نصر تشرين والنصر على التكفيريين
ناديا شحادة
بمناسبة ذكرى حرب تشرين التحريرية التي خاضها الرئيس الراحل حافظ الاسد في 6 تشرين الاول العام 1973 ضد العدو «الإسرائيلي»، والتي تعتبر نقطة تحول في الصراع العربي «الإسرائيلي»، حيث استطاع الجيش السوري التخلص من عقدة الخوف والهزيمة بتحطيمه اسطورة «الجيش الذي لا يُقهر»، ورسخت تلك الحرب محور المقاومة، فانتصار الجيش لم يتوقف مع نهاية الحرب بل امتدّ ليشمل عملية بناء نهج المقاومة وترسيخه.
وبعد مرور ما يُقارب 40 عاماً على حرب تشرين التحريرية استهدفت سورية وباتت تواجه حرباً كونية بأساليب متعدّدة تستهدف وحدتها واستقرارها وتدمير قدرات الجيش السوري وإفقادها القرار المستقل لإخراجها من محور المقاومة، ومن معادلة الصراع مع العدو الإسرائيلي وإلحاقها بمحور تركيا – السعودية، وقد نبّه الرئيس بشار الأسد في العديد من خطاباته المجتمع الدولي الى أن سورية لا تواجه مشكلة سياسية بل مشروع فتنة وتحارب قوىً إرهابية خارجية مموّلة من دول إقليمية، تستهدف ضرب الامن القومي السوري في الصميم وأن ما يجري لا يستهدف إسقاط النظام فقط بل إسقاط الدولة السورية بكل مؤسساتها وتفتيت الجيش السوري، وهذا ما أكده في خطابه في 3 حزيران العام 2012.
المتابع لأحداث الأزمة السورية يتوصل لنتيجة مفادها قدرة الرئيس السوري بشار الأسد في تمكنه من إدارة الصراع وصمود سورية بعد ما يقارب 5 سنوات على اندلاع الحرب ورغم تكاتف المجتمع الدولي والمطالبة برحيله من المحور المعادي له وبالذات من الإدارة الأميركية الحليف الأول للعدو الإسرائيلي، مروراً بالشائعات أن أيامه في الحكم أصبحت معدودة.
فمع المتغيّرات الإقليمية والدولية وصمود الجيش السوري والقيادة السورية في مواجهة المخططات أصبح واضحاً للجميع أن سورية قادرة على تحقيق النصر الذي بات قاب قوسين أو أكثر، كما فعلت في حرب تشرين التحريرية العام 1973 بسبب وجود جيش عقائدي متسلح بالعزيمة والإصرار، متجذّر بعلاقة عميقة مع محور المقاومة، فسورية لديها أصدقاء حقيقيون في المنطقة والعالم لن يسمحوا أن تسقط بيد اميركا و«إسرائيل» والجماعات التكفيرية. وهذا ما أكده أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه في 3 نيسان العام 2013.
فالسيد حسن نصر الله أعلن باسم حلفائه الإقليميين والدوليين الاستعداد للتدخل لمنع سقوط سورية بيد أميركا و«إسرائيل» والجماعات التكفيرية المدعومة من تركيا والسعودية والتي باتت تنهار نتيجة للضربات العسكرية الجوية التي توجهها ضدهم طائرات الحليف الروسي. فالضربات الروسية في سورية عزّزت قوة محور المقاومة في مواجهة المشروع التكفيري وهذا ما أكده نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، مشيراً إلى ان دول محور أعداء المقاومة اخطأوا الحسابات وراهنوا على متغيرات بعد الملف النووي الإيراني، متوهمين انه سيكون هناك صفقات على حساب سورية المقاومة، وهم اليوم في حالة تخبّط وصدمة لأن المعادلة التي تتثبّت اليوم هي بالكامل لمصلحة مشروع ومحور المقاومة.
يؤكد المتابعون أن الحقائق على ارض الواقع تشير إلى تقدم الجيش السوري وحلفائه في العديد من جبهات القتال على حساب الجماعات الإرهابية، لتمرّ الذكرى الثانية والأربعون لحرب تشرين التحريرية والنصر يتحقق عبر دحر الإرهابيين وداعميهم، وعلى رأسهم «إسرائيل» العدو الأكبر لسورية، والمستفيد الأول من التنظيمات الإرهابية. وبالتالي النصر في الحرب ضد الجماعات التكفيرية المتمثلة بداعش والنصرة والقاعدة التي تربطها علاقة سرية مع إسرائيل لتغذية الصراع في سورية، حيث أشار تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال للصحافي آسا ينستانلي على أنه مسؤول عسكري «إسرائيلي» فأكد أن هناك تفاهماً بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي تنظيم القاعدة على الأراضي السورية، فالنصر على تلك التنظيمات الإرهابية هو تتمة لنصر تشرين على العدو ذاته بلا تمويه وهو العدو «الإسرائيلي».