صحافة عبريّة

ترجمة: غسان محمد

نتنياهو يتحمّل نتائج التدهور الأمني… لا عباس ولا هرتزوغ

كتب شمعون شيفر في صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية: طلب رئيس الوزراء نتنياهو منّا أمس الحفاظ على وحدة الشعب، فيما أثنى على سلوك مواطني «إسرائيل» وقوات الأمن. ولكن الحقيقة أننا موحّدون، كثيرون منّا مزوّدون بسلاح شخصيّ، وكلنّا متحفّزون ومنصتون لكل بارقة اشتباه بالمسّ بنا. فنحن غيّرنا القرص منذ الآن.

أما نتنياهو، فكرّر الكليشيات المعادة التي درج على امتشاقها في أوضاع الطوارئ. قادة جهاز الأمن الذين أُجلِسوا إلى جانبه في المؤتمر الصحافي بمثابة مصدر يفترض به أن يبثّ القوة والتصميم، فخدموه بنجاعة. ولكن مع الكليشيات لا تخاض الحرب ولا يتحقق السلام.

رئيس الأركان والقائم بأعمال المفتش العام للشرطة اللذان ظهرا إلى جانبه ليسا المسؤولَين عن وضع السياسة، وليس هذا من مهامهم أو قدرتهم على منع الاحساس بأن رئيس الوزراء فشل بشكل ذريع في إثبات أنه بالفعل يسعى إلى الاشتباك لغرض تغيير الواقع العنيف على الارض.

بضع مسائل جوهرية في مسؤولية نتنياهو الحصرية عن اتخاذ القرارات الحاسمة في شأنها. بداية: الحرم. فقد وجّه رئيس الوزراء تعليماته لكل الوزراء والنواب، من يهود وعرب الامتناع عن الحجّ إلى الحرم ـ وذلك بعدما تعرّض لانتقاد من وزراء اليمين في أنه فرض هذا الحظر بداية على النواب اليهود فقط.

ولكن ما كان متوقعاً من نتنياهو، أن يستدعي الوزير أوري آرئيل وأن يوجّه تعليماته له قبل بضعة أشهر من أن يتجرّأ على الحجيج إلى الحرم. كان ممكناً أن نتوقع أيضاً منه أن يبدي موقفاً قيادياً فيتحكم بائتلافه، ولكن سياسة غمز كل الاطراف، بمن في ذلك ايضاً نشطاء اليمين المتطرّف، أدّت إلى الوضع المتفجر. ليس واضحاً أيضاً لماذا لم يكلّف نتنياهو نفسه عناء التفكير للمدى البعيد والمبادرة إلى مؤتمر دولي بمشاركة الدول العربية في محاولة لتحقيق تسوية جديدة في الحرم.

المشكلة المشتعلة الثانية تكمن في قطاع غزة، إذ تتواصل الاستعدادات لجولة قتال أخرى. فأين المبادرة لخلق أمل لدى نحو مليونَي فلسطيني يعيشون هناك في ظروف رهيبة؟ أين الاعتراف بأننا مسؤولون ما عمّا يجري هناك؟

المسألة الثالثة تتركز على الإرهاب اليهودي: فالانذال الذين قتلوا أبناء عائلة هينكن ألقي القبض عليهم في غضون 48 ساعة. أما قَتَلة أبناء عائلة دوابشة من قرية دوما قبل أكثر من شهرين فلا يزالون يتجوّلون بحرّية. الفلسطينيون المعتدلون ممّن يريدون السلام يسألون أنفسهم هم أيضاً: كيف يحصل هذا؟

لقد أثنى نتنياهو أمس على شعب «إسرائيل» لشجاعته. ولكننا ملزمون بأن نسأل: هل أنت، يا سيد نتنياهو، جدير بأن تقف على رأس هذا الشعب الشجاع؟ هل أنت تؤدّي دورك في العقد الموقّع معك في الحملات الانتخابية الثلاث؟ ليس إسحق هرتزوغ ولا أبا مازن مسؤولَيْن عن أمننا، نتنياهو مسؤول وهو الذي ينبغي أن يتحمل النتائج إذا ما تواصل التدهور الأمني. هذا الشعب يعطي ائتماناً سخياً لزعمائه. ولكن من اللحظة التي يبذّره، من شأنه أن يدير لهم ظهر المجن لعدم التزامهم بشروط الاتفاق.

اللهب يزداد اشتعالاً

كتب بن كسبيت في صحيفة «معاريف» العبرية: مثال ملموس للقيادة الواثقة التي يؤدّها «سيّد أمن». حدث مرّة أخرى بين ليل يوم الأربعاء وصباح الخميس. بعد تردّد، اتخذ بنيامين نتنياهو أخيراً القرار الصحيح حين قرّر منع ذهاب الوزراء وأعضاء «الكنيست» إلى الحرم. قرّر أن يكون حكيماً لا صادقاً في محاولة لصبّ المياه الباردة على اللهب. لقد استمع للأردنيين والسعوديين ومستشار الأمن القومي ورجال «شاباك» والشرطة وفهم. وفي الليل قيل إن القرار يتعلق بأعضاء «الكنيست» والوزراء «الإسرائيليين» فقط.

لكن عند طلوع الشمس في الصباح، يوم جديد وقيادة جديدة. بدأ وزراء «البيت اليهودي» يصرخون وبدأ نشطاء اليمين و«السموترتشيين» بالتهديد، وقبل الظهيرة تراجع «بيبيّ بخزي. وقال إنه كان يقصد أعضاء «الكنيست» العرب أيضاً. من الخسارة أنه لا يمكن جمع مئات آلاف الحجارة التي سقطت في المدن في الصباح وكشفت عورة «سيّد أمن» مثل الحبر الأسود على الورق الأبيض.

ما الذي لم يفعله للحفاظ على الهدوء. فهو «معلم» و»مرشد» و «أول من يكتشف» والويل لمن يحاول تشويش صورة هذه القيادة وقول الحقيقة البسيطة، إنه خائف ولا يمكنه اتخاذ القرار. وعندما يتخذ القرار يتراجع ويحوله، وعندما يحوله يسرع باحثا عن شيء يختبيء وراءه. في عملية الجرف الصامد اختبأ وراء الجيش، حيث قام بالتسريب من جلسة الكابنت. لست أنا من يخاف الدخول إلى غزة بل بني غانتس. ولو كان الامر يرتبط بي لكنا أسقطنا منذ زمن حكم حماس، كما وعدت. ببساطة هم لا يعطوني ويُمسكونني. هذا التسريب تسبب بالضرر الأمني، والرقابة طلبت من المستشار القانوني للحكومة التحقيق في الموضوع، لكن يبدو أن المستشار منشغل جدا.

هذا الاسبوع تم الامساك به مرة اخرى «متلبسا». أنا أريد البناء في المناطق، قال لوزراء الكابنت، لكن هذا غير ممكن بسبب الامريكيين. وأحضر إلى الكابنت المحامي الخاص به، الذي هو وزير الخارجية الفعلي اسحق مولخو الذي أخاف الوزراء بسيناريوهات فظيعة حول الرد الامريكي المتوقع اذا ما أعلنت إسرائيل الآن عن أي بناء جديد. «جون كيري يترك لي رسائل في الهاتف»، قال مولخو. «الامريكيون لن يستخدموا الفيتو ضد اقتراح فرنسا اذا قمنا بالبناء الآن». ما الذي تعرفونه، مولخو يردد ما يقوله كيري، لكن الاخير يستمر بالتهديد. وقد تزامن مع سيناريو مولخو الفظيع في الكابنت تسريب للقناة 2 يقول إن الامريكيين وضعوا مهلة أخيرة.

فجأة، يعطي «بيبي» اعتباراً للأميركيين. لقد بصق على الرئيس لسنوات، وضربه على رأسه، ذهب إلى واشنطن وخلط الكونغرس، حاول إقالته في الانتخابات، لا يعود للاتصال به وفجأة «هناك مهلة أخيرة»، لكن هنا مشكلة صغيرة أخرى. في هذه الحالة أيضاً أشرقت الشمس في اليوم التالي وكان يوم جديد ومعه متحدّث وزارة الخارجية في واشنطن وقال بصوته: لا مهلة أخيرة. لا وجود لأمر كهذا. وتبيّن مجدّداً أن «بيبي» يبحث عن أمر ما، أو أحد للاختباء وراءه.

لا أمن لدى «سيّد أمن» ليقرّر بنفسه. فهو يحتاج إلى شمّاعة وإلى من يخيفه أو يلزمه. وإلا، فإنه سيتورط مع أورين حزان.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى