وثائق سنودن تكشف توسّع أنشطة «سي أي أي» في ألمانيا
كشف موظف الاستخبارات الأميركية السابق إدوارد سنودن عن وثائق جديدة حصل عليها موقع «شبيغل أونلاين» تفيد بأن ألمانيا من أكثر دول أوروبا، التي زادت وكالة الاستخبارات الأميركية «سي أي إيه» نشاطها فيها.
ونشر الموقع أيضاً عشرات الوثائق التي أظهرت أوجه التعاون التي كانت تجرى بين الاستخبارات الألمانية ووكالة الاستخبارات الأميركية، خصوصاً في مجال تكنولوجيا المعلومات. إذ وقع نشر هذه المعلومات في دائرة اهتمام الحكومة الألمانية التي طالبت من دون جدوى الطرف الأميركي بتوضيح الحقائق حول ممارسات وأنشطة وكالة الاستخبارات على الأراضي الألمانية.
ومن أهم الوثائق التي كشف عنها سنودن ما يعرف باسم قوائم Sigad «سيغاد» وهي كلمة تتكون من الحروف الأولى لما يُعرف باسم «الإشارات الدلالية لعمليات الاستخبارات»، وضمّت هذه القوائم المواقع التي كانت تجرى منها عمليات إرسال المعلومات لوكالة الاستخبارات الأميركية «سي أي إيه» من الأراضي الألمانية.
وتوضح الوثائق أنه على مدى عقود تكوّنت أكثر من 150 من هذه النقاط الاستخباراتية على الأراضي الألمانية، البعض منها أصبح خارج الخدمة، ولكن لم توضح الوثائق التواريخ التي أُغلقت فيها هذه النقاط، ما قد يدل على أن البعض منها مازال نشطاً، أو غير معروف.
وكشفت وثائق أخرى أيضاً أوجه التعاون التي كانت تجرى بين الاستخبارات الألمانية ووكالة الاستخبارات الأميركية، وحتى مع المكتب الاتحادي الألماني للأمن وتكنولوجيا المعلومات، والذي ظل الألمان لفترة طويلة يعتقدون أن وظيفته تنحصر في حماية مستخدمي الإنترنت الألمان من عمليات القرصنة وسرقة الحسابات، قبل أن توضح الوثائق أنشطته في مجالات التجسس وتبادل المعلومات.
وبينت الوثائق أن ملفات التعاون بين الاستخبارات الألمانية ووكالة الاستخبارات الأميركية لم تنحصر فقط في مجال تبادل المعلومات، بل شملت أيضاً دورات من الجانب الأميركي لتدريب المتخصصين من الجانبين على أحدث برامج التجسس وتبادل التقنيات والبرامج المتطورة، إذ شملت هذه الدورات على برنامج XkeyScore، بينما سُمح للمتخصصين الأميركيين بالتدريب على برامج التجسس الألمانية مثل Mira4 وVeras، وفق الوثائق.
ومازالت الحكومة الألمانية تأمل في النجاح بإحضار سنودن إلى ألمانيا، حتى يتمكن من الإدلاء بشهادته أمام لجنة التحقيق البرلمانية والنائب العام الاتحادي.