«سكتة قلبية»… يواصل عروضه على مسرح «القبّاني»

يواصل العرض المسرحي مونودراما «سكتة قلبية»، عروضه على مسرح «القباني»، مقدّماً فرضية كتبها وقام بأدائها الفنان جهاد عبيد عن إنسان يعيش حالة من الضياع بين الحياة والموت بعد إصابته بذبحة قلبية أثناء الحرب، ما يضاعف من أزمته الدرامية وبحثه عن حقيقة ما أصابه داخل قبو معتم يتلمس عبره مصيره المجهول باحثاً عن حقيقة وجوده.

العرض الذي أخرجه الفنان منصور نصر، استعاد مسرحية الممثل الواحد للتعبير عن أزمات متعدّدة تصيب الإنسان في الحروب، ناقلاً مستويين من الأداء عبر القصة التي يرويها الممثل عن شخصية «أبي إسماعيل» والتعليق عليها في آن، متيحاً في ذلك «فُرجة» أقرب إلى عروض «مان وان شو» التي تعوّل على طاقة الممثل وقدراته التعبيرية في تجسيد الصراع المسرحي واستحضار الشخصيات الغائبة إلى ذهن المتفرّج، من خلال محاكاة الممثل هذه الشخصيات ومحاولة تقليد نبرات أصواتها وإيماءاتها والمبالغة أحياناً في تصوّرات الممثل عنها.

استند العرض في طرحه إلى عبثية الحرب ناقلاً ماضي الشخصية التي تناولها كلّ من كاتب وممثل العرض عبر ساعة وربع الساعة من الزمن، معوّلاً على التعامل مع قطع ديكور بسيطة من ميزان وكتاب ومجسّمات لبندقية وجهاز لاسلكي، جنباً إلى جنب مع إضاءة بسام حميدي الذي حاول عبر الضوء إضفاء مناخ نفسيّ مائل إلى الرمادية من جهة استيعاب حركية الممثل وصراعه الدرامي ولملء الفضاء، لكنه جاء متقطعاً عبر ما يشبه لوحات متتابعة تراوحت بين الأداء والتعليق على الحدث المسرحي الذي جاء فائضاً عن الحاجة في أحيان كثيرة.

«سكتة قلبية» الذي أنتجته مؤسسة «مواطنون فنانون» بالتعاون مع المديرية العامة للمسارح والموسيقى، حاول الانتصار لجهة التغريب بين الخشبة والصالة، لكن الممثل ظلّ فيه معتمداً على تقليد الشخصيات التي تدور حولها قصة العرض الذي تناول عبر أبعاد مأسوية ذكريات الطفولة لشخصية «أبي إسماعيل» والعقوبات التي كانت تنزلها زوجة الأب به وحرمانه من الذهاب إلى المدرسة.

يذكر أن عرض «سكتة قلبية» مستمر حتى الخامس عشر من تشرين الأول الجاري مساء كل يوم، والدعوة عامة، وهو من إخراج منصور نصر وتمثيل جهاد عبيد، مخرج مساعد مضر رمضان، تصميم إضاءة بسام حميدي، انتقاء موسيقي وتنفيذ يامن خميس، أداء أغنية النهاية ريم رافع، تنفيذ إضاءة عماد حنوش، أكسسوار وخدمات عامة علي النوري.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى