قوات العدو تقتحم الأقصى وتعتدي على المرابطين
ارتفع عدد المصابين في اعتداءات الاحتلال «الإسرائيلي» على المرابطين في المسجد الأقصى إلى اثنين وعشرين. وأفادت مصادر بأن قوات الاحتلال نفذت انسحاباً جزئياً من الأقصى مع استمرار انتشار القناصة على سطوح المسجد القبلي.
وكانت قوات الاحتلال قد جددت اقتحاماتها للأقصى لليوم الثاني على التوالي في مستهل ما يعرف بعيد العُرش اليهودي. فقد اقتحم نحو 200 عنصر من قوات الاحتلال المسجد الأقصى واعتدوا على المعتكفين في داخله. واستخدم جنود الاحتلال القنابل الصوتية والرصاص المطاطي لإخراج المعتكفين لتأمين
اقتحامات المستوطنين في إطار يعرف بعيد «العرش اليهودي». كما شهدت البوابات المؤدية إلى المسجد الأقصى عمليات قمع للفلسطينيين.
وأكدت المصادر بأن الاحتلال استخدم آلية شبيهة بالمدرعة خلال اقتحام الأقصى للمرة الأولى منذ عام 1967.
وشهد المسجد الأقصى خلال الأيام الماضية اقتحامات عسكرية متكررة من قبل الاحتلال الذي يمضي في مخططاته لتقسيم المسجد زمانياً ومكانياً.
وأوضح شهود عيان أن نحو 200 عنصر من قوات الاحتلال اقتحموا المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة، وقاموا بإطلاق وابل من قنابل صوتية والغازية في باحاته، فيما اعتلت قوات العدو الخاصة سطح المصلى القبلي بالسلالم، وقامت بإطلاق كثيف لقنابل الغاز والصوت والرصاص المطاطي على المعتكفين داخله.
كما أفاد شهود العيان عن استخدام قوات الاحتلال آلات حفر كهربائية «كونغو» لتدمير نوافذ المصلى القبلي الشرقية، وتمركز القناصة عندها.
وبموازاة ذلك، اندلعت مواجهات بين جيش العدو والمرابطين، أدت إلى إصابات عديدة من المرابطين في المسجد الأقصى المبارك، بعدما أطلق الجنود القنابل بكثافة باتجاههم، كما أسفر ذلك عن اندلاع حريق على أبواب المصلى، الذي طوقه الجنود بسواتر وجدران متنقلة لفصل المرابطين عن المستوطنين. وقام الجنود برش غاز الفلفل السام باتجاه المصلين داخل المصلى ما أدى إلى وقوع إصابات بالاختناق بينهم.
إلى ذلك، منعت قوات الاحتلال من هم دون الخمسين من الرجال من دخول المسجد الأقصى المبارك والصلاة فيه، فيما سمحت للنساء من كل الأعمار، وأدى العشرات من المصلين على أبوابه صلاة الفجر.
وأغلقت قوات الاحتلال جميع الطرق المؤدية إلى الأقصى ومحيط البلدة القديمة، نشرت المئات من قواتها على كل المداخل، وعلى أبواب الأقصى وتحديداً بالقرب من باب المغاربة احتشد المئات من الجنود المدججين بالسلاح، حيث نصبت الحواجز والمتاريس الحديدية في محيط المسجد، ومنعوا طالبات المدارس الشرعية من الوصول إلى مدارسهم داخل الأقصى.
وكانت قوات الاحتلال هددت منذ أول من أمس باستخدام القوة لإخلاء المرابطين في الأقصى للسماح للمستوطنين باقتحامه والصلاة فيه ضمن الطقوس التوراتية بمناسبة ما يسمى عيد العرش اليهودي.
وفي سياق متصل، فتحت مواقع الاحتلال العسكرية نيران أسلحتها الرشاشة الثقيلة باتجاه المزارعين قبالة المناطق الشرقية لمخيمي المغازي والبريج ومنطقة جحر الديك وسط قطاع غزة، من دون تسجيل اي إصابات.
إلى ذلك، أكدت لجان المقاومة الفلسطينية وجناحها العسكري ألوية «الناصر صلاح الدين» بمناسبة الانطلاقة «16»، أن خيار الجهاد والمقاومة هو الأقدر على مواجهة المشروع الصهيوني وهو أقرب الطرق للتحرير، وإفشال المخططات الصهيونية التي تهدف إلى تقسيم المسجد الأقصى المبارك.
وقالت لجان المقاومة في فلسطين في تصريح صحافي لها، إن «المسجد الأقصى المبارك يتعرض للمؤامرات وحملات التهويد والاقتحامات المتكررة من الرعاع الغاصبين، في محاولات لفرض التقسيم الزماني وصولاً إلى مخطط التقسيم المكاني للأقصى»، محذرة «من المساس بالمسجد الأقصى المبارك».
وأضافت لجان المقاومة أن «الصمت العربي الإسلامي يغري العدو الصهيوني وحاخاماته المجرمين بالاستمرار في مخططاتهم الخبيثة التي تستهدف مقدساتنا»، مطالبة «الأمة الإسلامية شعوباً ومؤسسات بتحمل مسؤولياتها تجاه ما يتعرض له المسجد الأقصى»، مؤكدة «ضرورة التحرك العاجل لنصرة المسجد الأقصى والدفاع بكل ما يملكون من وسائل قوة تردع العدو عن الاستمرار بمخططات تهويد الأقصى».
وأضافت لجان المقاومة أن المصالحة الفلسطينية الحقيقية تشكل ضمانة لمواصلة المعركة مع العدو الصهيوني وإفشاله مشاريعه كافة ضد الأرض والإنسان والمقدسات .