إلى العربيّ الأصيل «أبو علي بوتين»!

يقولون عن السياسة إنّها لعبة. يقولون إن السياسة اتفاقات ومصالح، ادّعاءات ومخطّطات من وراء الكواليس. يقولون ويتكهّنون في شأنها الكثير. ولكن، صدّقني يا سيّدي، أنني أشمّ فيك رائحة الصديق الوفيّ، وكأنك نشأت في حضن وطني الحبيب.

كأنّك شربت من ماء الشام، فصار دمك طاهراً نقيّاً. كأنّك أكلت من خبزنا ـ خبز التنّور البسيط ـ فكان زادك حبّاً ووفاءً لمن أطعمك خير أصيل.

فلاديمير بوتين، اسم كلّه موسيقى وحنين. اسم كلّه قوّة ورجولة وشهامة في شخصك أيها الطيب الأصيل. ما أروعك وأنت تتكلم عن رئيسنا توأمك في الكرامة ومبدأ عزّة الشعوب.

يا سيّدي الكريم، كم أنت إنسان قبل أن تكون لدولتك رئيساً! لقد أرعبت العالم كله بموقفك النبيل. فطيب الحياة لك. لقد عشقتُ فيك الإنسان، لقد عشقتُ فيك الروح

التي حنّت على شعب سورية الأبيّ. عشقتُ فيك التواضع، عشقتُ فيك كلّ نبلٍ.

لقد راهنوا عليك كثيرون، منشغلين متسائلين ماذا يمكن أن يفعل بوتين؟

هم عَبَدة الشيطان زعماء الحقد والشرّ منقطع النظير. ولكن هيهات يا أعداء الحقّ، فإن من تكلّم هو «أبو علي بوتين»!

وما أدراكم من هو «أبو علي بوتين». هو ذاته رئيس روسيا فلاديمير بوتين.

«أبا علي»، أيها الغالي الحبيب، لقبٌ أطلق عليك من عفوية شعب أصيل. من الطيب، من الحبّ من التراب الطاهر والدم النقيّ، نادوك «أبو علي بوتين».

«أبو علي» لقب لا ينتمي إلى طائفة معيّنة. إنما هو هوية الشخص البسيط العفيف،

إنسان لا تعنيه مظاهر الحياة. زاده رغيف خبز وحبّة زيتون. يقدّم ويعطي بلا حدود، ويتّسم برجولة ومروءة وكرم وحُسن التدبير. فهنيئاً لك هذا اللقب الذي ينبض في قلوب الملايين.

لقد أنهكنا الإرهاب كثيراً يا سيّدي. ومناجاتي لك ليست ضعفاً ولا عجزاً ولا هدراً لكرامة وطني الحبيب. إنما هو تكالب الدول والخونة ممّن يدّعون العروبة، وهم أذناب صعاليك ينبحون على مزابل التاريخ لينالوا من أمان شعب عظيم.

رحلتنا معك يا سيدي طويلة المدى لن تنتهي في وقت قريب. فأنت أخ لم تلده أمّي ابن سورية الأصيل. فنحن معك ونريدك دوماً معنا حتى في يومك البسيط.

آه ما أجملك وأنت تمتطي الحصان، وأنت تقود الطائرة، وأنت تمارس الرياضة وتحمل الأثقال. فأرجوك ارمِها بكلّ قوّة على رؤوس أولئك الحاقدين.

شعرتُ أنك أرهبتَ أوباما كما أرهبتَ ذلك التاجر الحقود الذي سيطر عليه الجشع والطمع في معمل الاسمنت، فلم تعنيه لقمة عيش عمال محتاجين. تخيّلت الموقف أمامي. فشعرت بالعزّة والفخر من موقف قوّة ممزوج بالشهامة خوفاً على اللإنسانية من أن تضيع. فكما تعلم يا سيّدي أن قَتَلة الإنسانية هم أخطر المجرمين. فاسمح، وما أنا إلا مواطنة سورية أضناها الوجع وقتلَها الألم والقهر على وطن أبيّ، أن أمنحك هوية سوري أصيل. هوية كتبت بدم طاهر نقيّ يجري في عروقك، فتكون لك وسام محبة وتقدير.

سناء أسعد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى