لافروف يطالب بكبح المتطرفين والفاشيين الجدد
اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مهمة كبح المتطرفين والفاشيين الجدد في أوكرانيا تتطلب اهتماماً خاصاً من قبل المجتمع الدولي، مشيراً عقب لقائه نظيره البيلاروسي فلاديمير ماكي يوم أمس إلى أن «على خلفية الأحداث الأخيرة من ضمنها الهجوم المقزز على السفارة الروسية، يطلب من المجتمع الدولي اهتمام خاص لكبح المتطرفين والفاشيين الجدد».
وأعرب لافروف عن أمله بأن يتغلب منطق العقل وأن يقوم كل من يستطيع التأثير في الوضع بالعمل على تهدئة الوضع وجلبه إلى المسار السياسي ووقف العملية العسكرية. وتابع: «فيما يخص تصريحات مسؤولي سلطات كييف عن نية إغلاق الحدود بشكل كامل مع روسيا الاتحادية، فأنا لا أفهم جيداً عمّا يدور الحديث عنه وما القصد من ذلك. ونحن نريد أن نعرف».
وأكد الوزير الروسي أن بلاده ومينسك مهتمتان بوقف حمام الدم في أوكرانيا وبدء الحوار الوطني، مشيراً إلى أن اللقاء مع نظيره البيلاروسي بحث في الوضع الأوكراني، موضحاً رفض البلدين سياسة العقوبات الأحادية واعتبارها «غير بناءة».
من ناحية أخرى، اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن الشركاء الغربيين لروسيا في مجلس الأمن أبدوا معايير مزدوجة برفضهم استنكار الهجوم على مبنى السفارة الروسية في كييف الذي وقع في 14 حزيران.
وقال غاتيلوف أمس: «من الممكن القول إن الشركاء الغربيين أظهروا ازدواجية في المعايير ورفضوا التنديد لأمر واضح يندد به المجتمع الدولي في جميع الظروف»، موضحاً أن الوفد الروسي في الأمم المتحدة «أعدّ نصاً تقليدياً لهذه الظروف لكن بسبب شركائنا الغربيين لم يجر التوافق عليه».
وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن الشركاء «برروا رفضهم التنديد بضرورة ربط الحادثة في سياق الوضع في أوكرانيا الأمر الذي لا يتعلق بالهجوم على الهيئة الدبلوماسية»، مشدداً على ضرورة التنديد بما حدث بغض النظر عن جميع الظروف. وبهذا الصدد أعاد غاتيلوف إلى الأذهان أن مجلس الأمن ندد بحادثة الهجوم على القنصلية الأميركية في ليبيا الذي وقع في أيلول 2012.
وأعلن لافروف في وقت سابق أن خارجية بلاده وجهت مذكرة إلى نظيرتها الأوكرانية تطالب فيها بمعاقبة المسؤولين عن أعمال الشغب قرب السفارة الروسية في كييف، وبتعويض الأضرار الملحقة بمبنى السفارة، وقال: «سوف نسعى إلى الحصول على رد واضح من زملائنا الأوكرانيين». وأضاف أنه بحسب أفراد البعثة الدبلوماسية الروسية في كييف، كان هناك انطباع أن المشاركين في الاعتداء استهدفوا الاستيلاء على مقر السفارة، أي أن ثمة أدلة على أنهم كانوا يرغبون في إراقة الدماء». وكشف عن استيائه من تصرفات القائم بأعمال وزير الخارجية الأوكراني أندريه ديشيتسا الذي وصل إلى المحتجين وسمح لنفسه بالتفوه بعبارات «تتعدى حدود الأدب».
وأعرب الوزير الروسي عن خيبة أمله بشأن موقف نظرائه الغربيين من الحادث قائلاً: «لقد أكد لي شركاؤنا الغربيون أنهم ينددون بتصرف الأوكرانيين، لكن عندما طرحنا مشروع قرار بهذا الخصوص على مجلس الأمن الدولي، رفض شركاؤنا الغربيون أنفسهم دعمه. فقد حاولوا ربطه مع اقتراحات بإدانة حادث الطائرة التي تم إسقاطها في جنوب شرقي أوكرانيا وبأشياء أخرى لا علاقة لها بما هو الأهم، أي حصانة البعثات الدبلوماسية بلا شروط».
وفي السياق، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عدداً من المسائل ذات العلاقة بالوضع الأوكراني، وذلك في اتصالين هاتفيين بمبادرة من الأخيرين.
وجاء في بيان صادر عن الكرملين أن الرؤساء الثلاثة ناقشوا الأوضاع الصعبة في أوكرانيا والمسائل المتعلقة بسداد الديون المترتبة على كييف لقاء الغاز الروسي، إضافة إلى اتفاقية الشراكة المخطط توقيعها بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا. وناقش بوتين وميركل وهولاند أيضاً بعض جوانب العمل المشترك لإعداد مشروع قرار في مجلس الأمن حول تسوية الأزمة الأوكرانية.
وكانت دول غربية قد عرقلت في مجلس الأمن مشروع قرار تقدمت به موسكو للتنديد بالاعتداء الذي تعرضت له سفارتها في كييف، إذ قال مصدر في مجلس الأمن أن روسيا وزعت على الدول الـ15 الأعضاء نسخاً من مشروع قرار يدين الاعتداء الذي تعرضت له السفارة الروسية في كييف بأشد العبارات ويعرض القرار لأضرار جسيمة ناتجة من الهجوم الذي وقع مساء السبت إضافة لتهديد حياة البعثة الدبلوماسية، وهو ما عرقل عملها.
ودانت الصين أمس الهجوم الذي تعرضت له السفارة الروسية في كييف، ودعت الأطراف الأوكرانية إلى تهيئة الظروف المواتية للتسوية السياسية في البلاد. وقال هوا تشونينغ المتحدث الرسمي باسم الخارجية الصينية إن «بلاده تدين الهجوم على السفارة الروسية ونرى من الضروري ضمان أمن الممثليات الدبلوماسية والعاملين فيها وفقاً لمعاهدة فيينا والقوانين الدولية ذات الشأن».
وأكد المتحدث أن بكين تتابع باهتمام تطورات الوضع في أوكرانيا، وأخذت في الاعتبار خطة الرئيس بيوتر بوروشينكو لتسوية الوضع في شرق بلاده سلميا، مضيفاً أن الصين تأمل أن تلتزم الأطراف كافة بضبط النفس، وتوقف إطلاق النار بأسرع ما يمكن من أجل تفادي سقوط مزيد من الضحايا، وتقوم بتهيئة الظروف المواتية لتسوية الوضع سياسياً.
وأفاد مفوض حقوق الأطفال لدى الرئاسة الروسية بافل أستاخوف أن 10823 مواطناً أوكرانياً وصلوا إلى الأراضي الروسية خلال الـ24 ساعة الأخيرة، مشيراً إلى أن نقاط الاستقبال وتسجيل اللاجئين على الحدود قامت بتوزيع 920 لاجئاً، بينهم 328 طفلاً»، وأضاف أن مدينة دونيتسك، الواقعة في مقاطعة روستوف استقبلت 85 شخصاً بينهم 27 طفلاً، بينما استقبلت مدينة نوفوشاختينسك 476 شخصاً بينهم 161 طفلاً ومدينة ماتفييفو-كورغان 242 شخصاً بينهم 85 طفلاً ومدينة غوكوفو 117 شخصاً بينهم 55 طفلاً».
وأشار أستاخوف إلى أن 1568 شخصاً بينهم 812 طفلاً موجودون حالياً في 26 نقطة للإقامة الموقتة في مقاطعة روستوف، بينما يعيش 2663 شخصاً، بينهم 921 طفلاً لدى عائلات أقربائهم المقيمين في روسيا. وتابع أن كل المناطق في مقاطعة روستوف تقوم بتجميع المساعدات الإنسانية لللاجئين، مضيفاً أنها قد حصلت على أكثر من 26 طناً من المساعدات خلال يوم واحد، وجرى توزيع 9 أطنان منها بين اللاجئين.
وفي السياق، أعلن مدير إدارة السياسة الإعلامية في مقاطعة روستوف الروسية سيرغي تيورين أن أكثر من 70 ألف لاجئ أوكراني وصلوا خلال الشهر الأخير إلى المقاطعة وبقوا على الأراضي الروسية، لافتاً إلى أنه بحسب المعطيات فإن «أكثر من 122 ألفاً من سكان جنوب شرقي أوكرانيا دخلوا مقاطعة روستوف، بينهم 70 ألفاً لم يعودوا» إلى مدنهم.
و أضاف تيورين أن البعض منهم ذهبوا إلى أقاربهم ومعارفهم أو إلى المخيمات في روسيا، مشيراً إلى أنه خلال يوم وصل أكثر من 13 ألف لاجئ إلى الأراضي الروسية، لافتاً إلى أن عدد النازحين كان سابقاً لا يتجاوز 400 شخص يومياً.
وأعلنت السلطات الأوكرانية أمس مقتل نحو 50 من عناصر الدفاع الشعبي الذين يقاتلون النظام في شرق البلاد خلال الـ 24 ساعة الماضية، حيث نقلت وسائل إعلام محلية عن المتحدث باسم الجيش الأوكراني فلاديسلاف سيليزنيوف قوله إن عمليات القوات الأوكرانية أسفرت عن مقتل نحو 50، وإصابة 150 آخرين بجروح.
من جانب آخر أكد المكتب الصحافي لـ «جمهورية لوغانسك الشعبية» أن الجيش الأوكراني قصف مواقع قوات الدفاع الشعبي على أطراف مدينة لوغانسك وبالقرب من بلدة شاستيه القريبة منها. وكانت قيادة «لوغانسك» قد أعلنت منذ يومين مقتل أكثر من 100 شخص من المدنيين وعناصر الدفاع الشعبي بنتيجة عملية القوات الأوكرانية خلال اليومين.