بيانات ومسيرات واعتصامات ندّدت بالاعتداءات الصهيونية: للتمسّك بالوحدة الوطنية والمقاومة لتحرير كل فلسطين

تواصلت المواقف والمسيرات والاعتصامات المنددة بالاعتداءات الصهيونية على المدنيين في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة من حرق وقتل واعتقالات، محذّرة من مخاطر مشروع التهويد والتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى.

واعتبرت أن المخططات الصهيونية لا تستهدف الفلسطينيين وحدهم بل هي تحدٍّ سافر لكرامة كل العرب والمسلمين، داعية إلى التمسك بالوحدة الوطنية الفلسطينية وبخيار المقاومة لتحرير كل فلسطين.

المؤتمر القومي الإسلامي

وفي السياق، أصدرت لجنة المتابعة للمؤتمر القومي الإسلامي بعد اجتماعها في بيروت يوم الأحد الماضي، بحضور المنسق العام خالد السفياني والأعضاء، نداء موجهاً إلى الأمة للانخراط في المواجهة ضد العدو الصهيوني وإعادة توجيه البوصلة إلى فلسطين ومقدساتها الإسلامية والمسيحية. وجاء فيه «لأجل دماء أطفال فلسطين، ونسائها وشيوخها وأبطالها، التي تنزف دفاعاً عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في وجه التهويد السافر.

نوجّه هذا النداء، لنصرة المسجد الأقصى وكل المقدسات في فلسطين… إلى شعبنا العربي والإسلامي، وإلى القادة والحكومات، وإلى العلماء والمثقفين، وإلى الإعلاميين، وإلى كل الهيئات والجمعيات والأفراد، وكل الأحرار في هذا العالم…

ما يجري في أرض فلسطين اليوم، من شمالها إلى جنوبها، ليس صراعاً على الأرض وحدها، بل هو صراع الكرامة والمقدسات. إن العصابة الصهيونية الحاكمة تعلن، بلا خجل ولا مواربة، أنها تريد فرض التقسيم الزماني والمكاني في الأقصى، وتخفي ما هو أخطر من ذلك بكثير.

إن السكوت والصمت على جرائم العدو، وفي مقدمها انتهاك حرمة مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، وما يرتكبه من مجازر بحق الشعب الفلسطيني الأعزل في القدس الشريف والأراضي المحتلة عام 1948، وفي الضفة وقطاع غزة المحاصر والصامد والمقاوم، سيجرّئه على المضي قدماً في مخططات هدم المسجد الأقصى المبارك، إمعاناً في إذلال الأمة العربية والإسلامية.

إن المخططات الصهيونية لا تستهدف الفلسطينيين وحدهم، بل هي تحدٍّ سافر لكرامة كل العرب والمسلمين. والشعب الفلسطيني يقف اليوم رأس حربة الأمة في الدفاع عن مقدساتها وكرامتها، فلا تتركوه وحيداً.

يا شعوب أمتنا: مسرى الرسول ص ينادي. وقبة الصخرة تستصرخ الضمائر. وكنيسة القيامة تستغيث. فلبوا نداء المقدسات، بكل الوسائل: بالمسيرات والمظاهرات والاعتصامات، وبالتبرع بالدماء والأموال، وبالدعاء والصلوات، يجب أن يفهم هذا العدو أن الأقصى وراءه أمة كريمة عزيزة لن تتركه لقمة سائغة لمطامعه وأوهامه التلمودية.

أيتها الحكومات، أيها القادة: إن فرطتم بالأقصى، كما تفرطون بالقدس وسائر فلسطين، فلن تقوم لدولة عربية قائمة بعد اليوم، مما يلزمكم، وباستعجال، قطع العلاقات وإلغاء الاتفاقات والعقود المبرمة مع العدو كافة، ووقف أشكال التطبيع كافة معه، والعمل على طرد الكيان الصهيوني من المنتديات الدولية وملاحقة المجرمين الصهاينة.

يا علماء الأمة: الأمانة في أعناقكم ثقيلة، وأنتم الطليعة في الدفاع عن المقدسات، فلبوا نداء مسرى الرسول، وكونوا قادة مواكب التحرير ونصرة الأقصى وتحرير القدس.

أيها الإعلاميون: الحدث جلل في الأقصى، وفي كل فلسطين، فلا تضيّعوا البوصلة، واستنهضوا العزائم والهمم في صراع الحق ضد الباطل، واكشفوا للعالم الفظائع والمجازر والانتهاكات والاعتقالات التي يمارسها العدو، واجعلوا فلسطين بوصلة عدساتكم.

يا أحرار العالم: هذا هو الكيان الصهيوني بوجهه القبيح، قاتل الأطفال، ومنتهك الحرمات، يروّع الآمنين، ويُجهز على الجرحى. فزيدوا من دعمكم لفلسطين ومن حملات المقاطعة، وافضحوا أساليبه وجرائمه، وضيّقوا عليه الخناق.

وأنت يا شعب فلسطين العظيم.. تباركت دماء أبنائك وبناتك، وأطفالك وشيوخك ورجالك ونسائك. قدرك أن تكون عزيزاً دوماً، وأن تكون منارة لهذه الأمة في ظل الفتن المظلمة. فالعزة والشموخ لجهادك ولأرواح شهدائك الطاهرة ولأنين أسراك الأبطال ولعذابات جرحاك الأحرار.

وإنها لانتفاضة … حتى النصر».

كرامي

من جهته، اعتبر الوزير السابق فيصل كرامي في بيان أن «فلسطين المباركة توحدنا من جديد في انتفاضة الأقصى التي جمعت الضفة وغزة والجليل والنقب وكل الشعب الفلسطيني في انتفاضة الكرامة دفاعاً عن المقدسات ورفضا للذل والمهانة وإصراراً على انتزاع الحق بالحياة بقلوب جسورة في وجه أعتى آلة عسكرية إرهابية يديرها جيش العدو وعصابات المستوطنين والمستعربين».

وأضاف: «إن فلسطين هي العنوان العربي المضيء في زمن أسود تتولى فيه ترسانات الجيوش العربية ذبح شعوبها وجيرانها والاقتتال فيما بينهم، بينما ينتفض جيل فلسطيني جديد أعزل لا يمتلك سوى الحجارة والسكاكين والإيمان الساطع بأن الحق منتصر بقوة الحق».

وختم: «يا شعب العزة والكرامة في فلسطين الحبيبة، اكتبوا لنا بالدماء خريطة الشرف العربي بعد سنوات الهوان. وكما للبيت رب يحميه، فللأبطال، رب ينصرهم بإذنه تعالى».

حزب الله و«الجبهة الديمقراطية»

وفي السياق أيضاً، استقبل عضو المجلس السياسي في حزب الله النائب السابق حسن حب الله، في حضور معاونه الشيخ عطاالله حمود، وفداً قيادياً من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين برئاسة علي فيصل وعضوي القيادة محمد خليل وعدنان يوسف، وتم خلال اللقاء البحث في المستجدات على الساحتين الفلسطينية والعربية.

واستعرضوا الأوضاع الأخيرة في فلسطين، بحسب بيان صادر عن «الديمقراطية»، منددين «بالصمت العربي والدولي، حيال ما تقوم به قطعان المستوطنين في حق المدنيين في القدس والضفة والقطاع ومناطق الـ48 من حرق وقتل واعتقالات، ومن خطورة المشروع الصهيوني في التهويد والتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى».

وحيّا الطرفان «الصمود الأسطوري لأهلنا في الداخل، رغم الظروف الإنسانية الصعبة أمام همجية الاحتلال»، داعين إلى «أوسع حملة تضامن عربي وإسلامي مع الشعب الفلسطيني وحقه في مقارعة الاحتلال والمقاومة».

مسيرات واعتصامات

ونظمت الفصائل الفلسطينية، ولجنة المتابعة اللبنانية الفلسطينية المشتركة في منطقة «داوود العلي» في سبلين، مسيرة واعتصاماً تضامنياً مع فلسطين والأقصى، وتنديداً بالاعتداءات «الإسرائيلية».

وألقيت خلال الاعتصام كلمات أكدت «التمسك بالمقاومة لتحرير فلسطين». وحيّت «انتفاضة الشعب الفلسطيني»، منددة «بصمت المجتمع الدولي حيال الاعتداءات والجرائم الصهيونية»، داعية إلى «التمسك بالوحدة الوطنية الفلسطينية واستراتيجية فلسطينية موحدة تحمي المقاومة».

ونظم «الحراك الشبابي اللبناني» وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني أمام سفارة دولة فلسطين، بمشاركة مجموعات شبابية لبنانية وفلسطينية وممثل السفارة الفلسطينية.

وفي نهاية النشاط، استقبل سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور وفداً من الشباب اللبناني الذي دعا إلى هذا النشاط، وشكر له «هذه اللفتة الكريمة تجاه أبناء شعبنا في هذه الظروف التي يمرّ بها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، مثنياً على «دور الشباب اللبناني الذي يتمثل دائماً بدعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة».

وبدوره، أكد الوفد «التزام الشباب اللبناني بقضية فلسطين، وان البوصلة باتجاه فلسطين لن تتغير أبداً ووضع نفسه في تصرف أي نشاط من أجل دعم أهلنا في فلسطين».

كما نظمت مسيرات واعتصامات مماثلة في المخيمات الفلسطينية.

وحيّت «جمعية قولنا والعمل» العمليات البطوليّة التي يقوم بها المجاهدون في فلسطين المحتلة معتبرة أنها مقدمة لانتفاضة ثالثة تعيد فلسطين لأهلها. وأشارت إلى أن «ما يحدث في فلسطين المحتلة يجعلنا أكثر تمسكاً بخيار المقاومة المسلحة التي لا بديل عنها لاستعادة المقدسات والأراضي المغتصبة».

اتحاد الصحافيين العرب

إلى ذلك، تلقت نقابة الصحافة اللبنانية من الاتحاد العام للصحافيين العرب نسخة عن كتاب الاتحاد الموجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول الوضع المتردي في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخصوصاً القدس الشريف.

وأكد الاتحاد إدانته «للانتهاكات والجرائم الإسرائيلية، خصوصاً في ما يتصل منها بالمساس والاعتداء على المقدسات والتراث العربي بشقيه الإسلامي والمسيحي». وطالب منظمة «اليونسكو» كذلك وكالات الأمم المتحدة المختصة «بالاضطلاع بمسؤولياتها القانونية نحو حماية التراث الديني والثقافي لضمان حق الشعب الفلسطيني في حرية القيام بعبادته وممارسة شعائره الدينية وحماية مقدساته واحترام معتقداته».

وأعلن الاتحاد تضامنه «مع الشعب الفلسطيني ضد هذه الاعتداءات المستمرة على المسجد الأقصى والتي تكشف بكل وضوح عن النيات والأطماع الصهيونية في المسجد الأقصى ومحاولات إسرائيل لتهويد القدس الشريف»، ودعا الامم المتحدة والمنظمات الحقوقية والاعلامية كافة إلى إدانة هذه الاعتداءات المستمرة على الشعب الفلسطيني والوقوف بقوة ضد جرائم «إسرائيل» الوحشية والتي تتعارض مع كل القوانين الدولية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى