معلولا!
حبيبتي من تكون؟ في كل لقاء يجمعني بأصدقائي، أراهم يتهامسون حائرين يتساءلون عن حبيبتي من تكون؟
من استطاع الوصول إلى قلبي وهو الصلب الذي لا يلين كصخورها السمراء الشامخة بالإيمان. لا يملّون يتهامسون إلى أن نفذ صبرهم، فقرّرت أن أرضي فضولهم والبوح عن محبوبتي الغالية من تكون. على رغم أن كل حروف الأبجدية لا تفي وصفها. هي صغيرة المساحة، لكن لا حدود لعزّها وهيبتها. كلّ من زارها واستنشق عبق نسائمها المقدّسة وجال بناظريه على تضاريس جسدها الأسمر الرشيق أحبها. صهرت روحه في حنايا جدائل شمسها الدافئة. هي البعيدة القريبة. بعيدة بالمسافة،وقريبة كما الروح للأنفاس. أحملها معي أنّى رحت، ارتبط اسمي باسمها لشدة عشقي لها وهيامي بها. فلا تستطيع أن تذكر اسمي إلا ويظهر اسمها جلياً أمامك. تملك من السحر والجمال ما لم تملكه ملكات جمال العالم أجمع.. لها لغتها الخاصة. وحين تقترب منها تشعر بضيق ما إن ينفرج حتى تراها تفتح ذراعيها لاستقبالك بلطف. كنسيم عليل يشفي حين تدخل إلى رئتيك أنفاسها.. تنسيك كل همومك. ففي كل بقعة من قلبها تجد مكاناً تجلس فيه مختلياً إليها لتفرغ ما في قلبك من هموم. وحين ترفع عينيك عالياً ترى روح الله على هيئة حمامة السلام مرفرفة حولها. هي ليست ملاكاً وليست بشراً. لا تعجب ولا تستهجن قولي. نعم هي القدّيسة. هي كلؤلؤة في قلب محارة مخفية من عيون الحاسدين. إنها العشق الأول والأخير… معلولا.
ربى شلهوب