سعد: المخاطر على سورية ولبنان تضاعفت نتيجة تطورات العراق
لا تزال تطورات الوضع في العراق تستأثر بالاهتمام اللبناني حيث تواصلت صدور المواقف المحذرة من محاولات تقسيم العراق ومن مضاعفات ذلك على كل من سورية ولبنان، مؤكدة أن وحدة العراقيين هي السبيل لانقاذ العراق وعدم انزلاقه الى الفتنة.
سعد
فقد رأى الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد، أن الشعوب العربية هي «شعوب مقهورة من قبل أنظمة واحتلالات وتدخلات خارجية تعمل من أجل تفتيت بلداننا على أسس طائفية ومذهبية».
وقال سعد خلال لقاء جمعه مع أعضاء الهيئة النسائية الشعبية في التنظيم الشعبي الناصري: «إنّ ظروف لبنان مشابهة لما يحصل في العراق نتيجة التحريض المستمر منذ العام 2005»، معبّراً عن «استنكاره لما يحصل في العراق من محاولات تهدف إلى تقسيم الشعب العراقي على أساس طائفي ومن أعمال سفك الدماء».
وقال: «إن العراق نتيجة التطورات الأخيرة الحاصلة متجه نحو التقسيم والتفكك بخاصة بعد الأحداث التي برزت أخيراً، وإن النظام في العراق قبل الاحتلال الأميركي كان نظاماً استبدادياً قمعياً. وإن الانقسام تكرس أكثر عند دخول أميركا الأرض العراقية بحجة أسلحة الدمار الشامل، بدعم من دول الخليج ومن قبل السعودية تحديداً».
وأضاف: لقد «بدأ الأميركيون يعملون على تغذية الانقسام الذي كانت بذوره موجودة منذ أيام صدام حسين نتيجة الاستبداد. ورافق ذلك تخلٍّ عربي عن الشعب العراقي وعن تقديم الحماية له، إضافة إلى تعامل كثير من القوى التي كانت مضطهدة أيام صدام مع الاحتلال».
وأوضح «انطلقت أخيراً احتجاجات شعبية للمطالبة بالحقوق، ورئيس الوزراء العراقي نور المالكي لم يكن تعاطيه مع هذه المطالب مسؤولاً، وترك ذلك انعكاسات سلبية في الأجواء السنية. كما أن كثيراً من التطورات ظهرت نتيجة تدخل حركات صوفية «النقشبندية» إلى جانب «داعش» التي تقوم بعمليات وتفجيرات ضد تجمّعات الشيعة في العراق، وتطلق التهديدات ضد بغداد بعد أن قامت باحتلال أجزاء كبيرة من المناطق ذات الغالبية السنية، وفتحت الحدود بين العراق وسورية. ويرافق ذلك تعثر العملية السياسية في العراق نتيجة الانقسامات الحاصلة، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من سفك الدماء في حرب أهلية مذهبية عبثية مدمرة».
وتابع سعد: «إن المخاطر على سورية ولبنان قد تضاعفت نتيجة لهذا التطور. وظروف لبنان مشابهة لظروف العراق نتيجة التحريض المستمر بعد اغتيال الحريري عام 2005 واتهام حزب الله باغتياله، إلى اتهام حزب الله بالمغامرة عندما انتصر على العدوان الصهيوني في حرب 2006، إلى 7 أيار واتفاق الدوحة» مشيراً إلى أن «كل هذه المسارات حصلت بخلفية طائفية ومذهبية. وقد تأثر المزاج العام في لبنان نتيجة ما يحصل على الساحة العراقية، والأجواء في لبنان مشحونة نتيجة عدم انتخاب رئيس جمهورية، ووجود مجلس نواب ممدّ له ومعطل، ومجلس وزراء توجد تجاذبات حول صلاحياته، يضاف إلى ذلك وضع اقتصادي واجتماعي متدهور وأجواء مشحونة، واصطفافات مذهبية وطائفية حادة، فضلاً عن عبء النازحين السوريين، والمخاطر المحيطة بالوضع الفلسطيني داخل المخيمات نتيجة تصاعد قوة التيارات المتطرفة». داعياً إلى «التحلي بنسبة عالية من الوعي، ورفض أي طرح مذهبي وطائفي، والتوجه إلى وطنية جامعة وتوحيد الطاقات وحماية أمن شعبنا واستقراره أيا كان انتماؤه».
منقارة
ودعا رئيس مجلس قيادة حركة التوحيد الإسلامي، عضو جبهة العمل الإسلامي واتحاد علماء بلاد الشام الشيخ هاشم منقارة الشعب العراقي إلى «التوحد حول مشروعه الوطني والقومي والإسلامي لإرساء معاني العدل الذي هو أساس الملك، والمقاوم الرافض للتدخلات الأجنبية الذي وحده يجنّب العراقيين الانقسامات والحروب العبثية الداخلية».
وحذرمن «مغبة إعادة التدخل الغربي في شؤون العراق الداخلية والذي كان السبب الأساس في إشاعة الفوضى والانقسامات، وبث الفتنة بين أبناء الصف الواحد من المسلمين»، داعيا القوى العربية والإسلامية إلى صوغ مشروع حضاري موحد يعيد للأمة أمنها واستقرارها وهيبتها ويحول دون مثل التدخلات التي وصفت دائماً بالاستعمارية».
وأشار إلى «أن المشروع الفتنوي مشروع متنقل في أرجاء دولنا العربية والإسلامية، ما أن يحاول البعض إطفاء حريق فتنوي هنا حتى يندلع آخر».
العيلاني
ورأى إمام مسجد الغفران في صيدا الشيخ حسام العيلاني «أن العراق اليوم يمر بظروف وتطورات خطيرة وخطيرة جداً، تهدد المنطقة بأسرها بفتنة مذهبية»، وطالب العراقيين سنّة وشيعة بـ «الحذر من الوقوع في فخ الفتنة المذهبية والعمل على إخماد نار الفتنة بأسرع وقت، وحل خلافاتهم من خلال الحوار وعدم السماح لأحد بجرّ العراق إلى الخراب والدمار ورفض التحريض المذهبي».