كأس العالم تحت الـ17 سنة: الحفلة في ملعب تشيلي
«الحفلة في ملعبنا»، هذا هو الشعار الذي ترفعه تشيلي مرحبةً بضيوفها من أصقاع المعمورة كافّة، حيث يقف 24 منتخباً على خط الانطلاق لخوض منافسة حامية الوطيس للظفر بلقب النسخة الـ16 من نهائيات كأس العالم تحت 17 سنة FIFA، والتي ستدور رحاها خلال الفترة من 17 تشرين الأول وحتى 8 تشرين الثاني. تشهد كرة القدم في تشيلي حالياً أبرز فتراتها، كيف لا وهي ما زالت تعيش على وقع الانتصار الكبير لمنتخب «لاروخا» بلقب كوبا أميركا 2015 ونيله شرف تمثيل القارة المُتيّمة بالساحرة المستديرة في كأس القارات روسيا 2017 FIFA.
ولعل الانطلاقة المثالية للمنتخب الوطني في التصفيات المؤهلة لكأس العالم روسيا 2018 FIFA قبل أيام قليلة على بداية العرس العالمي للشباب ضاعفت من حماس الشعب التشيلي الذي يبلغ تعداده 17.8 مليون نسمة للاستمتاع أكثر بواحدة من البطولات التي عرفت بروز العديد من النجوم الذين سطروا تاريخاً مجيداً في الكرة العالمية في ما بعد.
نحو المستقبل
دائماً ما كانت كأس العالم تحت 17 سنة FIFA مولداً لنجوم المستقبل، حيث شهد تاريخها تخريج من وصلوا درجة «الأساطير» ولا أدل على ذلك أكثر من الثلاثي الإيطالي جيانلويجي بوفون وأليساندرو ديل بييرو وفرانشيسكو توتي المتوّجين بكأس العالم ألمانيا 2006 FIFA، والبرازيلي رونالدينهو بطل 2002، والثالوث الإسباني تشافي وأندريس إنييستا وسيسك فابريغاس أبطال 2010، والألمانيان توني كروس وماريو غوتزه آخر من توّج باللقب العالمي في 2014 من دون إغفال نجم البرازيل نيمار الذي ينتظر منه الكثير في المستقبل القريب.
أحلام كبيرة ترواد الكثير من اللاعبين من مختلف المنتخبات للمضي قدماً على هذا الدرب الطويل، وهم يدركون أن بذل الغالي والنفيس خلال هذه البطولة سيعني حتماً ارتقائهم سلم درجات المجد خلال السنوات القليلة المقبلة، فمن سيخطف الأنظار من بين «جيش اللاعبين» الذين يبلغ عددهم 504 وتكون تشيلي نقطة الانطلاق؟
حُمّى كرة القدم
ستجتاح حُمى كرة القدم مناطق ومدن تشيلي مع احتضان 8 ملاعب الحدث الكبير، انطلاقاً من مُدن كوكيمبو مروراً بلا سيرينا وفينا ديل مار وسانتياغو/نيونيوا وتالكا وتشيليان وكونسيبسيون وانتهاءً بمدينة بويرتو مونت في الجنوب، وستكون الجماهير المحلية مدعوّة لملأ مدرجات الملاعب ومتابعة المباريات كافة.
وقد سبق للبلاد وأن عاشت تجارب سابقة حينما استضافت 3 بطولات عالمية كأس العالم 1962 FIFA وكأس العالم تحت 20 سنة 1987 FIFA وكأس العالم للسيدات تحت 20 سنة 2008 FIFA. وستتجه آمال الشعب التشيلي نحو منتخب «لاروخا الصغير» لكتابة إنجاز طال انتظاره بالظفر بلقب عالمي للمرة الأولى، بعد أن عاشت وما زالت تعيش على وقع إنجاز التتويج بلقب كوبا أميركا.
نيجيريا تتحدى المنافسين
خلافاً لبطولات الرجال التي تنحصر فيها المنافسة بين قارتي أوروبا وأميركا الجنوبية، تأتي قارة أفريقيا لهذا الحدث الكبير وهي تتصدر قائمة أبرز المرشحين للظفر باللقب كما فعل ممثلوها في ست من النسخ الـ15 السابقة، ولعل منتخب نيجيريا الفائز باللقب أربع مرات وهو للمناسبة بطل النسخة الأولى 1985 وحامل لقب النسخة الأخيرة 2013 ، سيكون في مقدمة الأسماء التي ينتظر منها لعب الأدوار الرئيسية، حيث يؤمن المدرب الحالي للفريق والنجم الدولي السابق إيمانويل أمونيكي بقدرة لاعبيه حينما قال في حوار سابق مع FIFA.com «سنقدم أفضل العروض في تشيلي» وهو ما يعني تحفزه لخوض مهمة الدفاع عن اللقب بكل قوة.
ويتوجب على نيجيريا انتظار منافسة صعبة من المكسيك التي تناوبت على التتويج باللقب في نسختي 2005 و2011، والبرازيل صاحبة البطولات الثلاث والساعية للعودة للواجهة بعد أن توّجت باللقب للمرة الأخيرة في نسخة 2003. ومن بين الأبطال السابقين يأتي بطل أوروبا منتخب فرنسا المتوّج بنسخة 2001 بأحلام استعادة أمجاد الماضي، عندما نجح صغارها في السير على خطى «الديوك» التي كانت تتسيد الكرة العالمية آنذاك.
طموحات الآخرين
أما بقية المنتخبات فلن تقل طموحاتها أبداً، حيث سترفع شعار «لا تراجع ولا استسلام» في بطولة شهدت العديد من المفاجآت التاريخية ومنها تتويج السعودية بلقب 1989 وسويسرا بنسخة 2009، وبالتأكيد فإن ناشئي ألمانيا يتمنون المضي على درب الكبار الفائزين بكأس العالم البرازيل 2014 FIFA وإكمال السيطرة الألمانية على الكرة العالمية في السنتين الماضيتين. أمّا الأرجنتين فهي تريد «كسر» حالة الخصام الغريبة مع التتويج بهذا اللقب المستعصي وتقليد العادة الحسنة التي سار عليها «ألبيسيليستي» حينما توّج بكأس العالم FIFA مرتين ومنتخب الشباب الذي يُعد من كبار كأس العالم تحت 20 سنة FIFA بتتويجه بـ6 بطولات.
وستكون أهداف الصعود على المنصة متاحة أمام العديد من المنتخبات لتذوق حلاوة التتويج في اليوم الختامي، كما سبق وأن فعلت منتخبات لم يحسب لها حساب كبير من قبل في تاريخ البطولة، خصوصاً تلك التي سبق وأن عاشت تجارب ماضية في النسخ السابقة.