كيهوذا باعوا سيّدهم بثلاثين من الفضة!
كيهوذا باعوا سيدهم بثلاثين من الفضة. صُلبت سورية. نزفت من جراح اقتُرِفت بأيدٍ صديقة. وبدفعٍ من عدوّ ظاهر بالعِداء للإنسانية منذ كون التاريخ. يعتقدون أنهم شعب الله المختار. وهم باعتقادهم هذا يصوّرون الله عدوّاً لباقي الشعوب. متناسين أنّ الله محبة، وأنه خلق الإنسان على صورته كمثاله.
سورّيتي حبيبتي تنزف. آه أيّ حال أنت فيه. فبعدما كنتِ تلك الملكة المتربّعة عرش الشرق، وبعدما كنتِ بوابة الشرق المشرقة. جاءك الأعداء من كل بقاع الأرض. عادَتْك أمم الارض، لأنك أجمل منها مجتمعة. فأنت لؤلؤة الشرق.
بدأوا بثّ حقدهم، اغتالوا فيك الفكر الذي بنى أركانك. فجّروا حقدهم بأبنائك. فتطايرت أشلاءهم هنا وهناك. رووا نهرك بدم أبنائك. حفروا في أرضك مقابر جمعت رفات من يخالفونهم الرأي. قطعوا شرايين الحياة بقطع طرقاتك وتحويل مسار قطاراتك. دخلوا كالتتار إلى قراك الهادئة المسالمة. اغتالوا أحلام الأطفال بالقتل والقهر واسبدال ألعاب الطفولة بسكّين تقطع الرؤوس وتتلذّذ بسيل الدماء صابغة أيديهم بلونٍ أحمر يعبق بالألم على نفسٍ ذهبت ضحية حقدٍ وأخرى دخلت عالم الظلمات. تفننوا بسبي النساء واغتيال الأنوثة التي ورثنها منك. فباتت نساؤك مقسّمات بين سبايا وضحايا، ثكالى وأرامل. قلوبهن فاضت بالحزن على ما ورثنه منك.
دخلوا المهد ليغتالوا الحضارة في مهدها. دمّروا التاريخ بالسرقة والنهب، ليخفوا حقيقة يخشون أن تظهر وتنجلي، أنهم ليسوا شعب الله المختار. هجّروا ناسك هنا وهناك. ليفرغوك من أبنائك الذين هاجروا عنوةً، هاربين من جور دخلاء. فبات أبناؤك سوريتي مشرّدين، بعدما كانوا أسياداً فيك. فكلمة سوري تعني السيّد. وسورية سيّدتي. نعم أنت السيدة وستبقين السيدة. سينتهي درب جلجلتك وستقومين منتصرة على الموت.
ربى الشلهوب