توق!

سألها ذات مرّة، وعيناه تشتعلان وجْداً: ما تحسبينَ ما بي؟ أليس ما بكِ؟

لم تُجب، ليتحدث صمتُ عينيها من أعماق حيرتها: الفارق بيننا أنني أبحث فيك عن الإنسان قبل الرجل، لكنك تبحث فيّ عن المرأة قبل أن تبحث عنّي. فكيف نلتقي؟

قال وعيناه تلمعان عشقاً: نظراتك زادت أوار روحي، وأيقظت فيّ توقاً إلى أساطير الحبّ القديمة، وإلى قصائد نزار… تعرفين أنني أختار التمرّد، لكنّني أمامك أعترف بالهزيمة. أتذكرين ما قال في إحدى روائعه؟ «أُحبكِ في كلّ يوم ثلاثين عاماً، وأشعر أنني أسابق عمري، وأشعر أن الزمان قليلٌ عليك…»!

شيء من خفرٍ اختبأ في ظلال عينيها الصافيتين، واكتنزت بسمتها الهادئة فيض حبّ تناغمت أطياف الجمال والطهر بين أمواجه.

سحر عبد الخالق

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى