مجلس الأمن الدولي يصوّت على عملية «صوفيا» ضد المهرِّبين
كشفت المنظمة الدولية للهجرة أمس عن زيادة في وصول اللاجئين إلى الجزر اليونانية في الأسبوع الماضي حيث وصل 7000 لاجئ يومياً مقابل 4500 في نهاية أيلول وهو ما قد يكون مرتبطاً بتوقعات عن سوء الأحوال الجوية في الفترة المقبلة.
وقالت ميليسا فليمينغ المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في إفادة صحافية إن المفوض السامي أنطونيو غوتيريس سيتوجه إلى جزيرة ليسبوس – وهي إحدى النقاط الرئيسية التي يصلها اللاجئون الآتون عبر البحر من تركيا – اليوم السبت كما سيجري محادثات مع رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس في أثينا خلال الأيام المقبلة.
ورحّبت المفوضية بانطلاق برنامج الاتحاد الأوروبي لإعادة توزيع اللاجئين حيث غادر 19 من طالبي اللجوء إيطاليا إلى السويد، وعبّرت المفوضية عن أملها في أن تبدأ عملية إعادة توزيع اللاجئين في اليونان، وقالت فليمينغ: «نعتقد أنها ستكون بداية بطيئة لكنها ستتسارع بمجرّد تفعيل العملية».
من جهة أخرى، قال وزير المالية الألماني فولفجانغ شيوبله إن تدفق مئات الآلاف من اللاجئين على أوروبا يعدّ جزءاً من حقيقة العولمة.
وأضاف الوزير الألماني على هامش الاجتماع السنوي لصندوق النقد الدولي في بيرو إن الصندوق يحاول تنظيم قوى العولمة «حتى يمكن للجميع العيش معها». وتابع: «بشكل ما وفي ظلّ أزمة اللاجئين التي نراها الآن في ألمانيا وفي أوروبا فإنه اجتماع مع حقائق العولمة».
وتتوقع الحكومة الألمانية وصول 800 ألف شخص أو أكثر هذا العام وتقول وسائل الإعلام إن العدد قد يصل إلى 1.5 مليون شخص.
وتواجه السلطات الألمانية الصعاب لاستيعاب زهاء عشرة آلاف لاجئ يصلون يومياً بينهم كثيرون فروا من الصراع في الشرق الأوسط.
وتثير الأزمة قلق الكثيرين في ألمانيا حيث تراجع التأييد للمحافظين بقيادة المستشارة أنغيلا ميركل إلى أدنى مستوياته منذ أيار بسبب المخاوف بشأن تدفق اللاجئين.
وفي السياق، قال دبلوماسيون إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رفض طلباً قدمه عدد كبير من الدول الأعضاء لإبقاء المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس في منصبه سنة أخرى في ظل تفاقم أزمة اللاجئين.
لكن مصادر من بينها رئيس اللجنة التنفيذية للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قالت إن بان قرر مقاومة الضغوط لتمديد تفويضه سنة أخرى واللجوء إلى عملية الانتخاب الطبيعية لإفساح المجال أمام مفوض سامٍ جديد.
وقال عدد من الدبلوماسيين إن من غير المعتاد أن يتجاهل الأمين العام للأمم المتحدة مثل هذه المناشدات لكنهم أقروا بأن بان له الحق في ذلك، وأضافوا أن دولاً عديدة بينها الدول المتضررة من أزمة اللاجئين التي امتدّت من الشرق الأوسط لتصل إلى أوروبا أيدت تمديد تفويض غوتيريس في ظل القلق من أن يترك رحيله فراغاً موقتاً في القيادة في وقت أزمة.
وانتخب غوتيريس رئيس الوزراء البرتغالي السابق في الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2005 وانتخب مرة أخرى في 2010. وصوتت الجمعية هذا العام لمصلحة تمديد تفويضه لمدة ستة أشهر ونصف الشهر حتى 31 كانون الأول بتوصية من الأمين العام.
ويحذر غوتيريس منذ سنوات من أن ملايين اللاجئين الهاربين من الصراعات في سورية والعراق وأفغانستان وغيرها، سيلجأون إلى أوروبا إذا لم تتلقَ دول مثل تركيا ولبنان والأردن مزيداً من المساعدات للتعامل مع الأعداد التي تستضيفها من اللاجئين.
إلى ذلك، صوّت مجلس الأمن الدولي أمس على مشروع قرار يسمح للاتحاد الأوروبي باعتراض السفن التي تنقل المهاجرين غير الشرعية من السواحل الليبية باتجاه أوروبا.
وأجاز القرار للأوروبيين بأن يفتشوا في عرض البحر السفن التي يشتبهون جدياً بأنها تستخدم من قبل مهربين لنقل مهاجرين من ليبيا. وفي حال تأكيد الشبهات، يمكن تدمير السفن أو جعلها غير قابلة للاستخدام، وسيتم نقل المهاجرين إلى إيطاليا وستتم محاكمة المهربين هناك أيضاً.
ووسّع الأوروبيون الأربعاء الماضي عمليتهم البحرية لمكافحة المهربين في المياه الدولية قبالة سواحل ليبيا. وأصبح بمقدور سفن الاتحاد الاوروبي الحربية اعتراض وتفتيش ومصادرة وتدمير القوارب التي يستخدمها المهربون في محاولة للحد من التدفق المستمر للمهاجرين.
وكان وصل أكثر من 500 ألف مهاجر ولاجئ خصوصاً من السوريين إلى أوروبا منذ بداية العام، فيما لقي أكثر من 3000 شخص مصرعهم غرقاً وهم يحاولون عبور البحر المتوسط باتجاه إيطاليا واليونان.