روسيا: لجلسة خاصة في مجلس الأمن تبحث تهديد «داعش»
قالت مصادر مطلعة إنّ مسؤولين أميركيين وإيرانيين ناقشوا الوضع في العراق على هامش المفاوضات النووية المنفصلة بشأن البرنامج النوويّ الإيراني في فيينا، إذ أشارت المصادر التي لم تكشف عن هويتها «إنه لم يجر البحث في تعاون عسكري بين الطرفين» مضيفة: «أن أي قرار استراتيجي لن يتخذ بغياب العراقيين».
ونقل عن مسؤول أميركي رفيع المستوى قوله «نحن منفتحون على الحوار مع الإيرانيين كما مع باقي اللاعبين المهمين في المنطقة حول خطر داعش على العراق» مشيراً إلى «أن الموضوع جرى التطرق إليه بشكل مختصر على هامش المفاوضات بين طهران ومجموعة 5+1». وتابع المسؤول نفسه: «سنناقش تهديدات داعش على الكثير من الدول المنطقة ومنها إيران».
وفيما رفضت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية التعقيب على الأمر، نقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قوله إن «المفاوضات الثلاثية التي أجريت بحضور أشتون والوفد الأميركي انحصرت في الشأن النووي ولكن نتيجة سوء الأوضاع في العراق كان لا بد من الإشارة لما يجري في هذا البلد بشكل مختصر».
وفي شأن متصل بالتطورات في العراق أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أنّ 275 جندياً أميركياً انتشروا في بغداد لحماية السفارة الأميركية. أوباما بحث مع فريقه لشؤون الأمن القوميّ مختلف الخيارات بينها توجيه ضربات جوية ضد «داعش». وقال مساعدون في الكونغرس الأميركيّ إنّ البيت الأبيض يعدّ اقتراحاً بتحويل أموال مخصصة لأفغانستان إلى عمليات عسكرية محتملة في العراق.
من ناحية أخرى، أكد مندوب روسيا في مجلس الأمن أنّ المجلس سيعقد جلسة خاصة للوقوف عند آخر التطورات التي حصلت في العراق. ورأى تشوركين أنّ المشكلة تكمن في المواقف المتباينة لبعض الدول من الإرهاب، وقال: «إن النقاش داخل المجلس بشأن عقد جلسة خاصة تتعلق بالوضع في الشرق الأوسط والتهديدات الإرهابية تطور بعد ما حصل في العراق» متحدثاً عن «جلسة مغلقة تهتم بالتهديد الإرهابي ستعقد قريباً».
وقال المندوب الروسي إن «من عيوب عملنا أننا كنا نتعاطى مع الأمور على أساس كل دولة على حدة، سورية العراق اليمن… والأسوأ أن بعض الدول كانت لها مواقف متباينة من الإرهاب من حيث اعتمادها على مكان قتالهم. كانوا مثلاً يقبلون قتالهم في العراق ولا يقبلونه في سورية. لكننا بتنا نجد أن المجموعات الإرهابية نفسها مثل «داعش» تشكل تحدياً لدمشق وبغداد كونها تمارس نشاطها في الدولتين».
وأضاف: «علينا التمعن جدياً بهذه المشكلة ونرى ما يستطيع مجلس الأمن والمجتمع الدولي فعله في معالجة هذا التهديد. الإرهابيون لا يحملون المنطق نفسه. وهم لا يعترفون بالحدود السياسية ويحاربون الحكومات بغضّ النظر عن عواقب ذلك عليهم».
و استغرب تشوركين تراجع السعودية عن المشاركة في اجتماع لمجموعة صغيرة من الدول لبحث المعونات الإنسانية في سورية. وقال: «إن السعودية أجلّت ذلك لمدة شهرين، وعليّ أن أكون حذراً في الرد على هذا الموضوع، فقد كان انطباعنا الأولي أن السعوديين مستعدون للمجيء إلى الطاولة. ثم بصراحة لم أعرف ما حدث بالتحديد لأننا سمعنا لاحقاً أنهم يرجئون الاجتماع المقرر إلى أواخر آب وهذا النوع من المواعيد الفضفاضة يفاجئني ولا أعلم سببه المحتمل».
وفي السياق، قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي خلال لقائه السفير التركي في طهران «أوميت يارديم» إن العراق قادر على دحر «داعش» من دون أي تدخل أجنبي.
وأشار إلى التطورات الأخيرة في العراق و فتاوى مراجع الدين ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، وأضاف: «أن إيران تعارض أي تدخل أجنبي في الشؤون العراقية وأن الحكومة والشعب العراقي لهما القدرة على قمع زمرة داعش الإرهابية وليسا بحاجة إلى التدخل الأجنبي».
وأوضح بروجردي: «أن إيران تتابع عن كثب التطورات في العراق وإذا اقتضت الضرورة فإنها مستعدة لإقامة أي تعاون مع الحكومة العراقية»، واعتبر أن الأمة الإسلامية تعد المتضرر الرئيسي في التطورات الأخيرة في سورية والعراق معرباً عن أمله بأن تعيد أنقرة النظر في سياستها إزاء سورية».
وأكد المسؤول الإيراني أهمية تعزيز العلاقات الودية بين إيران وتركيا، وأضاف: «إن العلاقات الإيرانية ـ التركية تعد أنموذجاً للعلاقات الأخوية في العالم الإسلامي وأن هذه العلاقات كانت وستكون دوماً لصالح الأمة الإسلامية».
وأكد السفير التركي أهمية تعزيز التعاون بين طهران وأنقرة، وقال: «إن إيران وتركيا تعدان قوتين كبيرتين في العالم الإسلامي وتركيا تدعو دوماً إلى تعزيز العلاقات الودية مع إيران في المجالات كافة»، مشيراً إلى التطورات الأخيرة في المنطقة، تابع: «إن العالم الإسلامي هو الخاسر الرئيسي في التطورات الأخيرة معتبراً أن الحفاظ على سيادة الأراضي العراقية يعدّ محوراً رئيسياً في السياسة الخارجية التركية».
من ناحية أخرى، أكد رئيس هيئة الأركان الإيرانية اللواء حسن فيروز آبادي أن وحدة وانسجام الشعب العراقي كفيلتان بتجاوز الأزمة الحالية في هذا البلد، مشدداً على أن «داعش» ليس إلا هامش أمني للصهاينة لإبعاد القوى الثورية عن حدود كيان الاحتلال.
و أضاف آبادي إلى أن أميركا سعت للإخلال بنتائج الانتخابات العراقية بتدخلها في هذا البلد «ولا ينبغي الالتفات إلى دموع التماسيح التي تذرفها، فهي حليفة الإرهابيين»، وقال: «أميركا ليست مسرورة بنتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة في العراق، وهي التي أوجدت الجماعات الإرهابية في هذا البلد».