المقاومة لـ«جمعة غضب»… ورعب يجتاح العدو

كشفت معلومات أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خرج بالخطاب الذي ألقاه أول من أمس في ظل تعرضه لضغوط أميركية كبيرة، جزء منها يجرى بمساندة عربية، بهدف وقف الهبة الفلسطينية الحالية، وكبح جماح محاولات تفجير انتفاضة ثالثة، من خلال عقد لقاء في العاصمة الأردنية عمان مع رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو.

كذلك علم من مصادر خاصة أن كيري بحث هذا الأمر في الاتصال الأخير الذي أجراه بأبو مازن، وأنه وسط العديد من المسؤولين الدوليين والعرب لطرح ذات التوجه من أجل إنهاء موجة التصعيد.

وتجري في هذه الأوقات محاولات لأن تخصص زيارة كيري للمنطقة أولاً للعاصمة الأردنية، كي يطلب من كل أبو مازن ونتنياهو المجيء هناك، وعقد قمة بمشاركة أردنية ـ أميركية، يتم خلالها اتخاذ خطوات من الجانبين تنزع فتيل الأزمة الحاصلة، وذلك في ظل خشية الإدارة الأميركية و»إسرائيل» أيضاً، التي توافق على مخطط كيري من اندلاع «انتفاضة ثالثة».

وقد أحاط كيري كل من أبو مازن ونتنياهو والدول العربية ذات الصلة والتأثير، وهي كل من الأردن ومصر والسعودية بالخطوط العريضة لخطته والتي تتمثل في وقف التصعيد مباشرة بأوامر من الجانب الفلسطيني و»الإسرائيلي»، يبدأ بقيام «إسرائيل» بوقف اقتحامات الأقصى وعدم تنفيذ مخطط التقسيم الزماني والمكاني لهذا المسجد، ووقف الاستيطان.

وتشمل المرحلة الأخيرة تهيئة الأجواء لانطلاق مفاوضات تسوية جديدة بين الطرفين، على أن توضع لها الآلية اللازمة مستقبلاً.

وكان عباس أكد أن الشعب الفلسطيني لن يبقى رهينة اتفاقات لا تحترمها «إسرائيل». وفي كلمة متلفزة جدد عباس رفض الفلسطينيين أي محاولة لتغيير الواقع في الأقصى ورفضهم أيضاً السماح بمخططاتٍ لتغيير قدسية الأقصى وهويته.

وإذ قال: «إننا لن نسمح بتمرير المخططات «الإسرائيلية» التي تستهدف قدسية المسجد الأقصى وهويته الإسلامية، أكد أن الفلسطينيين سيستمرون «في الكفاح الوطني المشروع المرتكز إلى الحق في الدفاع عن النفس».

وجدد «أبو مازن» القول إن «السلام لن يتحقق إلّا بإنهاء الاحتلال «الإسرائيلي» وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس».

إلى ذلك، لم تحل إجراءات المجلس الوزاري «الإسرائيلي» المصغّر ورفع السواتر الاسمنتية والمكعبات الحجرية دون قيام شابين فلسطينيين بتنفيذ عمليتي طعن في القدس المحتلة قبيل استشهادهما.

وسائل إعلام العدو تحدثت عن سقوط جريح بعملية طعنٍ في المحطة المركزية للقطارات كما حصلت عملية طعن في حي باب العامود، حيث هاجم الشاب الفلسطيني عناصر من حرس حدود الاحتلال.

وكان المجلس الوزاري المصغّر للشؤون الأمنية والسياسية «الإسرئيلي» أعلن الأربعاء المزيد من الإجراءات والقرارات في سعي منه للحد من موجة العمليات التي تجتاح كامل فلسطين المحتلة.

وهذه التدابير تتجلى في تفويض الشرطة صلاحية فرض حصار أو طوق على مراكز الاحتكاك أو التحريض في القدس وفق اعتبارات أمنية.

إضافة إلى هدم منازل منفذي العمليات، أقر المجلس الوزاري المصغر أيضاً عدم السماح بإعادة البناء في المكان الذي هدم فيه منزل منفذ العملية.

ومن القرارات سحب الإقامة الدائمة من منفذي العمليات وزيادة وتوسيع القدرة العملانية للشرطة «الإسرائيلية»، عبر تجنيد ثلاثمئة عنصر أمن آخرين لحماية المواصلات العامة في القدس، فضلاً عن الموافقة على تعزيز الشرطة بقوات من الجيش «الإسرائيلي» في المدن ومفترقات الطرق.

إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال، فجر أمس، خمسة مواطنين على الأقل من محافظة نابلس بالضفة المحتلة. كما اعتقلت خمسة مواطنين من حي جبل المكبر جنوب شرقي القدس المحتلة، بعد اقتحام الحي ودهم منازلهم بوحشية.

وقالت مصادر أمنية، إن قوات الاحتلال اقتحمت قريتي تل، ومادما، جنوب غربي نابلس، وفتشت منازل عدة فيها، واعتقلت ثلاثة مواطنين من قرية تل.

وصباح أمس، توغلت جرافات «إسرائيلية»، بشكل محدود لمسافة 100 متر داخل الحدود شرق المغازي وسط قطاع غزة، فيما أطلقت بحرية الاحتلال النار على بحر السودانية شمال قطاع غزة.

وأفادت مصادر محلية أن الآليات توغلت انطلاقاً من بوابة السرحي شرق المغازي، واتجهت للشمال وشرعت بعمليات تسوية وتجريف في أراضي المواطنين.

وقرر جيش الاحتلال، بناء سياج فاصل على الحدود مع قطاع غزة، يمتد بطول 65 كيلومتراً، «لمنع الفلسطينيين من التسلل إلى المستوطنات المحاذية للقطاع».

وذكرت الإذاعة الصهيونية أن الجيش يستعد لمواجهة سيناريو تقوم خلاله جموع كبيرة من المواطنين الفلسطينيين باقتحام الجدار والدخول إلى أراضي 48.

في المقابل، أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن اليوم الجمعة سيكون يوم تأكيد استمرار انتفاضة القدس، من خلال تصعيد المواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال «الإسرائيلي» في مناطق التماس كافة.

ودعت الحركة في بيان، إلى رفع علم فلسطين في أماكن التماس كافة تعبيراً عن وحدة الشعب الفلسطيني، تحت عنوان «استمرار الانتفاضة».

وطالبت الحركة بتوسيع حملات إسناد ودعم شباب الانتفاضة في القدس والضفة، من خلال مسيرات في كل أماكن الوجود الفلسطيني، كما دعت لجان واتحادات العلماء المسلمين والعرب لمساندة الانتفاضة.

واستنفرت حركة «حماس» الشعب الفلسطيني المنتفض في الضفة الغربية المحتلة، للمشاركة الفاعلة والواسعة والغاضبة في تظاهرات ومواجهات اليوم الجمعة، والتي ستنطلق في المحافظات كافة عقب صلاة الجمعة.

وأفاد المركز الفلسطيني للإعلام أن الحركة دعت في بيان صحافي لها، إلى إشعال المواجهات في جميع مناطق التماس، ردّاً على جرائم الاحتلال الغاصب، ووفاء للأقصى والشهداء والأسرى والجرحى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى