أنطون سعاده في المغترب القسري 1938 ـ 1947 شريط بانوراميّ عن أبرز ما حصل معه في قبرص وإيطاليا وألمانيا والبرازيل والأرجنتين
لبيب ناصيف
تعرّض سعاده للمؤامرة، فالسجن
ـ انتشار الحزب بشكل واسع، وصدور جريدته «سورية الجديدة»، حرّكا أحقاد الفئات الموتورة في الجالية، فرنسية الميول، فراحت تدسّ على سعاده وتنفثّ أكاذيبها. ولم تكتف بذلك، إنما تقدّمت بأكثر من وشاية إلى الأمن العام الفدرالي البرازيلي مدعّية أن سعاده عميل فاشيستي نازي 1 ، هادفة من وراء ذلك إلى إلقاء القبض على سعاده وتسليمه إلى فرنسا باعتبارها الدولة المنتدبة على لبنان، لتسلّمه بدورها إلى السلطات اللبنانية لمحاكمته 2 .
في رسالته إلى الصديق عبود سعاده في الأرجنتين، بتاريخ 5 أيلول 1941، يقول سعاده: «… فحدثت وشايات سافلة من بعض السوريين جعلت المفوضين البرازيليين يفتحون تحقيقاً معي ويوقفونني رهن التحقيق مدة نحو شهر استغلها مأجورون لفرنسا لاختلاق الإشاعات في المهجر».
في موضوع اعتقال سعاده يقول الأمين نواف حردان في الجزء الثاني من كتابه «سعاده في المهجر»، ص 136: كان سعاده بدأ يشعر بإرهاق شديد وآلام مبرحة في معدته وأمعائه فأشار إليه الدكتور عبدو جزرة، وكان انتمى سراً إلى الحزب، بالانتقال من فندق «أويستي Oeste»، ـ ومعناه الشرق ـ الذي كان يقيم فيه 3 إلى منزل شقيقته غريس كان سعاده يطلق عليها اسم عائدة التي كانت قد تزوّجت من السيد نحاس، وتقيم في حي «إيبيرينغا» في مدينة سان باولو، فعمل سعاده بمشورة طبيبه. وفيما سعاده في بيت شقيقته عائدة يتعالج معالجة دقيقة بالأشعة فوق البنفسجية لتهدئة آلامه ويتناول الأدوية اللازمة، داهم رجلان من الأمن المنزل وألقيا القبض على سعاده، على رغم وضعه الصحي. كذلك ألقيا القبض على ناموسيه الرفيق أسد الأشقر والأمين خالد أديب 4 . جرى ذلك في 23 آذار 1939.
ـ قوبل خبر القبض على سعاده بامتعاض واستنكار شديدين من قبل القوميين والوطنيين، فشُكّل وفد من الصحافيين السوريين 5 وقابلوا رئيس مكتب جمعية الصحافة السانبولية واحتجوا لديه على توقيف زميلهم أنطون سعاده وطلبوا منه السعي للإفراج عنه، إلا أن رئيس المكتب لم يحصل من مدير الأمن السياسي والاجتماعي في سان باولو إلا على جواب مقتضب يفيد فيه «أن الصحافي أنطون سعاده هو في هذه الدائرة موقوف بتهمة القيام بنشاطات غير قانونية تمسّ بأمن الدولة وسلامتها».
ـ على رغم وضعه الصحي ـ وهو في أشدّ حالات الضعف والإرهاق من جرّاء مرضه ـ كتب سعاده عدّة مقالات إلى جريدة «سورية الجديدة»، ثم وجّه أكثر من رسالة إلى مدير الأمن العام يشرح فيها وضعه الصحي السيئ خصوصاً بعدما حُرم بسبب توقيفه من المعالجة الطبية التي كان يخضع لها.
كان لهذه الرسائل وقعها الإيجابي لدى مدير الأمن الدكتور كارنيرو دا فونتي ـ وكان رجلاً نبيلاً ـ فأوعز إلى مدير السجن بنقل سعاده إلى غرفة أفضل وبتوفير اللازم له.
ـ أثناء ذلك، كان يزداد قلق القوميين الاجتماعيين وأصدقاء سعاده في سان باولو على صحته، فقرّروا أن يذهب وفد منهم لمقابلة الدكتور ألفريدو أبو عسلي، صديق سعاده في العشرينات، وكان قد أصبح مدير الأمن العام المدني في ولاية سان باولو. فاهتم وأسرع إلى دائرة الأمن العام الفدرالي، يشرح لمديره ما يعرفه عن سعاده، ثم توجه مع مدير الأمن العام المذكور إلى السجن لمقابلة سعاده، فكان للدكتور ألفريدو لقاء مؤثر بالزعيم بعد فراق نيّف وثماني سنوات.
ـ تولى التحقيق مع سعاده مدير الأمن العام الفدرالي بنفسه وتسلّم من سعاده مبادئ الحزب مع شروحات تفصيلية بعدما عكف خلال يومين على ترجمتها إلى البرتغالية.
كذلك أجري التحقيق مع الرفيق أسد الأشقر والأمين خالد أديب وكانا يتقاسمان غرفة واحدة في السجن.
ـ توجه مدير الأمن العام إلى مدينة ريو دي جانيرو عاصمة البرازيل في ذلك الحين من أجل إطلاع السلطات العليا للأمن العام الفدرالي على التحقيق الذي أجراه مع سعاده وما وصل إليه من قناعة، وهي أن سعاده رجل واسع الثقافة ومفكّر كبير ووطني صادق ولم يحضر إلى البرازيل للقيام بأي نشاط أو عمل له مساس بالبرازيل. في اليوم نفسه الذي عاد فيه من ريو دي جانيرو زاره القنصل الفرنسي في مكتبه يسأله عن «الموقوف» سعاده، «العميل النازي الفاشيستي» ويطلب منه تسليمه إلى فرنسا لأنه محكوم عليه في لبنان، وهو فار من العدالة 6 . جواب مدير الأمن العام كان قاطعاً: لقد حقّقت مع أنطون سعاده، فلم أقتنع أبداً بأنه عميل نازي أو فاشيستي. وتابع: إن لك أن تراجع وزارة الخارجية البرازيلية ولا شأن لك معي.
ـ في 30 نيسان، أُفرِج عن سعاده، بعدما حصل على البراءة من التهمة المنسوبة إليه، «بل كان حصل أيضاً على اعتذار من الشعبة السياسية في الأمن العام البرازيلي لاعتقاله من دون مسوّغ قانوني» 7 . بدورها رفضت البرازيل طلب فرنسا تسليمها سعاده، وأعطته مهلة بضعة أيام لتسوية شؤونه 8 . وكان قد بلغ من احترام مدير الأمن العام لسعاده أن أمر سائقه بإيصال الزعيم بسيارته الخاصة إلى المكان الذي يريد، «إنما وجد الرفيق جميل صفدي في انتظاره خارج بناية الأمن العام، فرافقه إلى بيته في شارع مايسترو غاردين»، كما يقول الأمين نواف حردان في الجزء الثاني من «سعاده في المهجر»، ص 168، مضيفاً: ولا يدري أحد حتى اليوم كيف عرف الرفيق جميل صفدي بأمر ذلك الإفراج. وكان مدير الأمن العام قد أفرج قبل ذلك بأيام عن الرفيق أسد الأشقر والأمين خالد أديب 9 .
إلا أن سعاده اتّهم لاحقاً جميل الصفدي بالوشاية عليه والخيانة وأصدر قراراً بطرده من الحزب.
ـ في 13 أيار، أصدر سعاده مرسوماً بتعيين الرفيق توما توما 10 مديراً للمديرية رقم 1 في سان باولو، والرفيق أديب بندقي ناموساً لها، وتتبع اللجنة المفوضة في سان باولو التي كان أنشأها سابقاً. وأصدر في اليوم نفسه مرسوماً ثانياً يقضي بإنشاء لجنة إذاعية عامة تتبع اللجنة المفوضة وتعيين الرفيق رشيد شكور رئيساً لها والرفيقين جميل صفدي ونديم شحفه عضوين فيها.
كذلك أصدر مرسوماً تنظيمياً لجريدة «سورية الجديدة»، ومرسوماً آخر بإنشاء وكالة لمكتب عبر الحدود وتعيين الرفيق أسد الأشقر وكيلاً عاماً لها والأمين خالد أديب معاوناً له.
ـ في 14 أيار 1939، غادر سعاده مرفأ «سانتوس»، ويرافقه الرفيق أسد والأمين خالد متوجهين إلى الأرجنتين، بعد أن كان واكبه إلى المدينة الساحلية شقيقه إدوار ورتل من السيارات تقل عدداً كبيراً من رفقاء سان باولو.
في الأرجنتين
ـ وصل سعاده وناموساه إلى مرفأ بيونس آيريس مساء 15 أيار 1939. لم يكن أحد في استقبالهم 11 ، فتوجهوا إلى فندق «طربوش» حسبما كان قد أشار عليهم الرفيق جورج بندقي، لمعرفة سابقة بالفندق.
الفندق المذكور يملكه مواطن سوري من بلدة النبك، لذا، كان يتردد إليه عدد من السوريين المقيمين في بيونس آيريس، أو في داخلية الأرجنتين للمبيت فيه أو لتناول الطعام.
بفضل ذلك، راح سعاده ومرافقاه يتعرفون على السوريين من أبناء الجالية، ولاحقاً يستقبلون الكثيرين ممّن تعرفوا إلى وجود سعاده في العاصمة الأرجنتينية وراحوا يتناقلون الحديث عن عبقريته وشخصيته الآسرة .
المواطن الأول الذي تعرّفوا إليه كان «الأمير» سليم علم الدين المعني، الوريث الأخير المتبقي حيّاً للأمراء المعنيين وسليل الأمير فخر الدين المعني الكبير 12 الذي راح ينشط وكان وساطة اتصال مع المجموعة الأولى من المواطنين، أمثال الياس فاخوري وزوجته مريانا، بهجت بنوت، نعيم دنهش، أوهانس بورساليان، موريس سرياني، أنطون أنطون، حسني عبد الملك، وإميليا يونس، وجميعهم انتموا إلى الحزب.
ـ وكما الجالية، راحت الصحافة السورية المهجرية تهتم بسعاده وبالحزب الذي ينمو في الأرجنتين.
في 15 حزيران، التقى سعاده في فندق «كستيلار» الصحافيين السوريين في بيونس آيريس وأدلى لهم بحديث هام نشرته «سورية الجديدة»، في عدديها 1 و8 تموز 1939. قبل ذلك، وفي 20 أيار، كان سعاده قد التقى أحد الصحافيين العاملين في جريدة «لاراسون». وقد نشرت الجريدة الحديث في عددها الصادر في 21 أيار وأعادت نشره «سورية الجديدة» في عددها رقم 13 تاريخ 3 حزيران 1939.
ـ إلى اهتمامه في تأسيس فروع للحزب في الأرجنتين، كان سعاده يتابع العمل الحزبي في البرازيل بما في ذلك جريدة «سورية الجديدة»، يحرّر المقالات فيها ويوجّه الرسائل إلى مسؤولين. إلى ذلك، كان يتابع أخبار الوطن بما أمكن له وتوفرت لديه من معلومات. في 1 تموز، وبعدما بلغه أن الحكومة الفرنسية تدرس مشروعاً يقضي بتجزئة الشام إلى أربع مناطق يديرها مستشارون فرنسيون بوساطة «حكام» سوريين، وجّه سعاده نداء إلى الأمة السورية نشرته «سورية الجديدة»، وطبعته القيادة الحزبية في الوطن في كرّاس صغير، ووزّعته على نطاق واسع.
ـ لم يكن قد مضى على وصول سعاده إلى بيونس آيريس أكثر من شهرين حتى لبّى في 16 تموز دعوة أبناء طرابلس إلى مأدبة عشاء تكريمية تقام على شرفه. تصدّر الزعيم المائدة يحيط به ناموساه وأعضاء لجنة الاحتفال، وتوزّع المدعوون حول أكثر من 20 مائدة. في هذه الحفلة تكلم كل من رئيس جمعية طرابلس عبد الغني شفص، الرفيق حسني عبد الملك، الأديب يوسف عيد، الناموس الثاني الأمين خالد الأديب، زعيم الحزب، واختتم الكلام الرفيق أسد الأشقر بكلمة وداعية للجالية.
ـ في أواخر تموز 1939، غادر الرفيق أسد الأشقر الأرجنتين عائداً إلى مقر أعماله في الشاطئ الذهبي غانا فيما بقي الناموس الثاني الأمين خالد أديب.
ـ في أيلول 1939، تعرّفت المواطنة جولييت المير 13 الأمينة الأولى لاحقاً إلى سعاده عندما قام بزيارة أهلها. إذ كان شقيقها الأكبر جورج قد انتمى إلى الحزب. تفيد في مذكراتها ص 39: لم أكن قد عرفت أو سمعت بوجوده في بيونس آيريس. كان جاء إلى تلك البلاد قبل عودتي من نيويورك وتمّ اتصال بينه وبين عائلتي.
تركت هذه الزيارة أثراً كبيراً في نفسها. بعد فترة اتصلت بها الرفيقة مريانا فاخوري، وتعددت اللقاءات ثم قدّمت لها كرّاس المبادئ. تضيف الأمينة الأولى في مذكراتها: وأقسمتُ اليمين. بعد أيام أقسمت اليمين أيضاً شقيقتي كتالينا وكانت تسكن وزوجها وابنها في طابق قريب من بيتنا. وهكذا فعلت شقيقتي ديانا. فأصبحنا نحن الثلاث قوميات حديثات في الحزب.
ـ كثر عدد الرفقاء في بيونس آيريس حتى فاق الخمسين رفيقاً، فنشأت المديرية الأولى في المدينة وعُيّن الرفيق إبراهيم النبكي مديراً لها، كما عيّنت الرفيقة إميليا يونس مفوضة لمفوضية الرفيقات 14 ، وعندما نمت المفوضية أنشئت مديرية للسيدات وعيّنت الرفيقة مريانا فاخوري مديرة لها 15 .
في الوقت نفسه، كان سعاده يوجّه عشرات الرسائل إلى البرازيل، المكسيك، الشاطئ الذهبي والولايات المتحدة، كما يحضر عشرات السهرات في بيونس آيريس ويتكلم فيها، إلى جانب الزيارات المتعدّدة التي كان يقوم بها، فضلاً عن عشرات المقالات التي يكتبها لـ«سورية الجديدة».
ـ من المناسبات التي راح يدعى إليها سعاده، وقد بات موضع حفاوة السوريين في العاصمة الأرجنتينية، الحفلة السنوية لجمعية «نور الهدى» للسيدات الحمويات التي أقامتها في نادي «شرف ووطن» السوري وحضرها جمهور غفير من سيدات الجالية ورجالها، وقد خصّت الجمعية زعيم الحزب ليكون ضيفها الشرفي. وقد استرعى حضور الزعيم اهتمام أوساط الجالية وأحاديثها وتعليقاتها على شخصيته ومقدرته والعمل العظيم الذي يقوم به.
سعاده في توكومان
ـ بعدما كان قد انتمى جبران مسوح وراح ينشط في أوساط الجالية السورية في مدينة توكومان، عقد بعض وجوه الجالية اجتماعاً قرروا فيه دعوة سعاده لزيارة المدينة، فتمّ ذلك في أواسط تشرين أول 1939.
أمضى سعاده في توكومان وفي محيطها ـ منها بضعة أيام في ريو أوندو حيث الحمّامات المعدنية طلباً للراحة والمعالجة ـ ما يقارب الشهر ونيف عاد بعدها إلى بيونس آيريس.
قبل مغادرة سعاده مدينة توكومان في 22 تشرين الثاني، أصدر مرسوماً يقضي بإنشاء مديرية وتعيين الرفيق كامل عواد مديراً لها. كانت الجالية قد أولمت له مساء 21 تشرين الثاني في «بلاسا أوتيل» أعظم فنادق هذه المدينة 16 .
ـ وكما في توكومان، بدا الاهتمام بالحزب ينتشر في مدينة سانتياغو، خصوصاً بعد سفر الرفيق ميخائيل ملحم إليها في جولة تجارية، فتسلم سعاده دعوة من بعض أوساط الجالية لزيارتها. تحققت لاحقاً في أيار 1940 .
دحض إشاعات وجوده في برلين
ـ في هذه الأثناء، كان سعاده قد تسلم رسالة من الرفيق بهيج فاخوري من طرابلس شقيق الأمين أنيس فاخوري يطرح فيها ضرورة الحصول على شهادة من قنصلية فرنسية تفيد أن سعاده، مقيم في مكان كذا من دولة كذا وإرسال هذه الشهادة بسرعة ليستفيد منها التحقيق لمصلحة الموقوفين من القوميين وبينهم الأمين أنيس فاخوري 17 . لذلك، ما إن وصل سعاده إلى بيونس آيريس حتى توجّه في اليوم التالي إلى السفارة الفرنسية حيث حصل منها على شهادة متوّجة بِاسم السفارة وممهورة بختمها تعلن أنه موجود في بيونس آيريس منذ 15 أيار 1939، وأرسلها إلى الرفيق بهيج فاخوري في طرابلس.
كان من المنتظر أن تصدر بحق القوميين المعتقلين أحكام قاسية جداً تبلغ حد الحكم بالإعدام بتهمة التعاون مع ألمانية التي هي في حالة حرب مع فرنسا، وكون زعيم الحزب مزعوم الوجود في برلين، لذلك كان الرفقاء المعتقلون يعلقون أهمية كبيرة على وصول شهادة السفارة الفرنسية في بيونس آيريس.
في هذا الوقت، كانت الصحف الأجيرة في لبنان تكيل التهم للحزب ولسعاده «المقيم في برلين»، فأصدر ناموس المجلس الأعلى الأمين مأمون أياس بتاريخ 8 تشرين الثاني 1939 بياناً نشرته بعض الصحف على رغم المراقبة المفروضة عليها، يؤكد فيه أن سعاده مقيم في بيونس آيريس ويمكن للحكومة أن تتأكد، لو شاءت ذلك، بوساطة قنصلها في العاصمة المذكورة فيخبرها ولا شك، عن رقم المنزل الذي يقيم فيه زعيم النهضة 18 .
ـ في 24 تشرين الثاني، توجّه الزعيم إلى دائرة الأمن العام مع خالد أديب وحصلا منه على تمديد لإقامتهما في الأرجنتين لمدة ستة أشهر إضافية بسبب صعوبة السفر والعودة إلى الوطن بداعي الحرب.
ـ في 23 كانون أول، وبدعوة من إدارة نادي «شرف ووطن»، ألقى سعاده محاضرة في موضوع «تأثير السوريين في أميركا». يقول مراسل «سورية الجديدة»: كانت المحاضرة بدعوات، وكان بهو النادي مهيئاً للمدعوين فامتلأت كلها وظل فريق واقفاً في المؤخرة وإلى الجانبين، وكان عدد الوقوف يزداد بين آونة وأخرى.
هوامش
1 «سعاده في المهجر» ـ الجزء الثاني، ص 136-137.
2 جبران جريج ـ الجزء الرابع من «من الجعبة» ص 427 .
3 كان سعاده قد انتقل من فندق «اسبلانادا» إلى فندق «أويستي» ليكون قريباً من مركز نشاط السوريين في شارع «25 آذار» « de Mar o 25»، وهو من أهم الشوارع التجارية في سان باولو.
4 كان الأمين خالد أديب والرفيقان أسد الأشقر وجورج بندقي في المطبعة التي يملكها الرفيقان فؤاد وتوفيق بندقي وفيها تطبع «سورية الجديدة» عندما وصل مواطن صديق وأخبرهم أن رجال الأمن ألقوا القبض خطأ في شارع «25 آذار» على مواطن يدعى أنطون سعد وساقوه إلى دائرة الأمن العام ظنّاً منهم أنه أنطون سعاده نظراً إلى تشابه لفظ الإسمين باللغة البرتغالية. لم يعر الأمين أديب والرفيق أسد الأمر كبير أهمية وبقيا في المطبعة منهمكين في عملهما، إلى أن دخل رجلا أمن المطبعة وسألا عن سعاده، فبلغت السذاجة بخالد أديب حداً كبيراً جعله ينهض من مكانه ويرافق رجلي الأمن إلى بيت شقيقة الزعيم حيث ألقيا القبض عليه، وعلى خالد أديب وساقا الاثنين إلى دائرة الأمن العام. بعد ساعة من ذلك جيء أيضاً بالرفيق أسد الأشقر «سعاده في المهجر» ـ الجزء الثاني، ص 138 ..
5 تألف الوفد من موسى كريم صاحب مجلة «الشرق» ، رشيد عطية صاحب جريدة «فتى لبنان» ، والرفيق جورج بندقي مدير إدارة «سورية الجديدة» .
6 «سعاده في المهجر» ـ الجزء الثاني، ص 167.
7 جبران جريج ـ الجزء الرابع من «من الجعبة» ص 429.
8 المصدر السابق.
9 المرجع السابق، ص 166.
10 من حمص، وهو عم كل من المحامي الصديق رزق الله توما أحد وجوه الجالية في البرازيل وقد ترأس أكثر من مرة اتحاد المؤسسات العربية البرازيلية فياراب واوميرو، تولى مسؤولية مدير الأمن العام الفدرالي البرازيلي، وهو من أبرز من تولى هذه المهمة في البرازيل .
11 يقول سعاده في خطاب ألقاه في حفلة أول آذار عام 1940 في بيونس آيريس: قدمت الأرجنتين غير معتمد على معرفة أحد ولا أعمال تمهيدية. فلما وطأت قدماي مرفأ بيونس آيريس لم يكن هناك أحد لاستقبالي، لم يأت سوريّ واحد لاستقبالي، لم يأت سوريّ واحد لملاقاتي والاهتمام بأمر القضية التي جئت من أجلها.
12 «سعاده في المهجر» ـ الجزء الثاني، ص 179.
13 من عائلة طرابلسية، أتت الأرجنتين مع أبويها وهي ما دون العاشرة من عمرها، إلا أنها انكبّت على درس العربية قراءة وكتابة بإرادة وعزيمة كبيرتين بحيث تمكّنت من درس مبادئ الحزب، باللغة العربية، لأنها لم تكن قد ترجمت للإسبانية بعد. درست التمريض وتخصّصت في التغذية. ولذا، كان اهتمامها بسعاده عندما ساءت صحته.
أما بالنسبة للرفيقة ديانا، فقد منحت لاحقاً رتبة الأمانة، تعهدت بنات الزعيم طوال سنوات الأسر التي قضتها الأمينة الأولى على إثر مؤامرة اغتيال العقيد عدنان المالكي. غادرت إلى الأرجنتين في أوائل السبعينات، وفيها وافتها المنيّة .
14 «سعاده في المهجر» ـ الجزء الثاني، ص 232.
15 «مذكرات الأمينة الأولى» ـ ص 40.
16 «سعاده في المهجر» ـ الجزء الثاني، ص 271 .
17 من رسالة سعاده إلى الأمين خالد أديب بتاريخ 17/11/1939 .
18 لمزيد من التفاصيل، مراجعة الجزء الرابع من كتاب الأمين جبران جريج «من الجعبة» ص 577-578 والجزء الثاني من «سعاده في المهجر» للأمين نواف حردان ص 273-277 .