زاسبكين لـ«الميادين»: ما جرى في العراق هو تأكيد على النتائج الكارثية للمغامرة الأميركية التي انطلقت منذ سنوات
أوضح السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين أنه «لا يستطيع أن يشير إلى طرف معين مسؤول عن تحريك «داعش» في العراق»، مؤكداً أن «هناك أطرافاً عدة تسيطر على «داعش» كما أن هناك تمويلاً منظماً خلال السنوات الماضية من مصادر عدة. والحديث عن التمويل الإرهابي يتم نقاشه في المجتمع الدولي دائماً، ولكن المهم أن يكون هناك موقف موحد ضد التمويل لأنه من الصعب جداً قطع طرق التمويل خصوصاً أنها سرية».
وعن موقف روسيا من الذي يحصل في العراق، أوضح زاسبكين أن «ما جرى خلال الأيام الأخيرة هو تأكيد على النتائج الكارثية للمغامرة الأميركية التي انطلقت منذ سنوات فكل ما حدث في العراق من أيام العدوان الأميركي، وكل ما تلاه في المراحل الأخرى أدى إلى هذا الانتشار الإرهابي وتصعيد الأوضاع».
وأضاف زاسبكين أنه «يجب على المجتمع الدولي الاعتراف بأن التصرفات الأميركية كلها مُدانة طيلة هذه الفترة كما يجب الاعتراف بأنه يجب تغيير قواعد اللعبة في منطقة الشرق الأوسط على مبدأ سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وتوحيد الجهود لمكافحة الإرهاب».
أما عن الإجراءات التي تأخذها روسيا إزاء التطورات على الساحة العراقية، أوضح السفير أن «ما يحدث الآن في العراق يعود لسنوات للوراء بالإضافة إلى أن القضية العراقية السورية أصبحت واحدة الآن ولكن بالنسبة للوضع السوري الموقف أصبح واضحاً تماماً».
وأشار إلى «وجوب حدوث تحليل من قبل الجميع لما يحدث في العلن للعلاقات الدولية، فخلال السنوات الأخيرة اتضح أن النهج الأميركي في الشرق الأوسط وفي أوكرانيا هو نهج مُدمر ويؤدي إلى الفوضى والتدمير وإلى الآلاف من الضحايا تحت شعار الديمقراطية».
وأفصح زاسبكين عن أن «روسيا تقدم الدعم والمساعدة للبنان عن طريق الاتصالات والعمل السياسي مع الأحزاب ودعوتها للتوافق في ما بينها بما ينعكس بشكل ايجابي على تلاحم المجتمع اللبناني، بالإضافة لبحث وتنفيذ خطوات لدعم الجيش اللبناني». وفي ما يتعلق بملف رئاسة الجمهورية اللبنانية، أكد أنه «يجب التركيز أكثر على العوامل الداخلية وتكثيف التشاور لأنه من الممكن تحقيق هدف إيجاد المرشح المناسب في هذه الظروف، فحالياً زاد التأثير الإقليمي على الاستحقاق الرئاسي نتيجة الأوضاع العراقية فيمكن لهذا الأمر أن يدفع للتوافق بشكل غير مباشر تخوفاً مما يحدث في العراق، لذلك يجب أن تكون نشاطات الحكومة اللبنانية والإجراءات الأمنية فعالة لعلها تنتج توافقاً يُريح لبنان».
وأكد أن «كل ما يحصل في سورية وأوكرانيا لديه عنوان كبير وهو توسع حلف الناتو والتوجه الأميركي للهيمنة، لذلك ما يحدث في سورية شبيه جداً بالذي يحدث في أوكرانيا فمن هنا يكون موضوع المقايضة أو المساومة على أحد البلدين لحساب الآخر هو أمر غير مطروح أبداً بالنسبة لروسيا، لذلك أي أمر يتعلق بسورية هو متعلق بأوكرانيا مع فرق وحيد أنهم في أوكرانيا استطاعوا القيام بالانقلاب أما في سورية فقد فشلوا».