140 فناناّ من لبنان والعالم العربي يملأون قلعة صيدا ألواناً
لمى نوّام
في عاصمة الجنوب صيدا، التي شهد شاطئها حضارات عدّة، التقى 140 فناناً من لبنان وفلسطين وسورية والعراق ودول أخرى، ليملأوا قلعتها البحريةفنّاً ولوناً، تلك القلعة التي تعتبر من أشهر معالم صيدا الأثرية، كونها الشاهدة على كلّ العصور، وعلى كل الغزوات. وكانت الثغر الذي صدّت من خلاله صيدون جحافل الغزاة وأساطيلهم وقاومتها. وما تزال تشكّل عنوان العنفوان الصيداوي الشامخ. فاحتضنت تحت شمسها الدافئة الفنانين العرب، ورحّبت بهم على طريقتها برعاية بلديّة صيدا، طوال نهار كامل من الرسم والإبداع.
تجوّل الفنانون في أرجاء القلعة، مكتشفين خباياها لعلّها تُلهمهم بأفكار مميّزة للوحاتهم. ثمّ تسلّموا أدواتهم ليبدأوا رحلة الرسم، وافترشوا رمال الباحة المقابلة للقلعة البحرية، لينفذّوا أعمالهم ومنحوتاتهم التي جسّدت معالم صيدا القديمة وقلعتها البحرية والكورنيش.
«البناء» واكبت فعاليات «السمبوزيوم» الحدث، وأجرت لقاءات مع المنظّمين والفنانين المشاركين.
الفنانة التشكيلية ـ منظِّمة «السمبوزيوم» ـ نسرين شبيب، نوّهت بمشاركة الفنانين التشكيليين والنحاتين من لبنان وسورية وفلسطين والسعودية والعراق وفرنسا، الذين عبّروا بأعمالهم الفنية عن حضارة مدينة صيدا العريقة وتقاليدها وعلاقتها بالبحر والصيادين.
وقال النحات نظير كوكش إنّ منحوتته مكوّنة من الإسمنت الملوّن كمادة أساسية، وأضاف إليها عدداً من المواد الأخرى، وهي تخضع للتعتيق والحماية، كمحاولةٍ لإظهار الطابع الأثري القديم الذي نفتخر به، من قلاع وبيوت وقرى. والمنحوتة تعبّر عن الإنسان القرويّ.
وشارك الفنان حسين سلوم بلوحة جسّد فيها قلعة صيدا البحرية وتاريخها الذي يعود إلى الحقبة الصليبية. فيما قالت الفنانة جنان بزّي أنها تشارك للمرّة الأولى في «سمبوزيوم» صيدا، وأنها بحثت عن زاوية ارتاحت إليها، إذ تقع في خضمّ الماء، ورسمت الماء والحجر وقلعة صيدا.
منظّما «السمبوزيوم» الفنان التشكيلي زاهر البزري والفنانة التشكيلية نسرين شبيب، قدّما الشكر لرئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي لرعايته هذا الحدث الثقافي الفني، بالتعاون مع غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب، وبلدية عبرا، و«مكتبة زياد»، و«بنك لبنان والخليج».
ختاماً، عرض الفنانون لوحاتهم أمام الجمهور، وألقى النحات نظير كوكش قصيدة من وحي المناسبة، ثم وُزّعت الشهادات التقديرية على المشاركين.