حجل: لإزالة الحواجز بين المكونات اللبنانية وإقامة نظام يعتمد العقل والمساواة
أقامت «رابطة شباب البقاع الغربي وراشيا» حفل كوكتيل تكريماً لمغتربي المنطقة، في قاعة السفراء ـ أوتيل الخريزات، تخلله تكريم لرئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأسبق والرئيس السابق للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم مسعد حجل ترافقه عقيلته الأمينة ناديا، بحضور ضيفة الشرف ملكة جمال لبنان السابقة رينا الشيباني.
وحضر الحفل عميد العمل والشؤون الاجتماعية نزيه روحانا، وعضو المجلس القومي فاروق أبو جودة وعقيلته. كما حضره قائمقام راشيا نبيل المصري، وقائمقام البقاع الغربي وسام نسبيه، ورئيس مجموعة بقاعنا الإعلامية حسن شاهين، رئيس اتحاد بلديات البحيرة طوني أبو عزي، رئيس اتحاد بلديات قلعة الاستقلال عصام الهادي، رئيس رابطة مخاتير راشيا كمال ناجي، رئيس رابطة مخاتير البقاع الغربي صلاح صالح، رؤساء بلديات ومخاتير وشخصيات وفاعليات اجتماعية بقاعية بينها الدكتور نبيه غانم.
حجل
وألقى المحتفى به الأمين مسعد حجل كلمة شكر فيها رابطة شباب البقاع الغربي وراشيا إدارة وأعضاء، لأنّهم أتاحوا له فرصة اللقاء بالمغتربين والمقيمين من أبناء هذه المنطقة.
أضاف: نسمع بعضاً من مواطنين يتحدّثون عن نقمة الغربة والهجرة من الوطن. أنا أؤيّد مقولتهم، وأنبّه أولياء الأمر ومرجعيات القرار السياسي عندنا، أنّه، إذا بقيت الأوضاع على ما نشهد من خور وضياع، فإننا سنرى قريباً لبنان، أقرب ما يكون إلى مأوى عجزة ودور حضانة، لأنّ شبابنا وأجيالنا الجديدة فقدوا الأمل مما هو قائم، ما يدفعهم إلى التدافع على أبواب السفارات طلباً لهجرة إلى بلاد الغربة، يتيهون فيها، فيخسرهم الوطن ويذوبون في أحضان المجتمعات المضيفة.
ورأى حجل أنّ هذه النقمة، تحوّلت إلى نعمة يستفيد منها لبنان، من جرّاء التحويلات المالية التي يقوم بها أبناؤنا المغتربون، إلى أهلهم وذويهم وأقاربهم وعائلاتهم، والتي تسجّل أرقاماً مذهلة تصل إلى أكثر من عشرة مليارات من العملات الأجنبية، تشكّل رديفاً هائلاً من الاستقرار والاستمرار.
وتوجه إلى الشباب متمنياً عليهم ألا يستسلموا للأمر المفعول، إنما العمل على إقامة نظام مدني طليعي جديد، مفصولة فيه السياسة عن الشؤون الدينيّة، وإزالة الحواجز بين مختلف المكوّنات اللبنانية ممّا يفضي إلى تحقيق الوحدة الاجتماعية الحقيقية التي نصبو إليها جميعاً، يتمّ فيها العدل الاجتماعي الحقوقي، فإذا لم يع شعبنا وجوده كوحدة اجتماعية ووحدة مصير وحياة، فعبثاً يكون انتظارنا لخلاص يرتجى، والضغط لتشريع قوانين «تنظّم الاقتصاد القومي على أساس الإنتاج وإنصاف العمل وصيانة مصلحة الأمة والدولة» توزّع فيه العدالة الاقتصادية توزيعاً حقيقياً وصادقاً.
ورأى أنّه آن الأوان، بعد كلّ النكسات المخزية، وبعد كلّ التجارب الأليمة، أن يسود نظام علماني عملي صحيح، يعتمد العقل والحقّ والمساواة والمصلحة المشتركة أساساً، والفكر والعلم والمحبّة وسيلة، والقوة والعزّة والنهضة البنّاءة ورفاهية الشعب هدفاً. وقد فشلت الحكومات المتعاقبة فشلاً ذريعاً في اعتماد نظام عصري راق، كما فشلت في تأطير وتنظيم ورعاية الطاقات الاغترابية الجبّارة القادرة على تحويل لبنان إلى قوة فاعلة تغيّر مجرى الأحداث العاصفة بالكيان، فإذا لم تفعل إرادتنا نحن، بقوّتنا نحن ووعينا نحن، فعبثاً، ننتظر ترياقاً يأتي من خارجٍ يعمل لمصلحته ولمصلحة أعدائنا في الدين والحق والأرض والوطن.
وتوجه إلى المغتربين بالقول: لئن فصلتكم المسافات والأبعاد عن وطنكم الأول، فلا تنفصلوا عن ولائكم له، ولا تتنكّروا لهويّتكم الأصلية، ولا تشعروا بالدّونيّة مطلقاً، فأنتم من أمّة حملت الحضارة عبر تاريخها المجيد إلى العوالم المعلومة والمجهولة، أذكروا دائماً أنّكم من وطن له عليكم حق الولاء وواجب التضحية والفداء، أنتم رسل هذا الوطن، وانتم سفراؤه، فتحلّوا بفضيلة وقوّة الإيمان الواعي المسؤول بوطنكم، كي نصونه كلنا بحبل إيماننا ونسلّحه بقوة ثقتنا، عندها، يستنهض الفينيق حقيقته، وينتفض من رماده، ويحلّق بجناحيه المقيم والمغترب، خارجاً من غموض الجهل والتخلّف والاستبداد، ورافضاً عار بقاء لبنان تحت حكم نظام متأخّر، يتحكّم فيه الجهل والمرض والفقر والذّل والعبودية.
وعند نهاية الاحتفال قدّم رئيس النادي خالد الأحمد درعاً تقديرية لكلّ من الأمين حجل وملكة الجمال رينا الشيباني، ودعا الحاضرين إلى حفل كوكتيل أقيم للمناسبة.