روسيا تتوعد بالرد إن حدثت أميركا أسلحتها النووية في ألمانيا
نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية أمس عن مصدر عسكري قوله إن موسكو قد تنشر صواريخ اسكندر الباليستية في كاليننغراد إذا طورت الولايات المتحدة أسلحتها النووية في ألمانيا، مشيراً إلى أنه سيتم اتخاذ قرار نهائي بعد تحليل تفصيلي للتهديد المحتمل.
وفي السياق، قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن موسكو ستضطر إلى اتخاذ تدابير مضادة لاستعادة توازن القوى في أوروبا إذا ما تبينت صحة تقارير إعلامية عن عزم الولايات المتحدة رفع مستوى وجودها النووي في ألمانيا.
وعلق بيسكوف على تقرير لقناة «zdf» الألمانية جاء فيه أن الولايات المتحدة تنوي نشر 20 قنبلة نووية من طراز بي61-12 في قاعدة بوخل الجوية هذا العام، وقال: «هذا قد يغير ميزان القوى في أوروبا… ومن دون شك سيؤدي إلى أن تتخذ روسيا إجراءات مضادة لاستعادة التوازن الاستراتيجي والتكافؤ».
و ضاف المتحدث الروسي أن أي تقدم لحلف شمال الأطلسي نحو الحدود الروسية سيواجه بتدابير ردية من قبل موسكو من أجل توفير الأمن القومي للبلاد. وقال في حديث حول إمكان انضمام أوكرانيا للحلف: «الناتو لم يغيّر ولا يمكن أن يغيّر غايته من وجهة نظر أهداف إنشائه، في هذه الحالة لا يجب أن ننسى أنه منظمة تم إنشاؤها خلال فترة المواجهة، ومن أجل المواجهة، ولذلك لا يمكن تغيير مبدأ وجود الناتو».
وأضاف بيسكوف: «بالتأكيد إن أي تقدم لمثل هذه المنظمة نحو حدودنا سيؤدي إلى ضرورة اتخاذ تدابير ردية مناسبة لتوفير الأمن القومي».
وكان المتحدث باسم «البنتاغون» اللفتنانت كولونيل جو سورز قد أعلن في وقت سابق، أن الولايات المتحدة لا تعتقد أنها تنتهك أي معاهدات بشأن حظر الأسلحة النووية.
وأضاف معلقاً على تصريحات وزارة الخارجية الروسية بشأن تحديث الأسلحة النووية الأميركية في ألمانيا: «كما تدرك روسيا، فإمكانات قواتنا النووية كانت ولا تزال، في الامتثال الكامل لالتزاماتنا بموجب المعاهدات، وليس فقط بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية». من جهة أخرى، أعربت الناطقة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، عن قلقها من خطط الولايات المتحدة الهادفة لتحديث ترسانة الأسلحة النووية في ألمانيا. وقالت: «مثل هذه الخطط من طرف الولايات المتحدة تثير قلقنا».
وأشارت زاخاروفا إلى أن بلادها قلصت في التسعينيات من القرن الماضي ترسانتها النووية غير الاستراتيجية بمقدار 4 أضعاف. وأضافت: «من أجل ضمان الأمن والاستقرار في أوروبا، نرى ضرورة لإعادة الأسلحة النووية غير الاستراتيجية إلى الأراضي الوطنية وحظر نشرها في الخارج، وتدمير البنية التحتية الخارجية».
يذكر أن البرلمان الألماني صوت في عام 2010 على إزالة الأسلحة النووية من جميع الأراضي الألمانية، غير أنها لا تزال موجودة هناك. وكانت مجلة «دير شبيغل» الألمانية نشرت في حزيران الماضي تقريراً ذكرت فيه بأن ألمانيا وفرنسا ترفضان نشر صواريخ أميركية مزودة برؤوس نووية في أوروبا.
وأوضحت المجلة أن واشنطن تخطط لزيادة مخزون الأسلحة النووية في أوروبا وتتحدث عن ضرورة نشر صواريخ نووية مجنحة، لافتة إلى أن هذا الموضوع كان حاضراً في اجتماع وزراء الدفاع لدول «الناتو» بداية شباط الماضي، إلا أن برلين وباريس رفضتا وبشكل خاص هذا المقترح الأميركي.
وذكرت «دير شبيغل» أنه فيما تشتبه واشنطن في قيام موسكو بإجراء تجارب على صواريخ مجنحة متوسطة المدى من طراز « -500» ومداها 500 كيلو متر، وأيضاً على صواريخ باليستية من طراز « -26»، يؤكد جهاز الاستخبارات الفدرالي الألماني «BND» أنه «لا وجود لتغيير مبدئي في مستوى التهديدات من قبل روسيا».
وأشارت المجلة الألمانية إلى أن برلين تتخوف من تحول ألمانيا إلى رأس جسر استراتيجي في حال قيام مواجهة بين موسكو وواشنطن.
وأعلنت الولايات المتحدة أخيراً خطط لنشر أسلحة ثقيلة في ألمانيا إضافة إلى 5 آلاف جندي لحماية أوروبا الشرقية ودول البلطيق من «عدوان محتمل من قبل روسيا».
والقنابل الجديدة، هي أكثر دقة من تلك التي استخدمت في هجوم أميركا على اليابان عام 1945، وقوتها أكبر بـ 80 مرة من القنبلة التي ألقيت على مدينة هيروشيما اليابانية.