مقصود: ما بعد كسب تفويض أممي لسورية بمواجهة الإرهاب

دمشق ـ سعد الله الخليل

استعاد الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني السيطرة على بلدة كسب الحدودية مع تركيا في ريف اللاذقية في وقت أغلقت السلطات التركية حدودها بوجه المسلحين المنسحبين.

وقد سيطر الجيش السوري على معبر الصخرة بكسب وينتشر على الحدود التركية ويقوم بتأمين المنطقة المحيطة، وبالتقدم باتجاه جبل النسر والحمرا ورفع العلم السوري على المعبر الحدودي في المنطقة.

وأغلق الجانب التركي الحدود بوجه المسلحين، وسمح بعبور من أصيب بجروحٍ بليغة منهم ما أسفر عن مشادات بين المسلحين والجنود الأتراك، ما أضطر المسلحين إلى التوجه نحو ريف إدلب.

وأكدت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان أن أهمية هذا الانجاز يأتي من الموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي تتميز به المنطقة ومن كونه يسقط أوهام العدوان في محاولة تأمين منفذ بحري وإقامة منطقة عازلة على امتداد الحدود مع تركيا تشكل قاعدة تجميع وانطلاق لممارسة الأعمال الإرهابية ضد الشعب السوري.

إنهاء حلم المنفذ البحري

ورأى الخبير العسكري والباحث الاستراتيجي علي مقصود أن الاهمية الاستراتيجية للسيطرة على كسب تمتاز ببعدين جغرافي وسياسي، وفي المنحى الجغرافي حيث تقع كسب في الشريط الشمالي للساحل السوري المتصل مع المنطقة الوسطى عبر إدلب وسلسلة جبلية مع حلب والمدن الشرقية، وأضاف مقصود في حديثه لصحيفة «البناء»: «الكل يعلم أن كتلة الباير أو البسيط الضخمة الواقعة بين وادي العاصي والكبير الشمالي من القصير من الشرق، وتمتد غرباً من البسيط إلى جبل الأقرع على ارتفاع 1728 متراً كما أن جبال اللاذقية التي تقع بين الكبير الشمالي والجنوبي بطول 138 كيلومتراً وعرض 30-35 كيلو، شكلت مسرح العمليات بين الجيش العربي السوري والمجموعات المسلحة ومن هنا تأتي الأهمية الاستراتيجية لقيام الجيش بقطع خطوط الامداد والتواصل وضرب المجاميع المسلحة على كتلة الباير، لا سيما سلمى، وبذلك ضرب خطوط الامداد التي يقودها جمال معروف قائد لواء أحرار المتحالف مع الكيان الصهيوني، وشكل معروف جهة الامداد الأولى للمجموعات الإرهابية المسلحة بالمقاتلين والعتاد، ولذلك تأتي أهمية تحرير كسب أنها أتت بعد عملية تكتيكية عالية المستوى سيطرت فيها على الجبال المحيطة كجبل السينهدريم والمسيرفة والنسر، وفي الغابات غابات الفرلق وصولاً إلى الدلبة حتى السيطرة على مخفر السمرة قبل مدة حتى اتخذ القرار باستعادة كسب بعد استنزاف المجموعات المسلحة.

واعتبر مقصود أن سيطرة الجيش على السمرا وتلة 1017 ضمنت قدرة الجيش على السيطرة على كسب بخاصة أن الطريق الوحيد للمجموعات المسلحة محور الربوة النبعين، وبسيطرة الجيش على النبعين ومحيط السيرتيل أصبحت معنويات الإرهابيين منهارة تبحث عن طريق باتجاه الحدود التركية -السورية، وهي التي أريد لها أن تقف على رأس حلف معادٍ لسورية لتشكل منفذاً بحرياً يسمح لتركيا بالمساومة على دور في المنطقة، ولتساوم على المفاوضات مع اداتها الائتلاف لضمان المصالح الأميركية.

واعتبر مقصود أن الجيش السوري أراد في ظل الأحداث التي تشهدها المنطقة أن تكون الرسالة أن لا مكان للإرهاب في سورية وأن من يضع الإستراتيجية الأمنية للمنطقة محور المقاومة والممانعة وعلى رأسه الجيش العربي السوري.

تفويض لسورية للحرب على الإرهاب

في الجانب السياسي لسيطرة الجيش العربي السوري على كسب رأى مقصود أن التحرك سريع بعث برسالة إلى الولايات المتحدة التي أصدرت الأوامر لداعش للسيطرة على ثاني مدن العراق، وهي الموصل وما تمثله من أهمية حدودية وإستراتيجية، والتي حاولت إظهار عجز الجيش العراقي عن مواجهة الارهاب وأنها تشكل تهديداً للكيان العراقي ووحدة العراق، فكانت رسالة الجيش السوري أن تهديد الإرهاب موقت وهو ما بعث برسالة للجيش العراقي والقيادة العراقية لوضع خطة لمواجهة داعش.

وتابع مقصود في السياسة عندما تقول أميركا أنها تدرس كل الخيارات فهي بذلك تمارس ما مارسته حين ورطت العراق بحرب مع الكويت، فواشنطن في حاجة الى دور مع الدول الناشئة التي ترسم خريطة العالم، فالسفارة الأميركية لديها معلومات منذ أكثر من شهر بتحركات مجموعات داعش، وراقبت عن بعد كما راقبت فرق الحرس الجمهوري للتحرك باتجاه الكويت لتبحث عن دور في انهاء الاحتلال.

واعتبر مقصود أن نصر كسب وما يدور في المنطقة من تطورات بداية للحل، وإيجاد المخارج بإعطاء التفويض الأممي لسورية لإخراج العراق والمنطقة من أزمتها لأنها الوحيدة القادرة أن تقف إلى جانب العراق، لما لسورية من علاقات طيبة مع المكونات العراقية كون التدخل الإيراني يفتح باب الفتنة السنية المذهبية والتدخل الأميركي يخلق مبررات لشرعنة هذه العصابات من باب المقاومة، فسورية بلد عروبي وكل مكونات العراق التي تضررت من الإرهاب بخاصة السنة تقف على مسافة واحدة من القيادة السورية، وبالتالي فإن تدخلها لإنقاذ العروبة والقومية والدين الإسلامي، وتابع مقصود «سنشهد خلال الفترة المقبلة تحركات في الأردن حيث تحالفت داعش مع التيار السلفي الجهادي».

وجزم مقصود بأن مجلس الأمن سيأخذ موقف أممي موحد لتفويض سورية بمواجهة الإرهاب ودحره وستدرك الدول الراعية للإرهاب أن الفرصة مواتية لوقف الدعم انطلاقاً من أنهم يدعمون الحرب على الإرهاب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى