نصرالله: النكد أفشل كلّ الحلول السياسية
رأى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله «أنّ العام الهجري انتهى بلبنان بإفشال كلّ الحلول التي تعيد الحياة إلى الحكومة»، معتبراً «أنّ ذلك حصل لأسباب نكدية». وشدّد على أنّ هناك إيجابيتين الآن «وهما الاستقرار الأمني والحوار»، لافتاً، في الوقت عينه، إلى «أنّ من أفشلوا مساعي الحلول في لبنان سيكتشفون أنهم أخطأوا كثيراً»ً.
وجدّد السيد نصرالله في كلمة له خلال إحياء الليلة الأولى من عاشوراء في مجمع سيد الشهداء «تأييد حزب الله المطلق لمقاومة الشعب الفلسطيني المظلوم وانتفاضته وحقوقه»، داعياً «إلى مواكبة ودعم هذا الشعب بكلّ الوسائل المتاحة، والتعامل بواقعية وعدم المزايدة على الفلسطينيين الذين يختارون بأنفسهم أسقفهم وخياراتهم».
وقال: «إننا نشهد حراكاً شعبياً قوياً في القدس المحتلة وفي الضفة الغربية وقطاع غزة، بما يشبه بداية انتفاضة ثالثة، فيما يسود القلق في بعض الدول التي تعتبر نفسها معنية بموضوع فلسطين».
وأشار إلى «أنّ الأميركيين والإسرائيليين يفترضون أنّ من المنطقي أن يعيش فلسطينيو الداخل حالة يأس وإحباط، بما يمنع أي حركة إيجابية في الميدان، فاستغلوا هذه الأوضاع لزيادة الاستفزازات، ولا سيما في ما خصّ تقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً، بينما أثبت الشعب الفلسطيني أنه الأقدر على مواجهة هذا الاستفزاز وحماية المسجد الأقصى».
وأكد السيد نصرالله «أنّ شعوب منطقتنا معنية بتحمل المسؤولية وتحديد مصائرها بالدماء والدموع من دون انتظار مساعدة أحد»، مشدداً على أنه «لا يوجد خيار أمام الشعب الفلسطيني إلا خيار المقاومة والانتفاضة ليفرض إرادته على محتليه».
من جهة أخرى، اعتبر السيد نصرالله «أنّ مأساة مِنى تعبر عن قمة استهتار حكام السعودية بكلّ المقدسات الإسلامية وشعائر الإسلام وعن مدى استكبارهم واستعلائهم واستهتارهم بعقول ودماء المسلمين»، مشيراً إلى أنّ هذه الفاجعة لا يجوز أن تُنسى. ورأى «أنّ الأسوء مما حصل، هو أنه ممنوع على أحد أن يتحدث عما حصل، وممنوع المطالبة بتحقيق واعتبار المطالبة بذلك بأنه تسييس». وأضاف: «سيكون لهذه النفوس الزكية التي أزهقت في مِنى بسبب التقاعس والتقصير والفشل، وبعد ذلك الاستعلاء، الأثر العظيم على انتهاء هذا الظلم التاريخي الذي يلحق بالأمة وبالحرمين الشريفين، والذي يمثله هؤلاء الحكام.»
وجدّد نصرالله مطالبته رئيس الحكومة تمام سلام ووزارة الخارجية بجلاء مصير إمام بلدة مركبة الشيخ حيدر الحسني الذي لا يزال مصيره مجهولاً منذ حادثة مِنى.
وفي سياق متصل، شدّدت كتلة الوفاء للمقاومة على ضرورة «مواصلة الحوار الوطني للتوافق على القانون الانتخابي النسبي ورئيس الجمهورية وبقية أمور جدول الحوار»، معتبرة «أنّ اعتماد قانون انتخابي يقوم على النسبية بات أمراً ضرورياً لتكريس تداول السلطة».
ورأت الكتلة في بيان عقب اجتماعها الأسبوعي تلاه النائب حسن فضل الله، «أنّ إجهاض التسوية السياسية الجزئية سيزيد من تعقيد الأزمة ويؤثر سلباً على مسار الأمور». وجددت الكتلة مطالبتها الجيش اللبناني والقوى الأمنية «بملاحقة الذين يشكلون تهديداً للأمن في البقاع».
وحول الأوضاع في سورية، أشار البيان إلى «أنّ التطورات التي تشهدها سورية، وخصوصاً بعد المشاركة الروسية، فضحت المشروع الغربي وهدفه في إطالة الصراع في سورية». وأمل المجتمعون «أن تؤدي التطورات في سورية إلى الإسراع في الحلّ السياسي الذي يسقط المشروع الغربي في سورية».
ودانت الكتلة تجاهل الدول العربية والإسلامية وصمت الدول الكبرى التي تدعي اعتماد حقوق الإنسان عمّا يجري في فلسطين، مؤكدة «أننا ندعم الشعب الفلسطيني ونقف إلى جانبه». ولفتت إلى أنّ من «أسوأ النتائج الكارثية التي أصابت الأمة هو صرف اهتمام شعوب المنطقة عن قضية فلسطين».
وأكّدت الكتلة «أنّ حكام السعودية مسؤولون بشكل مباشر عن كارثة مِنى وما نجم عنها»، معتبرةً «أنّ ما حصل أكبر من أن يُطوى أو يُنسى».