الصحافة الأميركيّة تستفيق متأخّرة على أزمة أطفال سورية
أربع سنوات ونصف السنة، لم تكفِ للصحافة الأميركية كي تسلّط الأضواء على ما يعانيه أطفال سورية. فاستفاقت اليوم على هذه المعاناة، تزامناً مع بدء الضربات الجوّية الروسية على مواقع التنظيمات الإرهابية في سورية لا سيما «داعش»، ما يطرح علامة استفهام كبيرة حول توقيت طرح هذه المسألة، فلماذا استفاقتها الآن؟ ولماذا تترافق هذه التقارير «الإنسانية»، مع تقارير أخرى تدّعي أنّ الضربات الجوّية الروسية تحصد أرواح المدنيين؟
في هذا السياق، نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية تقريراً حول الأزمة السورية المتفاقمة، وقالت فيه إن الحرب تركت تداعيات سلبية على مستقبل الأطفال السوريين، وإن سورية تشكّل مصدراً للتهديدات والمخاطر على الغرب في المستقبل. ونقلت عن سفير النوايا الحسنة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين خالد الحسيني، أن الحرب التي تعصف بسورية منذ أكثر من أربع سنوات، تتسبّب في تشريد الملايين ومعظمهم من الأطفال. وأنّ تلك الحرب تركت آثاراً سلبية على الأطفال أكثر ما يكون، وأنها تتسبب في ضياع جيل بكامله. مشيراً إلى أن السوريين يتضوّرون جوعاً داخل بلادهم، وأن بعضهم لا يجد ما يأكله ليوم أو يومين، وذلك بسبب الحصار ولعدم توفر ما يزيد من الطعام عن حاجة الأطفال.
وفي تطوّر بارز، كشفت صحيفة «إندبندنت» البريطانية أنّ وزير الخارجية الأميركي جون كيري وسفيرته لدى الأمم المتحدة سامانثا باور، يضغطان من أجل توفير مزيد من الدعم للمتمرّدين السوريين، على رغم وجود أدلة قوية على أن «المعارضة السورية المسلحة» يسيطر عليها المقاتلون الجهاديون الذين يشبهون تنظيم «القاعدة» في المعتقدات والأساليب. وأوضحت الصحيفة أنّ واشنطن بذلت كل ما في وسعها للإبقاء على سرّية دورها في تزويد «المعارضة السورية» بالسلاح، من خلال وكلاء وشركات وهمية.
«إندبندنت»: دول العالم تفشل في الالتزام بتعهداتها حيال سورية
أجرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية، مقابلة مع مسؤول بارز في الأمم المتحدة تحت عنوان «دول العالم تفشل فى الالتزام بتعهداتها حيال سورية». وينقل الكاتب عن المسؤول تحذيره من أن المجتمع الدولي سيطارده جيل من الأشخاص الذين يعيشون في معاناة، كما ستطارده موجة من التهديدات الأمنية إذا فشل في الالتزام بتعهّداته المالية التي قطعها لملايين اللاجئين السوريين.
وخرج أمين عوض، رئيس مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في الشرق الأوسط، بهذا التحذير مع ظهور أرقام جديدة تشير إلى طلب الأمم المتحدة من المانحين 6.5 مليارات دولار، لم يتم استلام سوى خُمسها فقط.
وأشار عوض إلى الحرب التي طال أمدها في سورية والتي ترغم 120 ألف شخص على الفرار من البلاد كل شهر، وقال: «هذه الأعداد الهائلة من اللاجئين تتسبب في توتر مع المجتمعات المضيفة في منطقة الشرق الأوسط، إذ إنهم يضعون حِملاً غير عاديّ على قطاع الخدمات، مثل توفير المياه النظيفة والتعليم والرعاية الصحية.
«نيويورك تايمز»: الأزمة السورية شرّدت 2.5 مليون طفل
أولت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية اهتماماً بالأزمة السورية المتفاقمة، وقالت إن الحرب تركت تداعيات سلبية على مستقبل الأطفال السوريين، وإن سورية تشكّل مصدراً للتهديدات والمخاطر على الغرب في المستقبل. فقد أشار سفير النوايا الحسنة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين خالد الحسيني، إلى أن الحرب التي تعصف بسورية منذ أكثر من أربع سنوات، تتسبّب في تشريد الملايين ومعظمهم من الأطفال.
وأوضح الحسيني أن تلك الحرب تركت آثاراً سلبية على الأطفال أكثر ما يكون، وأنها تتسبب في ضياع جيل بكامله. مشيراً إلى أن السوريين يتضوّرون جوعاً داخل بلادهم، وأن بعضهم لا يجد ما يأكله ليوم أو يومين، وذلك بسبب الحصار ولعدم توفر ما يزيد من الطعام عن حاجة الأطفال.
وقال السفير الأفغاني الأصل إن عدد اللاجئين السوريين بدأ يتجاوز عدد اللاجئين الأفغان، وإن حوالى 2.5 مليون من اللاجئين السوريين من الأطفال، أو ما يشكل ثلثَي عددهم، مضيفاً أن حوالى ثلاثة ملايين طفل داخل سورية لا يتمكنون من الذهاب إلى المدارس، ما ينذر بمستقبل وخيم.
وأشارت «نيويورك تايمز» في تقرير منفصل، إلى أن الأردن يساعد «المتمرّدين» السوريين على حذر، موضحة أنه عندما يريد المقاتلون العودة من الأردن إلى سورية، فإن الاستخبارات الأردنية تحجز لهم موعداً محدّداً لعبور الحدود، وأنه عندما يحتاج المقاتلون سلاحاً، فيمكنهم تقديم طلبهم إلى «غرفة عمليات» في العاصمة عمّان، يديرها رجال استخبارات من الأردن والسعودية والولايات المتحدة.
وأضافت أنّ الأردن الذي يستضيف مئات آلاف اللاجئين السوريين، يقوم في الوقت نفسه بشكل سرّي، بتأمين «المتمردين» وداعميهم في نقطة انطلاق إلى الجبهة السورية الجنوبية.
لكن الصحيفة أشارت إلى أن هناك شكوكاً لدى «المتمرّدين» السوريين تجاه إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما وتتمثل في أن الإدارة الأميركية تقدم الدعم والمساعدات «للمتمرّدين» بما يسمح باستمرارهم بالقتال ومن دون تمكينهم من إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بل بما يطيل أمد الحرب لإضعاف سورية، بحيث لا تشكل تهديداً لـ«إسرائيل».
وفي سياق الحديث عن التهجير والأطفال، نشرت مجلة «نيوزويك» الأميركية تقريراً جاء فيه: دمرت أربع سنوات من الحرب المستشفيات والعيادات ومراكز التأهيل والمختبرات والصيدليات ومستودعات تخزين الأدوية في سورية. وبالنسبة إلى الممارسين في المجال الصحي، هذا يعني عدم وجود خدمات طبية. وعلى سبيل المثال، العلاج الكيماوي أصبح لا وجود له في محافظة حلب، على رغم أنّ مستشفى «الكندي» كان واحداً من أفضل مستشفيات السرطان في سورية. وقد أصبح مستشفى «الكندي» الآن كومة من الأنقاض. وفي محافظة حمص، ذكر ناشط أن غسيل الكِلى يكاد يكون مستحيلاً.
وكانت سورية نموذجاً للأنظمة الطبية في المنطقة وثاني أكبر منتج للأدوية في الشرق الأوسط. ولكن، في حين ينبغي أن يكون في حلب حوالى 500 من الأطباء الممارسين في هذا الوقت، تفيد منظمة إنقاذ الطفولة أن هناك 36 طبيباً. وهناك عدد قليل من الخيارات للمرضى الميؤوس من شفائهم.
أما مرضى السرطان، فيجب أن يذهبوا إلى العاصمة دمشق أو تركيا للعلاج، إذا كانوا يستطيعون أن يدفعوا مالاً مقابل ذلك، أو أنهم سيموتون في بيوتهم. كما لا توجد مختبرات لمراقبة عدد خلايا الدم البيضاء الخاصة بهم.
«إندبندنت»: لعبة استخباراية أميركية ـ بريطانية ـ تركية ماكرة في سورية
نشرت صحيفة «إندبندنت» مقالاً تحت عنوان «لعبة MA6، CIA وتركيا الماكرة في سورية»، أشارت فيه إلى أنّ وزير الخارجية الأميركي جون كيري وسفيرته لدى الأمم المتحدة سامانثا باور، يضغطان من أجل توفير مزيد من الدعم للمتمرّدين السوريين، على رغم وجود أدلة قوية على أن المعارضة السورية المسلحة يسيطر عليها المقاتلون الجهاديون الذين يشبهون تنظيم «القاعدة» في المعتقدات والأساليب. فالهجوم الأخير الذي شنّه المتمردون على اللاذقية، شمال سورية، والذي سجّل في البداية قدراً من النجاح، كان بقيادة جهاديين شيشان ومغاربة.
وأوضحت الصحيفة أنّ الولايات المتحدة بذلت كل ما في وسعها للإبقاء على سرّية دورها في تزويد المعارضة السورية بالسلاح، من خلال وكلاء وشركات وهمية. ولفتت إلى أنّ الاهتمام تركّز على جماعة «جبهة النصرة» التي تحصل على مساعدة من الاستخبارات التركية، والتي قد تكون وراء الهجوم بغاز السارين على دمشق في 21 آب، في محاولة لجرّ الولايات المتحدة إلى تدخل عسكري للاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
كما أشارت إلى خطّ التهريب الذي سمّته «CIA» «خطّ الجرذان»، وهو شبكة توريد أسلحة إلى المعارضين، تقف وراءها أميركا وتركيا والسعودية وقطر. تأتي المعلومات في هذا الاطار ضمن صفقة سرية للغاية، حتى الآن، وردت في تقرير صادر عن لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي في شأن الهجوم الذي شنه رجال الميليشيات الليبية على القنصلية الأميركية في بنغازي في 11 أيلول 2012 والذي قُتِل فيه السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز.
وبحسب «إندبندنت»، تقتضي الصفقة المرفقة بعملية لوكالة الاستخبارات المركزية، بالتعاون مع الاستخبارات الخارجية البريطانية، إرسال أسلحة من ترسانات معمّر القذافي إلى تركيا، ثمّ توزيعها عبر الحدود الجنوبية التركية مع سورية.
وتابعت: تشير وثائق الصفقة إلى اتفاق تم التوصل اليه في مطلع عام 2012 بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء التركي آنذاك رجب طيب أردوغان، والسعودية وقطر لتوفير التمويل. وأنشئت شركات وهمية قيل إنها أسترالية، وظّفت جنود أميركيين سابقين تولّوا مهمة الحصول على الأسلحة ونقلها. وبحسب الصحيفة، فإن حضور الاستخبارات البريطانية مكّن «CIA» من تجنّب إبلاغ الكونغرس بعملياتها كما يقتضي القانون، بما أنها ستظهر هنا كقوّة تنسيق واتصال.