرار الحوار بين إيران وجنوب أفريقيا بناء ويفتح فصلاً جديداً في العلاقات بين البلدين.
ودعت ماشابانة إلى تطوير التعاون الثنائي على صعيد حل المشاكل الدولية معربة عن رغبة بلادِها في التعاونِ مع إيرانَ للتصدي للعنف، وقالت: «إن حكومة بلادي تأمل في الحصول على مساعدة طهران لمواجهة التطرف في أفريقيا». مضيفةً أن الأجواء مناسبة لتعزيز التعاون بين إيران وجنوب أفريقيا أكثر من أي وقت مضى.
وأوضحت الوزيرة الجنوب أفريقية أن زیارتها لإیران هي الأولی لها خارج أفریقیا، معربة عن ارتیاحها لتزامن هذه الزیارة مع الذكری السنویة الـ20 لاستقلال جنوب أفریقیا والقضاء علی نظام التمییز العنصري، مشيرةً إلى دور نيلسون ماندیلا في تعزیز التعاون بین الدولتين، و دعم إیران لبلادها في نضالها التحرري.
في السياق، أوضح ظريف أن استقرار العراق يصب بمصلحة الجميع، داعياً سائر الدول إلى التعاون لمواجهة المجموعات المتطرفة، نافياً في الوقت نفسه إرسال بلاده أي قوة عسكرية إلى العراق.
وقال الوزير الإيراني في مقابلة مع مجلة «نيويوركر» الأميركية حول التطورات الأخيرة في العراق واحتمالية أن تقوم أميركا بدور في مواجهة ما يسمى تنظيم داعش: «إن استقرار وسيادة العراق يصبان بمصلحة الجميع، وإذا ما توصلت واشنطن حقاً إلى أن هذه المجموعات تشكل تهديداً على الأمن الإقليمي، فإن ذلك يعتبر هدفاً عالمياً مشتركاً»، لافتاً إلى إجرائه اتصالات هاتفية مع مسؤولي دول جوار العراق.
وحول التهديد الذي تشكله المجموعات المتطرفة على غرار داعش، قال: «إن التطرف يهدد الجميع، وبالواقع فإن هذا الموضوع قد غير بدوره جميع الملاحظات والحسابات الاستراتيجية لأي جهة ترغب بأمن واستقرار المنطقة، أعتقد أن علينا الإدراك بأنه تهديد فعلي، ما يستدعي التعاون فيما بيننا وليس ضد بعضنا».