مقتل مستوطنين في عملية بطولية واستشهاد منفّذها
صعّدت قوات الاحتلال الصهيونية هجمتها على الضفة الغربية بعد مقتل مستوطنين وجرح اثنين آخرين في عملية طعن نفذها الشاب الفلسطيني مهند شفيق حلبي في القدس المحتلة. ونفذت عملية الطعن في باب خان الزيت، أعقبها قيام القوات الاحتلال بإطلاق النار على منفذ العملية، ما أدى إلى استشهاده.
وتأتي هذه العملية البطولية في وقت لا تزال أجهزة أمن العدو عاجزة عن الوصول إلى منفذي عملية إطلاق النار بالقرب من مدينة نابلس قبل أربعة أيام، والتي أسفرت عن مقتل ضابط سابق في لواء «غولاني» النخبوي، وزوجته الناشطة ضمن منظمات «الهيكل المزعوم».
وأكد الناطق باسم «حركة الجهاد الإسلامي» داوود شهاب تبني الحركة عملية الطعن. وباركت «كتائب القسام» عملية الطعن التي اعتبرتها «رداً طبيعياً على جرائم الاحتلال ومستوطنيه ضد الأقصى»، وفق الناطق باسمها أبو عبيدة.
والقتيل الأول هو الحاخام نحاميا لافي، فيما الآخر جندي من مستوطنة بيتار عيليت ويدعى أهارون بينيت.
وقالت مصادر في القدس إنه فور شيوع الأنباء عن عملية الطعن، احتشد المستوطنون عند حي المصرارة القريب من البلدة القديمة في القدس.
وقال وزير الزراعة «الإسرائيلي» أوري أريئيل من حزب «البيت اليهودي»، إن العملية «نتيجة مباشرة لتحريض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس». ورأى اسحاق هرتسوغ، رئيس المعارضة «الإسرائيلية»، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو «فقد السيطرة» على أمن المواطنين «الإسرائيليين» بحسب تعبيره.
وقام مستوطنون بهجوم على قرية الجانية غرب رام الله، فيما اقتحم 150 جندياً «إسرائيلياً» باحات المسجد الأقصى وأخرجوا عشرات المقدسيين من المعتكفين داخله.
وصرّح رئيس حزب «إسرئيل بيتنا» المعارض أفيغدور ليبرمان أن تل أبيب ربما بدأت «تفقد السيطرة والردع».
في غضون ذلك، أفاد مصدر طبي فلسطيني عن أن حصيلة المواجهات العنيفة التي أعقبت اقتحام قوات الاحتلال لعدد من أحياء نابلس فجر السبت بلغت 14 إصابة بالرصاص الحي والمطاطي، إضافة إلى عشرات الإصابات بالاختناق.
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال 7 فلسطينيين خلال حملة دهم واسعة نفذتها في «حي الضاحية» شرق نابلس، غالبيتهم من أنصار حركة «حماس» وفق مصادر محلية.
من جهة ثانية، اقتحمت سلطات الاحتلال صباح السبت منزل عائلة الأسير نور الـدين أبو حاشية منفذ عملية الطعن في «تل أبيب»، وسلمتهم إخطاراً بهدم البيت غداً الثلاثاء، و«أبو حاشية» معتقل منذ نحو عام، بعد أن تمكن من قتل جندي صهيوني طعناً بالسكين.
وأفادت وسائل إعلام العدو عن تعرض حي «نوف تسيون» الاستيطاني جنوب شرقي القدس المحتلة لإطلاق نار من دون وقوع إصابات أو أضرار.
وكان 20 فلسطينياً أصيبوا خلال مواجهات اندلعت بين الشبان وشرطة الكيان التي اقتحمت قرية «العيسوية» وحي «جبل المبكر» بالمدينة المقدسة.
وبحسب شهود عيان، فإن جنود الاحتلال احتجزوا سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني خلال نقلها أحد المصابين، في محاولة منهم لاعتقاله، إلا أن طاقم السيارة حال دون ذلك.
وتأتي هذه التطورات بعد وقت قصير من إحباط محاولة مجموعة من المستوطنين اختطاف 3 أطفال مقدسيين بالقرب من كنيسة «الجثمانية» وسط المدينة، حيث نجح الأهالي في إخراج الأطفال من داخل إحدى المركبات الصهيونية بعدما أُدخلوا إليها عنوة.
ولم يغب المسجد الأقصى المبارك عن المشهد، حيث أغلقت قوات الاحتلال المسجد في وجه المصلين المسلمين، ومنعتهم من أداء صلاة الفجر، ما اضطرهم إلى أدائها في الشوارع والطرقات المؤدية للمسرى الشريف.