الحسن لـ«تلاقي»: تركيا لم تجر تحولات في سياستها تجاه سورية

أشار العميد المتقاعد والباحث الاستراتيجي والعسكري تركي الحسن إلى أن «معركة الحدود قائمة منذ اليوم الأول، والقوات المسلحة تنبهت لذلك وقامت بضرب المجموعات المتسللة، وعلى الحدود مع لبنان في سلسلة لبنان الشرقية هناك محاولة لإعادة تجميع هؤلاء للقيام بعمل جديد، وهناك مناطق حدودية قد تتيح مجدداً دخول المسلحين ويجب مراقبتها بشكل مكثف، وهي معبر عرسال والمعبر الثاني باتجاه الفليطة لكنه محدود والثالث هو قرية طفيل اللبنانية».

وأضاف: «لم يصل مستوى النصر في كسب إلى ما وصل إليه في يبرود والقصير لأن القصير تعتبر رأس المشروع ويوم تحرير القصير يعتبر نصراً استراتيجياً لأن ما علقه الغرب على القصير كان كبيراً جداً وتم إحباطه»، مشيراً إلى أنه «تم استهداف كسب لعدة أسباب، الأول الضغط على المكون الثقافي الأرمني في كسب، والثاني لأنها نقطة الحدود الوحيدة المفتوحة باتجاه تركيا، وثالثاً أرادوا لكسب أن تكون مرفأ بحرياً لهم على المتوسط»، مؤكداً أنه «ينظر إلى حلب بأنها أم المعارك، بالتالي عندما تتم استعادتها فهذا يعني أن تداعياتها ستتأثر بها إدلب والرقة لأن حلب تستنفذ من قوة الجيش الكثير، واستعادتها ستبقي بقية المعارك أقل أهمية وأقل حجماً».

وأوضح أن «هناك مشروعين في المنطقة، الأول هو مشروع سلفي جهادي تحتضنه السعودية، والثاني هو مشروع سلفي إخواني تحتضنه قطر وتركيا وكل منهما يحاول أن يدفع بمشروعه على حساب الآخر»، مشيراً إلى أن «لو كانت تركيا جدية لقامت بإغلاق حدودها بالكامل ولا شيء حتى الآن يثبت بأن تركيا أجرت تحولات على الأرض في سياستها تجاه سورية لأنها ما زالت تقدم الدعم بالمال والسلاح للمجموعات المسلحة».

وتابع الحسن: «حرب الأنفاق حرب صعبة تقوم بأدوار عدة لمنشئيها أولاً لحمايتهم من أي قصف حتى قصف الطيران وأيضاً تؤمن لهم الاستراحة فلا يخرجون منها وتؤمن لهم الإمداد بين المناطق، وأول من طبق فكرة الأنفاق هي حماس وتعلمتها من قوى المقاومة ولكن بدل أن تطبقها وتستخدمها في محاربة العدو «الإسرائيلي» للأسف قامت بها وطبقتها في سورية البلد الذي قدم لها الدعم منذ نشوئها».

وأوضح الحسن أن «السلطة المركزية في العراق نتيجة الدستور العراقي لا يمكن أن تكون قوية فالسلطة المركزية متوزعة، بالتالي السلطة العراقية طالما تستند إلى دستور يقسمها ولا يوحدها فهي لن تستطيع الحفاظ على هويتها الوطنية»، مضيفاً أن «هناك قوى إقليمية منخرطة من وراء داعش وهذا ما جعل المالكي يقول إن ما حصل في الموصل خيانة وتقاعس وغدر، وداعش لا تستطيع أن تتمدد في الموصل لولا وجود قوى دولية متحالفة معها».

وختم الحسن: «سواء اعترفت الولايات المتحدة أم لم تعترف فإيران قوة إقليمية جديدة في المنطقة والتواصل الإيراني – العراقي كان كبيراً في الفترات الماضية، لذلك لن تقف إيران مكتوفة الأيدي حيال ما يحدث في العراق».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى