العبادي: سنرحّب بضرب روسيا لمواقع «داعش»

أكد رئيس وزراء العراق حيدر العبادي أول من أمس أن العراق سيرحّب بضربات جوية حال توجيهها من روسيا لتنظيم «داعش» في العراق.

وقال العبادي في حوار مع تلفزيون «فرانس 24» الفرنسي إنه لم يناقش مع روسيا توجيه ضربات جوية لـ «داعش» في بلاده حتى الآن، لكنه ذكر أن ذلك محتمل وبغداد ستدرس مثل هذا العرض إذا قدم إليها وسترحب به.

وأشار إلى أن بغداد تتلقى قدراً كبيراً جداً من المعلومات من سورية ومن روسيا أيضاً بشأن تنظيم «داعش».

وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت أن موسكو ستدرس توجيه ضربات جوية لتنظيم «داعش» في الأراضي العراقية إذا طلبت بغداد ذلك.

وقال مدير قسم التحديات والتهديدات الطارئة لوزارة الخارجية الروسية إيليا روغاتشيوف أمس: «إما أن يوجّه إلينا طلب بهذا الخصوص من حكومة العراق وإما قرار من مجلس الأمن، الأمر الذي سيتعلق اتخاذه بدرجة حاسمة برغبة الحكومة العراقية. وعند وجود هذه الأسس الكافية، ستدرس المنفعة السياسية والعسكرية لذلك».

وفي وقت سابق، أعلن مكتب العبادي ترحيب العراق بالتنسيق الروسي للقضاء على الإرهاب، مؤكداً أن الغارات الروسية في سورية «عامل سريع» للقضاء على تنظيم «داعش» في العراق.

ونقل سعد الحديثي المتحدث الرسمي باسم مكتب رئيس الوزراء في تصريح صحافي الخميس:

«ترحيب العراق بالتنسيق الروسي للقضاء على الإرهاب في سورية»، مشيراً إلى أن عناصر «داعش» يدخلون إلى العراق عبر الأراضي السورية.

ولفت الحديثي مجدداً إلى تأكيدات الحكومة العراقية «إيجاد الحل السياسي في سورية لإنهاء الخراب والاضطرابات على أراضيها، وما نجم عنه من بروز لتنظيمات إرهابية يعاني العراق منها حتى اللحظة».

ورأى أن «أيّ خطوة دولية تسهم في القضاء على التنظيمات الإرهابية في سورية، ستكون عاملاً سريعاً في مصلحة العراق، وتحقيق النصر على داعش»، في إشارة إلى تحركات روسيا الأخيرة.

وبحسب الحديثي، فإن العراق يطالب المجتمع الدولي والدول الإقليمية، بضرورة مكافحة التطرف الفكري، الذي يعتبر البيئة الخصبة لاستقطاب الإرهابيين، وتجفيف منابعهم ومصادر تمويلهم.

ميدانياً، تستمرّ العمليات الأمنية التي تخوضها القوات العراقية مدعومة بالحشد الشعبي لتأمين مناطق المواجهة مع «داعش» في بيجي شمال تكريت وفي الرمادي مركز محافظة الأنبار.

وإضافة إلى جبهتي الرمادي وبيجي تشتعل جبهات أخرى في العراق، والكل هنا في الداخل العراقي بانتظار نتائج أفضل لغرفة العمليات الرباعية العراقية ـ السورية ـ الإيرانية ـ الروسية وانعكاس عملها في الميدان.

وفي السياق، استعاد مقاتلو البيشمركة الكردية قرى عدة قرب مدينة كركوك شمال بغداد من تنظيم الدولة الإسلامية، أول من أمس، في عملية عسكرية مدعومة بغارات نفذها التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وقال متحدث باسم قوات البيشمركة إن قوات التحالف أمنت تغطية جوية لهذا الهجوم الرابع من نوعه بمنطقة كركوك، مضيفاً أن 16 قتيلاً و32 جريحاً على الأقل سقطوا في صفوف القوات الكردية بسبب القنابل التي زرعها تنظيم الدولة قبل انسحابهم لإبطاء تقدم البيشمركة.

من جهة أخرى، أعلن المجلس الأمني في كردستان العراق في بيان أن «الهجوم تم من ثلاث جبهات غرب كركوك، وشارك فيه نحو 3500 عنصر من البيشمركة».

وبدأ الهجوم فجر الأربعاء، وتمت السيطرة خلاله على أرض مساحتها نحو 140 كليومتراً مربعاً، وفق المصدر نفسه. وأوضح البيان أن نحو أربعين عنصراً من تنظيم الدولة على الأقل قتلوا خلال الهجوم.

وأشار قائد القوات الكردية بكركوك إلى أن 12 قرية تم تحريرها بالهجوم الذي يهدف إلى تشديد الحصار على قضاء الحويجة معقل تنظيم الدولة بالمنطقة.

وأعلن الجيش الأميركي في بيان أن «طائرات التحالف قامت بأكثر من خمسين ضربة دعماً لهذه العملية» مشيراً إلى أن هذه الضربات بدأت قبل أيام من العملية البرية لجعل الأرض ملائمة لتقدم البيشمركة.

وأوضح البيان الأميركي أن القوات الكردية قامت بثلاث عمليات ناجحة ضد تنظيم الدولة، خلال الأسابيع الأربعة الماضية، أتاحت استعادة أربعمئة كيلومتر مربع.

وسيطر مقاتلو البيشمركة على كركوك بشكل كامل الصيف الماضي بعدما أخلى الجنود العراقيون قواعدهم داخل المدينة وحولها، حينما اجتاح مقاتلو تنظيم الدولة مناطق واسعة شمال وغرب البلاد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى