غندور لـ«الميادين»: الواقع في العراق انقسامي وتخوف من مشاريع إقليمية فيه
أوضح مدير مركز الحوار العربي الأميركي صبحي غندور أن «ما قاله الرئيس أوباما أكد ما هو محسوم على مستوى الإدارة الأميركية والكونغرس والحزب الجمهوري بأنه لا توجد نية ولا قرار أميركي بالتدخل العسكري المباشر في العراق أي ليست هناك إمكانية لإرسال قوات عسكرية أميركية للعراق الآن، والأمر الآخر المهم الذي توقف عنده هو عندما قال أن «المساعدات الأميركية للجيش العراقي مرتبطة بوفاق سياسي وطني عراقي»، فهنا الموقف الأميركي أصبح مرتبطاً بمسألتين واحدة سياسية داخل العراق والأخرى إقليمية. ولكن الأخطر في كلام أوباما هو ما قاله بأن الأزمة مفتوحة وليست قضية ساعات أو أيام بل ستمتد على المدى الطويل، فهذا الأمر خطير جداً لأننا خلال أيام قليلة شاهدنا ما حدث من انتشار لهذه الجماعات الإرهابية».
وأضاف: «الأهم من كل هذا هو أن تقف واشنطن عند مسؤولياتها، فالأساس الذي صنع كل هذا الذي انتقده أوباما هو الاحتلال الأميركي، فهو المسؤول عن ضعف المؤسسات العراقية وعلى رأسها مؤسسة الجيش العراقي والولايات المتحدة مسؤولة عن حالة الانقسام والصراعات الموجودة الآن في العراق».
وأكد غندور أن «هناك إمكانية لتوظيف ما يحدث على طرفين، هما الطرف المحلي العراقي والحكومة العراقية والطرف الآخر هو الطرف الإيراني، فمنذ أيام قليلة جرت محادثات أميركية – إيرانية للمرة الأولى في تاريخ العلاقات السيئة التي كانت موجودة في العقود الماضية ولا نستبعد أن تكون هناك قضايا إقليمية قد طرحت في المحادثات. فما يحدث الآن في العراق قد يكون عنصر أميركي ضاغط».
وختم غندور أن «واقع الحال في العراق الآن هو عكس ما ينقله بعض السياسيين والمسؤولين العراقيين، فهناك رد فعل في شمال العراق وفي وسط العراق هناك من يؤيد «داعش»، فواقع الحال في العراق هو واقع انقسامي وهناك تخوف من مشروعين على أرض العراق مشروع أميركي يريد الفدرلة وتنفيذ مشروع بايدن بتقسيم العراق إلى ثلاثة كونتونات كل واحدة منها على علاقة مع واشنطن بحيث تبقى محافظة على التوازن وما يقابله في المشروع الآخر هو مشروع «إسرائيلي» يريد تقسيم فعلي ينتج دويلات طائفية ودينية»، مؤكداً أن «كل هذه الجماعات الإرهابية في سورية والعراق بنشأتها هي تخدم «إسرائيل» ومشروعها في المنطقة، وليس هناك أي مصلحة لـ«إسرائيل» بأن يحدث توافق إيراني – أميركي أو غربي – إيراني أو سعودي – إيراني الآن، وليس لها مصلحة بأن تعود العلاقات السورية المصرية لسابق عهدها».