صحافة عبريّة

ترجمة: غسان محمد

مقتل مستوطنَيْن وإصابة أربعة آخرين قرب نابلس

قتل اثنين من المستوطنين مساء الخميس بالرصاص قرب بلدة بيت فوريك ـ قضاء نابلس.

وذكرت صحيفة «يديعوت أحرنوت العبرية» أنّ اثنين من المستوطنين قُتلا من جرّاء إطلاق النار عليهما على الطريق بين مستوطنتَي «إيتمار» و«ألون موريه» قرب نابلس مساء الخميس.

وأكّدت الصحيفة أنّ الجيش «الإسرائيلي» أكد مقتل اثنين من المستوطنين في الهجوم، في حين عزّز من انتشار قواته في المنطقة حيث يطلق قنابل الإنارة في المكان.

وأكدت إذاعة الجيش «الاسرائيليّ» مقتل مستوطنَين وإصابة أربعة في هجوم على مركبة مستوطنين قرب حاجز بلدة بيت فوريك، في حين تتواجد قوات كبيرة من الجيش ومركبات الإسعاف.

واقتحمت قوات كبيرة من الجيش «الإسرائيلي» قرية سالم القريبة من نابلس، فيما أغلقت القوات «الإسرائيلية» الحواجز القريبة من المدينة.

وأعلنت القوات «الإسرائيلية» منطقة نابلس منطقة عسكرية مغلقة بالكامل، ويمنع الخروج منها والدخول إليها، فيما أغلقت حواجز زعترة وبيت فوريك وحوارة ومفرق يتسهار وبيتا، وانتشر المستوطنون على الحواجز، ويقومون بالاعتداء على مركبات المواطنين.

يعالون يتفقد مكان وقوع العملية

ذكرت صحيفة «معاريف» العبرية أن وزير الحرب «الإسرائيلي» موشية بوغي يعالون تفقد مكان العملية التي أدّت إلى مقتل مستوطنيين متطرّفين قرب مفترق بيت فوريك.

ورافق يعالون إلى مكان الحادث قائد هيئة الأركان العسكرية العميد غادي آيزنكوت، إلى جانب عدد كبير من ضباط الجيش.

وذكرت الصحيفة أنّ مستوطني شمال الضفة قرّروا إقامة بؤرة استيطانية جديدة في مكان وقوع العملية.

كما أبلغ المستوطنون الجيش «الإسرائيلي» أنه إن لم يغلق الطريق أمام حركة الفلسطينيين، فسيتولون بأنفسهم قطع الطريق في وجه الفلسطينيين ومهاجمتهم.

كما طالب المستوطنون الحكومة بضرورة الإسراع في إصدار تصاريح لتوسيع البناء الاستيطاني وشرعنة بؤر استيطانية جديدة.

عملية نابلس ليست عملاً فردياً

قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية نقلاً عن مصادر في جهاز «شاباك» والجيش «الإسرائيلي»، إن عملية قتل المستوطنين في نابلس منظمة ومخطط لها وليست عملاً فردياً.

وأضافت الصحيفة أنّ تحقيقات جهاز الأمن العام «شاباك» والجيش، أفضت إلى أن عملية إطلاق النار على المستوطن وزوجته، كانت بتخطيط وتكتيك تنظيميين.

ما هي وحدة «سييرت متكال» التي كان المستوطن القتيل ضابطاً فيها؟

ذكرت مصادر عبرية أن المستوطن إيتام هانكين الذي لقي مصرعه مع زوجته المستوطنة نعمة في الهجوم قرب مستوطنة إيتمار، هو ضابط احتياط في وحدة «سييرت متكال». وهي وحدة عسكرية منتخبة في الجيش «الإسرائيلي»، وخاضعة مباشرة لهيئة الأركان العامة وتصنّف مع دائرة الاستخبارات. هدفها الأساسي والمركزي القيام بتجميع معلومات استخبارية من عمق مواقع البلاد العربية، وفي الوقت ذاته القيام بتدريب أفرادها على كافة أنواع القتال البرّي، خصوصاً ما تسميه «إسرائيل» «محاربة الإرهاب».

أُسّست هذه الوحدة عام 1957 بمبادرة من الرقيب إبراهام إرنان. ودَمجت هذه الوحدة في صفوفها محاربين سابقين في سلاح الاستخبارات ومُسرّحي «الوحدة 101» الوحدة التي قادها آرييل شارون ونفّذت مجازر مثل مجزرة قبيا عام 1945 ، ووحدة المظليين. ولم تصادق الحكومة «الإسرائيلية» أو قيادة الجيش رسمياً ونهائياً على هذه الوحدة إلا في نهاية الثمانينات من القرن الماضي، خصوصاً في أعقاب انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الأولى.

أما خطط الوحدة وفعالياتها فبقيت طيّ الكتمان حتى اليوم، إلا ما أُجيز نشره. ورفعت قيادة هذه الوحدة شعار «الجريء هو الذي ينتصر».

وتتمحور نشاطات الوحدة خلال فترات الهدوء في جمع معلومات استخبارية أو القيام بعمليات عسكرية محدّدة هدفها «مكافحة الإرهاب»، على حدّ ادّعاء «إسرائيل».

ونفّذت الوحدة عمليات حربية في عمق المواقع القتالية، كما حصل ويحصل في الأراضي الفلسطينية أو في لبنان خلال حرب تموز 2006 ـ عملية بعلبك، حيث خُطف عدد من المواطنين اللبنانيين، وحين تبيّن أنهم ليسوا الهدف المنشود أفرِج عنهم وأعلنت قيادة الجيش والحكومة «الإسرائيلية» عن فشل العملية .

ومن بين الشخصيات العسكرية البارزة الذين قادوا هذه الوحدة وتخرّجوا منها: إيهود باراك قائد الوحدة ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش سابقاً ، بنيامين نتنياهو قائد فصيل سابق في الوحدة ، شاؤول موفاز نائب قائد الوحدة ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش سابقاً ، متان فلنائي نائب قائد الوحدة سابقاً ، موشي بوغي يعالون رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي سابقاً . ومن خرّيجي هذه الوحدة أيضاً، آفي ديختر رئيس جهاز «شاباك» سابقاً، وداني يتوم رئيس «موساد» سابقاً.

ومن أبرز العمليات العسكرية التي قامت بها هذه الوحدة والتي أُعلِن عنها رسمياً في ما بعد: الهجوم على جزيرة غرين أثناء حرب الاستنزاف عام 1969. الانقضاض على طائرة «سابينا» المختطفة في مطار اللد عام 1972. اختطاف عدد من ضباط الاستخبارات السورية العاملين في جنوب لبنان عام 1972 بهدف المساومة بهم لإطلاق سراح طيارين «إسرائيليين» في الأسر السوري. عملية «ربيع الشباب» هكذا سمتها قيادة هذه الوحدة في لبنان في نيسان 1973 والتي قادها إيهود براك وتم خلالها اغتيال قياديين بارزين في منظمة التحرير الفلسطينية وهم يوسف النجار وكمال ناصر وكمال عدوان. عملية «يونتان» أو عملية «عنتبة» في أوغندا. سميت على اسم يونتان نتنياهو شقيق بنيامين نتنياهو قائد الوحدة الذي قادها بهدف إطلاق سراح مختطفي طائرة «اير فرانس» في مطار أوغندا، وقُتِل خلالها.

هل تجنّب منفّذو العملية قتلَ الأطفال؟

أثارت رواية الجيش «الإسرائيلي» غير المقنعة حول نجاة أطفال المستوطنَين الأربعة في العملية التي نُفّذت شرق نابلس، سخرية كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي العبرية.

وذكر مغرّدون على «تويتر» أنه من الصعب الاقتناع برواية الجيش التي تقول إن المهاجمين لم يلاحظوا وجود الأطفال في المقعد الخلفي كونهم كانوا نائمين، في وقت أعلن الجيش عن إطلاق نحو 50 طلقة باتجاه المركبة المستهدفة.

ولفت المغرّدون إلى أنه في وقت عزا الجيش نجاة الأطفال إلى عَجَلة المنفّذين وعدم انتباههم لوجود الأطفال النائمين في المقعد الخلفي، أكد في بيانه نزول المنفّذين من مركبتهم وإطلاق النار على المستوطنين من مسافة صفر، وإخراج سائق المركبة من مركبته ورميه على قارعة الطريق.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى