البرلمان الأوروبي يدعو إلى استراتيجية مشتركة مع موسكو تجاه سورية
كشفت وزارة الدفاع الروسية عن إنزال قوات بحرية خاصة لحماية المنشآت العسكرية الروسية في سورية، مشيرة إلى أن سفن الإنزال البحري للردّ السريع المنتشرة في المتوسط ستشارك في العملية الجوية الروسية في سورية، وألحقت قوات خاصة من منشأة البحرية إضافة الى قوات الإنزال الجوي الجبلية السابعة لحماية المنشآت الروسية هناك.
وعبرت بارجتان حربيتان روسيتان مضائق البحر الأسود في طريقهما إلى البحر المتوسط، حيث ستؤمن قوات البحرية الروسية القاعدة البحرية في طرطوس والقاعدة الجوية في اللاذقية. وأعلنت الوزارة أن أكثر من 50 طائرة حربية ومروحية تشارك ضمن العملية العسكرية الروسية ضد «داعش» في سورية.
إلى ذلك، قالت الوزارة في بيان: «نفذّنا أمس الخميس 4 غارات على مواقع «داعش» في أرياف إدلب وحمص وحماة وزارة الدفاع الروسية ودمرت الغارات مقراً قيادياً ومستودع ذخائر للتنظيم».
وأوضحت أن طائرات سوخوي-24إم وسوخوي-25 شاركت في ضربات الليلة الماضية، مؤكدة أن هذه الغارات تركزت خارج المناطق المأهولة بالسكان، وكان لافتاً إعلان وزارة الدفاع الروسية «تبادل المعلومات الاستخبارية حول سورية مع القوات الإيرانية والعراقية».
وفي السياق، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن ضرباتها الجوية تساند تقدم الجيش السوري نحو مواقع الإرهابيين، مشيرة إلى أن بيانات المراقبة الموضعية أكدت تدمير مقر قيادة «داعش» في منطقة اللطامنة بريف حماة.
كذلك أشارت الوزارة إلى أن المقاتلات الروسية نفّذت أكثر من 20 طلعة جوية استهدفت 12 موقعاً لتنظيم «داعش» الإرهابي خلال 24 ساعة، في حين أكدت مصادر أن الغارات الروسية استهدفت أمس مواقع لـ«داعش» في السعن بريف حماة ومطار الطبقة ومزرعة العجراوي بريف الرقة، وجبل البشري بريف دير الزور.
إلى ذلك، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن المعلومات حول سقوط ضحايا بين المدنيين في سورية «جرّاء ضربات الطيران الحربي الروسي»، ظهرت قبل إقلاع الطائرات الروسية في طلعات لضرب مواقع تابعة للتنظيمات الإرهابية في هذا البلد.
وقال بوتين خلال اجتماع للمجلس المعني بتطوير المجتمع المدني وحقوق الإنسان في روسيا أمس: «في ما يخص المعلومات التي وردت في مختلف وسائل الإعلام حول سقوط ضحايا مدنيين بسبب نشاط الطيران الحربي الروسي في سورية، فإننا كنا مستعدين لهذه الهجمات الإعلامية».
وأضاف: «أودّ أن ألفت انتباهكم إلى أن المعلومات الأولى حول سقوط الضحايا بين المدنيين ظهرت قبل إقلاع طائراتنا»، وتابع: «مع ذلك، هذا لا يعني أنه لا ينبغي علينا الإصغاء إلى مثل هذه المعلومات. ولهذا الغرض بالذات نقوم حالياً بتنظيم اتصالات بين الأجهزة الخاصة الروسية والأميركية وبين وزارتي الدفاع في البلدين. ويجرى العمل في هذا الاتجاه ليسفر عن إقامة آلية ما للتفاعل بين الجانبين».
من جهة أخرى، أعلن دميتري بيسكوف، السكرتير الصحافي للرئيس الروسي، أن تحديد مواقع التنظيمات الإرهابية والمتطرفة التي يستهدفها سلاح الطيران الحربي الروسي في سورية، يجرى بالتنسيق مع القوات المسلحة السورية.
وأضاف بيسكوف في تصريحات صحافية أدلى بها في موسكو، أن الجانب الروسي أخذ على عاتقه تمويل عملية القوات الجوية الروسية في سورية لمكافحة الإرهاب، لافتاً إلى أن لجنة مكافحة الإرهاب الوطنية الروسية تتخذ الإجراءات الضرورية لمنع حدوث أعمال إرهابية بصدد عملية سلاح الجو الروسي في سورية.
كما دعا المتحدث باسم الكرملين إلى التأكد من صحة المعلومات حول مشاركة القوات الجوية الروسية في مكافحة التنظيمات الإرهابية في سورية، مشيراً إلى توفر الكثير من المعلومات المحرّفة والكاذبة والعارية عن الصحة بهذا الشأن. وقال: «إنه من السابق لأوانه الحديث عن تقييم عملية القوات الجوية الروسية التي نفذت عدداً من الغارات في سورية».
وأشار بيسكوف إلى أن عمل هيئة الأمن الفيدرالية الروسية وغيرها من الأجهزة الخاصة في البلاد في هذا المجال يحمل طابعاً منتظماً ودائماً بهدف كشف مخططات الإرهابيين والحيلولة دون تنفيذها.
وامتنع بيسكوف عن التعليق على تصريحات المندوب السعودي في الأمم المتحدة الذي أعرب عن قلق الرياض بشأن خطوات روسيا في سورية.
وكان المندوب السعودي في الأمم المتحدة عبدالله المعلمي قد دعا خلال كلمة ألقاها أمام الجمعية العام للأمم المتحدة إلى وقف الغارات الروسية التي استهدفت، بحسب مزاعمه، مواقع مدنية سورية في ريفي حمص وحماة، وأدت إلى مقتل 36 شخصاً. وقال المعلمي إن الرياض قلقة من العمليات الروسية في سورية.
من جهة أخرى، شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أن الطيران الحربي الروسي لا يستهدف في سورية سوى مواقع «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية، قائلاً إنه لا يملك أي معلومات حول سقوط مدنيين نتيجة الضربات الروسية. وأضاف: «نحن نراقب بدقة كل الخطوات لكي تكون هذه الضربات دقيقة ولكي تستهدف فقط مواقع ومنشآت وأسلحة ومعدات تعود لجماعات إرهابية».
وأعلن نائب رئيس هيئة الأركان لاستخبارات سلاح الجو الأميركي الجنرال روبرت أوتو، أن القوات الجوية الروسية لم تشنّ غارات جوية ضد «المعارضين السوريين».
وقد بدأت بعض المصادر الإعلامية تتحدث عن سقوط ضحايا بين المدنيين في سورية «جرّاء ضربات الطيران الحربي الروسي»، وكذلك حول غارات قامت الطائرات الروسية بشنّها على مواقع «المعارضين السوريين»، يوم الأربعاء الماضي.
فيما دعا رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز الاتحاد الأوروبي إلى وضع استراتيجية مشتركة مع روسيا تجاه سورية، مشيراً إلى الحاجة إلى إقامة تحالف بمشاركة روسيا وإيران. وقال للصحافيين: «ناقشت الدور الذي تلعبه روسيا في سورية، مع عدد من الزملاء. ومن الواضح للجميع بدرجة كافية أن روسيا لها وجود حالياً في سورية. ولذلك سنضطر إلى التحادث معها والقيام بمحاولة وضع استراتيجية مشتركة محددة. كما أعتقد أننا في حاجة إلى إقامة تحالف دولي تدخل روسيا وإيران ضمن تشكيله بشكل مؤكد». وأضاف شولتز أن «المبدأ الرئيسي لمشاركة الدول التي ترغب في الانضمام إلى هذا التحالف هو الصدق المتبادل». كما أن الأمر الأهم بالنسبة للوضع الراهن هو صدّ الجنون الإرهابي المنبثق من تنظيم «داعش».
وفي السياق ذاته، قال رئيس البرلمان الأوروبي: «هناك أيضاً قنوات دبلوماسية ونحن في البرلمان الأوروبي نحاول أن نستفيد منها. خصوصاً أنني سأزور طهران في القريب العاجل بدعوة من الجانب الإيراني».
إلى ذلك، أكد مدير قسم شؤون التحديات والتهديدات الجديدة في الخارجية الروسية، إيليا روغاتشوف أمس، أن عدم مشاركة الولايات المتحدة في عمل المركز التنسيقي في بغداد لمحاربة «داعش» ليس كارثياً، والتنسيق مع واشنطن سيتم بكل الأحوال.
وقال روغاتشوف: «رفضت الولايات المتحدة ولم تشارك في المرحلة البدائية، لكن أعتقد أن مشاركتها أو عدم مشاركتها ليس أمراً كارثياً، لأن التعاون على مستوى وزارتي الدفاع بهدف تفادي الحوادث الخطيرة، يجب أن يتم بكل الأحوال عبر قنوات أخرى».
كما أعلن أن روسيا لا تنوي الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» على الأساس القائم حالياً، مشيراً إلى أن التحالف يجب أن يعمل وفق القوانين الدولية. وقال: «لقد أعلنّا ذلك لأكثر من مرة، يجب على التحالف أن يعمل على أساس القوانين الدولية، أو بموافقة حكومات الدول التي تستخدم على أراضيها القوات المسلحة، أو بوجود قرار مجلس الأمن الدولي. وفي ما يتعلق بسورية كل هذه الشروط غير موجودة، إنه انتهاك صارخ للقوانين الدولية».
وأضاف المسؤول الروسي، أنه في حال توجهت السلطات العراقية إلى روسيا بطلب لقيام عملية جوية ضد «داعش» على أراضي العراق، فإن موسكو ستقيّم الجدوى السياسية والعسكرية لهذا الإجراء.
من ناحية أخرى أعرب السفير السوري في موسكو رياض حداد عن شكره للرئيس فلاديمير بوتين والشعب الروسي على موقفهما الداعم لسورية.
وأكد حداد في مؤتمر صحافي أمس في موسكو أن الضربات الجوية التي توجهها المقاتلات الروسية لمعاقل تنظيم «داعش» في سورية دقيقة وانتقائية. واعتبر أن الطريق الوحيدة إلى النصر يقع عبر التنسيق مع الجيش السوري، مشيراً في هذا الصدد إلى أن «التعاون والتنسيق كامل بيننا وبين القوات الجوية الروسية لتحديد مواقع الإرهابيين».
وصرح قائلاً: «الجيش السوري يملك كامل المعلومات والمعطيات عن أماكن وجود الإرهابيين، لذا فالضربات الروسية دقيقة وانتقائية»، مضيفاً أن «ضربات التحالف الدولي التي بدأت منذ عام لم تكن دقيقة على الإطلاق وألحقت أضراراً كبيرة بالبنية التحتية والآثار السورية».
كما بيّن حداد ردّاً على سؤال أنه لا يمكن التنبؤ بالمدة الزمنية للعملية التي بدأتها روسيا في سورية: «إذ يملك داعش الأسلحة والتمويل والجهاديين، الذين يمرون عبر الحدود التركية». وذكر أنه لا يوجد إرهابيون متطرفون وإرهابيون معتدلون فكلهم إرهابيون، وقد ذكر ذلك الرئيس الأميركي نفسه.
وفي شأن متصل، فكّكت القوى الأمنية السورية أمس سيارة محملة بألف كيلوغرام من المواد شديدة الانفجار بعد ضبطها قرب مدخل مدينة اللاذقية.