باسيل: لبنان يفقد روحيته إذا خسر التنوع

أكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أن «ليس هناك من بلد بمنأى عن تهديد الإرهاب والتطرف الذي يتنامى في المنطقة ولبنان الذي هو بلد الحوار ودوره مهم لجهة محاربة إيديولوجية التطرف، وإذا فشل في أن يكون الجسر بين الحضارات، فهذا يعني أنّ العالم بأجمعه سوف يفشل».

وأشاد بـ«نجاحات وقدرات أبناء الجاليات اللبنانية الذين يتمتعون بالقيم العالمية ويمكنهم التكيف والتفاهم مع اي كان، وهذا كان وراء نجاحهم أينما حلوا».

كلام باسيل جاء خلال لقائه أبناء الجالية اللبنانية في مدينة بيتسبرغ في ولاية بنسلفانيا في قاعة كنيسة سيدة النصر المارونية، حيث توجه إلى الحضور بالقول: «اليوم نفتش على اللبنانيين ونشجعهم على العودة إلى لبنان، وذلك من أجل تبادل الخبرات بينكم وبين المقيمين، ولا سيما أنّ قيماً كثيرة تجمع ما بين لبنان والولايات المتحدة مثل الديمقراطية والحق في التعبير، والانتخاب. ولإتمام هذا الهدف نعمل على إعادة الجنسية اللبنانية لمن فقدها عبر قانون استعادة الجنسية الذي لا يخصّ فئة من اللبنانيين دون غيرهم، بل هو يثبت الهوية اللبنانية ويحافظ على الكيان اللبناني ويستردّ المكونات الاصيلة التي كونت لبنان، ويستأهل منا كلّ جهد وكلّ معركة سياسية. واستعادة الجنسية لها أهمية كبيرة لأنكم ستضيفون إلى لبنان كلّ نجاحاتكم وتجاربكم والثقل الثقافي الذي تحملونه».

وأضاف: «لنا بعد لبناني في العالم، لذا لا نستنجد بالخارج، لأنكم بالنسبة إلينا أنتم الخارج. ولا نريد بتاتاً أن يكون لنا بعد غير لبناني في لبنان. أنتم في ولاية يزورها البابا فرنسيس الذي يحمل لواء الإصلاح في الكنيسة، ونحن بحاجة إلى ذلك. كذلك فإنّ الدين الإسلامي هو أيضاً دين تسامح وسلام، إنما هناك بعض من يعمد إلى ممارسة خاطئة للدين. ويمكننا كلبنانيين العمل لنمنع ردّة الفعل المتطرفة على فعل متطرف. الإرهاب اليوم هو مرض العصر وكلنا علينا محاربته لننتصر بهذه المعركة التي هي معركة الإنسان ضدّ الشر».

ودعا إلى الحفاظ على اللغة العربية، واعداً بتطوير «وسائل جديدة لتعلمها عبر الإنترنت وهي مدخل إلى المحافظة على لبنانيتكم، إلا أنّ لبنانيتكم ليس لغة بل هي ثقافة حياة والقبول بالآخر والعيش معه. وهي مهدّدة بمفاهيمها وقيمها التي نرى اليوم أنّ داعش يحاول إلغاءها بفكر إلغاء الآخر. وندافع عن العيش مع الآخر ببقائنا في لبنان وبصمودنا، ونحن بذلك ندافع عن كلّ آخر، سواء كان هذا الآخر هو المسيحي في الشرق أو المسلم في الغرب، في مواجهة تصاعد التطرف والتطرف المقابل. ونواجه اليوم خطر أزمة كبيرة جداً هي أزمة النزوح السوري إلى لبنان، ونتعرض لموجات متجدّدة من القلق تجعل اللبنانيين يفكرون في الهجرة».

وختم باسيل: «إنّ لبنان يخسر روحيته اذا خسر التنوع الذي تمثلونه، وسوف تفشل إمكانية العيش المشترك».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى