بري: لبنان سيعبر أزماته رغم الصعوبات
أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري «أنّ لبنان سيتمكن من عبور أزماته السياسية والاقتصادية رغم الصعوبات».
كلام بري جاء خلال حفل استقبال تكريمي أقامته على شرفه السفارة اللبنانية في بوخارست في ختام زيارته إلى رومانيا، حضره رئيس مجلس النواب الروماني ونائبة الرئيس رئيسة جمعية الصداقة الرومانية ـ اللبنانية روديكا نصار وعدد من الوزراء والنواب وممثلي السلك الديبلوماسي المعتمد وحشد من أبناء الجالية.
وقال بري: «إننا في لبنان اخترنا طريق الحوار والوفاق الذي نأمل أن يعمّ المنطقة، ونحن نعرف أنه في مجال الحوار تحدث أحياناً تباعدات أو سوء فهم ولكن بالنتيجة لا بدّ من التفاهم والاتفاق، ولبنان سيكون نموذجاً لدول وشعوب الجوار في الحوار. إننا متأكدون أنّ بلدكم سيعطي ثقته الكاملة بقيامة بلدنا، وسيدعم من خلال خبراته لبنان في مجال استخراج لبنان لثرواته الطبيعية وأولاً ترسيم الحدود البحرية. إنني أطمئن أبناء لبنان في رومانيا إلى أنّ لبنان ينتظر من أبنائه على مساحة العالم زيادة استثماراتهم وترسيخ علاقاتهم في البلدان التي هم فيها بوطنهم وبناء أفضل علاقات الثقة بالمستقبل».
ولفت بري إلى العلاقات التاريخية السياسية بين البلدين، مؤكداً «أنّ ما بيننا ليس مجرد علاقات رسمية، ولكن جسر من العلاقات الإنسانية كرسه بلدكم عبر خمسة آلاف خريج من جامعتكم في كلّ الاختصاصات، ما زال قسم منهم مقيماً في بلدكم واتجه إلى الأعمال وأقام مؤسسات كبيرة».
وأضاف: «لقد أقيمت أول غرفة تجارة رومانية في بيروت قبل نحو مئة عام، وبعد ذلك بقليل بدأت بلادكم عملية التبادل التجاري مع منطقة الشرق. على المستوى البرلماني لقد حملت لكم معي اقتراحاً بتوقيع مذكرة تفاهم مع مجلسكم الكريم، وكذلك مع مجلس الشيوخ، وذلك في سبيل تعزيز وتنسيق العلاقات البرلمانية في المحافل المختلفة وتبادل الخبرات البرلمانية وصناعة القوانين، ونحن لدينا اتفاقيات مشابهة مع نحو خمسة عشر برلماناً حول العالم، بالإضافة إلى موقع لبنان في الاتحادات البرلمانية الدولية القارية واللغوية والجهوية».
وتوجه إلى نظيره الروماني قائلاً: «إنني أطلب عبر مجلسكم من حكومتكم الكريمة دعم لبنان من جميع محافل الاتحاد الأوروبي لمساعدتنا على مواجهة مشكلة اللاجئين واستضافتنا ما يزيد على مليون ونصف مليون لاجىء من الإخوة السوريين على أرض لبنان، إضافة إلى وجود نصف مليون فلسطيني بعد الأحداث في سورية».
ولفت إلى أن «أزمة المهاجرين سواء من على شواطىء المتوسط القادمين من الشرق الأوسط أو من ليبيا وشمال أفريقيا وقبلهم أزمة اللاجئين الفلسطينيين، سببها منذ عام 1948 نكبة فلسطين والاحتلال الإسرائيلي ومحاولة تفريغ فلسطين كما سورية، وكما كل بلد عربي الآن من شعبها، وسببها في الألفية الثالثة الوقائع الشرق أوسطية الدامية التي ضغطت على شعوبنا بكلّ أنواع التدخلات والأموال والسلاح والمسلحين العابرين للحدود من أوروبا وشتى أنحاء العالم، الأمر الذي يتسبب بحروب لا تتوقف ودمار وقتل وتشريد، وبتحويل منطقتنا الى حقل للمناورات العسكرية بكل انواع الاسلحة الفتاكة. إنّ أزمة اللاجئين ما كانت لتكون وهي ممكن أن تنتهي بهزيمة الإرهاب والدخول في حلّ سياسي للأزمات».
وتطرق بري في كلمته إلى ما يجري في القدس، لافتاً إلى أنّ إسرائيل «تجر الشرق الأوسط إلى حروب دينية، عبر محاولة تقسيم المسجد الأقصى مكانياً وزمانياً وأيضاً كنيسة القيامة وعبر عمليات الاستيطان الواسعة والاستيلاء على الأراضي والتجريف والاعتقال». ودعا دول العالم إلى «ممارسة الضغوط على الحكومة الإسرائيلية لوقف الاستيطان ووقف إجراءات التهويد»، معرباً عن مخاوفه «من النوايا العدوانية والتهديدات الإسرائيلية لجنوب لبنان والجولان».
وكان المغترب الدكتور محمد مراد أقام مأدبة غداء للرئيس بري والوفد المرافق في فندق فينيسيا.
ومن رومانيا، توجه رئيس مجلس النواب إلى جنيف للمشاركة في أعمال الجمعية 133 للاتحاد البرلماني الدولي، يرافقه النواب: ياسين جابر، باسم الشاب، جيلبيرت زوين ووفد إداري وإعلامي.
ومن المقرّر أيضاً أن يشارك بري في الاجتماعات التمهيدية التي تسبق افتتاح الجمعية للبرلمانات العربية والإسلامية والآسيوية، كما يعقد لقاءات مع عدد من رؤساء البرلمانات المشاركة في المؤتمر.