تزامن دخول المساعدات إلى كفريا والفوعة والزبداني
وصف المتحدث باسم الخارجية المصرية اللقاء بين وزيري خارجية مصر سامح شكري ونائب وزير الخارجية والمبعوث الخاص للرئيس الروسي ميخائيل بوغدانوف بأنه «عكس توافقاً في الرؤى بين القاهرة وموسكو حول الوضع في سورية وضرورة معالجة أسباب وجذور الأزمة السورية من خلال تفعيل الحل السياسي الذي نصّ عليه إعلان جنيف، إلى جانب أهمية مواجهة التنظيمات الإرهابية، باعتبار أن القضاء على الإرهاب في سورية يمثل خطوة مهمة على طريق الحلّ السياسيّ».
وأوضح أحمد أبو زيد: «أن اللقاء تطرّق إلى ضرورة دعم جهود المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا وتفعيل مقترحاته، بما فيها تشكيل مجموعة اتصال دولية تسعى إلى إخراج سورية من الأزمة الحالية» على اعتبار «أن تلك الجهود هي التي ستسمح بتفعيل إعلان جنيف وصولاً إلى هيئة الحكم الانتقالية التي ستكون مهمتها الإشراف على التغيير السياسي والعمل على إعادة إعمار البلاد ومكافحة الإرهاب في سورية، وذلك في إطار حلّ يحفظ سيادة سورية ووحدة أراضيها».
ووفق أبو زيد، فإن بوغدانوف أكد للجانب المصري «أن موسكو تستهدف من خلال عملياتها العسكرية في سورية قصف المجموعات المنتمية للتنظيمات الإرهابية، وليس استهداف المعارضة السورية بمكوناتها المعتدلة البعيدة من التطرّف»، في حين أعرب شكري عن أمله في أن يؤدي ذلك إلى تحريك المسار السياسي وإنهاء الجمود الحالي.
من جهة ثانية، التقى بوغدانوف خلال زيارته إلى القاهرة لجنة متابعة مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية ورئيس «الائتلاف المعارض» السابق أحمد جربا. وأعلنت الخارجية الروسية أنه «تمت خلال اللقاء مناقشة الوضع في سورية وحولها بشكل مستفيض مع التركيز في ضرورة تفعيل الجهود الهادفة الى دفع التسوية السياسية للأزمة السورية على أساس بيان جنيف في 30 حزيران 2012».
وقالت الوزارة إن «بوغدانوف شرح أهداف العملية التي تجريها القوات الجوية الفضائية في سورية الموجهة إلى توفير مقاومة فعالة ضد تنظيم الدولة الإسلامية ومنظمات إرهابية أخرى».
من جهة أخرى، نفى مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان وجود قوات قتالية إيرانية في سورية، مؤكداً أن طهران لا تخفي شيئاً وأنها أعلنت إرسال مستشارين إلى دمشق وستزيد دعمها الاستشاري.
وقال عبد اللهيان في تصريح صحافي أمس إن «لدى إيران في العراق وسورية مستشارين عسكريين لمكافحة الإرهاب، وتم إرسالهم بطلب من حكومتي البلدين»، مؤكداً أن بلاده لا تخفي شيئاً وأنها أعلنت إرسال مستشارين إلى سورية.
وكان مستشار قائد الثورة الإسلامية في إيران للشؤون الدولية على أكبر ولايتي أكد في تصريح صحافي على هامش اجتماع طهران التمهيدي لمؤتمر ميونيخ للأمن أن «إيران تلعب دوراً محورياً في مكافحة الإرهاب والتطرف، ولا يمكن قياس ما فعلته في هذا المجال مع أي دولة أخرى سوى الدول التي تحالفت معها في مكافحة الإرهاب كالعراق وسورية».
وفي السياق، أعلنت موسكو أنها لم تطلق عمليتها العسكرية في سورية بغية صرف النظر عن المسألة الأوكرانية، ولا بهدف منافسة أحد.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن «هذه التصورات للاستهلاك المحلي، وهي العملية ليست مسألة منافسة ما، وكذلك لا تعني إغلاقاً للموضوع الأوكراني».
وأكدت أن روسيا تدخلت في الأزمة السورية عندما شعرت بوجود إهمال لها، إذ لم تستطع الولايات المتحدة طوال أربع سنوات ونصف السنة، ليس فقط حلها فحسب، بل وساهمت في تصعيدها، «وعندها تصرفنا بهذا الشكل الذي نعتبره صحيحاً والذي يعتمد على أساس القانون الدولي».
وذكرت المتحدثة بأن الموقف الروسي يتكون من بندين هما «محاربة داعش وجبهة النصرة وأولئك الذين يستخدمون الوسائل الإرهابية، وتوحيد جهود جميع من يعمل على التسوية لدفع العملية السياسية في سورية».
وأضافت: «يتهموننا بمنافسة الولايات المتحدة – الدولة العظمى الثانية… وإلخ. إلا أن السؤال هو أنه يجب الإقرار في لحظة ما بخطأ الأفعال ليس لأن أحداً ما يريد ذلك، بل لأنها الحقيقة. أعتقد أن مشكلة واشنطن هي في أنها بعد الصعود إلى القمة لا تستطيع الاعتراف بخطأ الطريق الذي سلكته بحق الأزمة السورية».
وذكرت المسؤولة الروسية أن واشنطن مع ذلك بدأت بتغيير موقفها، «فخلال عام تغيّر المفهوم وبات «داعش» بالنسبة لها المشكلة رقم واحد»، مؤكدة: «كنا دائماً ونبقى مفتوحين» للحوار مع الآخر.
ميدانياً، أعلن مصدر عسكري سوري فرض الجيش سيطرة الكاملة على مساحات جديدة في ريفي حلب الشرقي والجنوبي الغربي بعد القضاء على آخر تجمعات التنظيمات الإرهابية فيها.
وقال المصدر إن وحدات من الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية نفذت عمليات مكثفة تحت غطاء من الطيران الحربي وسّعت خلالها نطاق سيطرتها في ريف حلب حيث فرضت سيطرتها على قرية الوضيحي ومحيطها والصبيحية جنوب غربي مدينة حلب وعلى قرى القدارة والحويجة والجابرية بالريف الشرقي.
كما استهدف الطيران الحربي الروسي تحصينات ومحاور تحرك المسلحين في قرى وبلدات قصير الورد والبقجية ومحيط الجبول والرضوانية وبيدورة وحويجينة وتلي اسطبل وسبعين وتم خلالها تدمير آليات بعضها مزود برشاشات ثقيلة.
كما أكد المصدر العسكري تدمير الجيش السوري تجمع آليات لتنظيم «داعش»، حيث قتل 45 إرهابياً و دمر 23 عربة متنوعة في مزرعة الرحيل قرب مدينة سلمية في ريف حماة الشرقي.
وفي السياق، سيطرت وحدات الجيش السوري على عدد من كتل الأبنية في بلدة نولة في منطقة النشابية جنوب الغوطة الشرقية لدمشق، في حين استهدف الطيران الحربي الروسي -السوري المشترك مستودعي ذخيرة ومعمل لتصنيع المتفجرات ومقر قيادة للتنظيمات الإرهابية في مرج السلطان بالغوطة الشرقية.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن مجموعة الطيران الروسي في سورية تابعت خلال الـ 24 ساعة الماضية توجيه ضربات جوية لمواقع البنية التحتية لتنظيم «داعش» الإرهابي.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف إن القاذفات الروسية قامت بـ 39 طلعة ووجهت 60 ضربة لـ 51 موقعاً في محافظات حماة واللاذقية ودمشق وحلب، حيث تم تدمير 4 مقار قيادية للعصابات، و6 مستودعات أسلحة وذخيرة، وبطارية هاون واحدة، إضافة إلى تدمير مخبأين تحت الأرض، و 32 معسكر تدريب للإرهابيين، و 6 نقاط إسناد.
وفي منطقة بلدة سلمى بمحافظة اللاذقية وجهت قاذفة «سو-24م» ضربة بقنابل خارقة للتحصينات على مستودع لإرهابيي «داعش» مموّه في المرتفعات، ونتيجة الانفجار الذي تلا الضربة تم تدمير الموقع بالكامل.
وفي ريف حمص على أطراف بلدة تلبيسة دمرت قاذفات «سو-34» تحصينات تحت الأرض لإرهابيي «داعش»، وكانت لهذا الموقع شبكة أنفاق معقدة تتيح للإرهابيين الظهور في مختلف أحياء البلدة، كما تتيح سرعة الحركة في قتال القوات السورية.
وقال المتحدث باسم الدفاع الروسية: «أود الإشارة إلى أن الكثير من المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون في المحافظات السورية محشوة بمثل هذه التحصينات تحت الأرضية».
خلال الاستكشاف الجوي في منطقة الغوطة الشرقية عثر على مركز إمداد للعصابات أمّنت الإرهابيين بالذخيرة والغذاء والوقود. وبعد استكمال استكشاف الموقع تم تدميره بضربة «سو- 25»، كما دمرت أربع عربات مصفحة.
في الشمال الغربي لبلدة كفرزيتا في محافظة حماة وجهت قاذفات «سو-24» ضربة على مركز قيادة إحدى المجموعات الإرهابية التابعة لـ»جيش الفتح». ونتيجة الضربة تعطلت كلياً إدارة المجموعات الإرهابية للتنظيم في هذه المنطقة، ولذلك غادر الإرهابيون منطقة القتال.
وفقاً لمعلومات هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية يستمرّ فرار مقاتلي المجموعات الإرهابية في سورية في الاتجاهين الشرقي والشمالي الشرقي، وفي محافظتي إدلب وحماة يقوم القادة الميدانيون في «جبهة النصرة» الإرهابية بتجنيد السكان المحليين مهددين بإعدام أعضاء أسرهم، وفي محافظة الرقة أعلن مقاتلو «داعش» تجنيد كل السكان الذكور من سن 14 سنة.
وتزداد حدة الخلافات بين مختلف المجموعات الإرهابية نتيجة الصراع من أجل السيطرة على الأرض والتدفق النقدي. وبحسب معطيات التنصت على الاتصالات أجرى تنظيم «داعش» الأسبوع الماضي فقط على أطراف مدينة إدلب ثلاثة أعمال إرهابية باستخدام السيارات المفخخة ضد القادة الميدانيين لجماعة «جبهة النصرة».
ويطالب قادة «داعش» القادة الميدانيين بزيادة استخدام السيارات المفخخة والعبوات الناسفة الأخرى على طرق المواصلات الأساسية وفي المدن والبلدات ضد القوات السورية المهاجمة.
وفي شأن متصل، بدأت شاحنات المساعدات بالدخول إلى الزبداني في ريف دمشق والفوعة وكفريا في ريف إدلب في وقت متزامن.
وكان قد أجري اتفاق برعاية الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري، قضى بإدخال عشر شاحنات محملة بالمواد الإغاثية والطبية والتموينية إلى الأهالي المحاصرين في مدينتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب.
كما شمل الاتفاق أيضاً إدخال ثلاث وعشرين شاحنةً إلى بلدات مضايا وسرغايا وبقين والزبداني في ريف دمشق الغربي.
وكانت الاتفاق الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي بين السلطات السورية وحركة «أحرار الشام» قد توقف لبعض الوقت بسبب استكمال الاتفاق على بعض البنود التفصيلية، وتم الالتزام خلال هذه الفترة بالهدنة ووقف إطلاق النار.