تلفزيون لبنان
فيما كان رئيس مجلس النواب نبيه بري، يتلقى اتصالاً من رئيس تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري، هنأه فيه بإعادة انتخابه رئيساً للاتحاد البرلماني العربي، كان الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، من جهته، يُشيد بجهود رئيس الحكومة تمام سلام، ومن جهة ثانية، يتشدّد بالقول لـ«المستقبل»: «لا نقبل أن يكون الحوار منّة من أحد، وإذا كنتم تشعرون بالإحراج في بقائكم في الحكومة فالله معكم ومع السلامة». نصرالله كرّر التشديد على أهمية وجود «حزب الله» في القتال في سورية وسواها.
في المقابل، الوزير أشرف ريفي، وبمثابة ردّ غير مباشر على السيد نصرالله، وإنما مع تسمية «حزب الله»، رأى أنّ الحزب فقد الكثير من محبة اللبنانيين ومن هيبة القرار، ونحن في الداخل نسير بمشروع الدولة على الدويلة، ومن الشمال نقول: العدّ العكسي لمقولة طريق القدس تمرّ بالزبداني بدأ من هنا.
إقليمياً، يبدأ حلف شمال الأطلسي أكبر تدريب عسكري غداً اليوم ، في عرض للقوة في البحر المتوسط. في وقت تسعى روسيا لإثبات قوتها على الجبهة السورية، حيث نفّذ سلاح الجو الروسي أربعين طلعة وأصاب واحداً وخمسين هدفاً في الساعات الماضية في سورية. فيما يسجل على الأرض تقدم لوحدات الجيش السوري الحكومي وحلفائه في الريف الجنوبي لمدينة حلب.
أما بالنسبة إلى حركة اللاجئين المهاجرين من المنطقة، خصوصاً من سورية، إلى القارة الأوروبية، فهي مستمرة وإن بوتيرة أصعب وأقل عدداً من ذي قبل، مع تشديد الاجراءات البحرية والحدودية الأوروبية حيال حركة تهريب اللاجئين. هذه الحركة التي امتدّت في انطلاقتها إلى خارج حدود سورية
«أن بي أن»
أمام برلمانيّي العالم، رسم الرئيس نبيه بري المشهد بشفافية ووضوح. باختصار، أخبر الاتحاد البرلماني الدولي، بأنّ الحرب ضدّ الإرهاب تخفّف من اللاجئين وتحافظ على الشرق الأوسط واحة للحضارات لتكون مأمناً للأقليات. فالحلول السياسية هي التي تخفّف من وصول اللاجئين إلى شواطئ أوروبا، وتمنع من تدمير البنى التحتية الاجتماعية.
وإذا بقي الوضع قائماً على التطرف، قال رئيس المجلس للبرلمانيين الدوليين، فإنّ الاعتدال سيذوب وسيقابل التطرف الاسلامي في أوروبا تطرف مسيحي، وكلاهما لا علاقة له بالدين.
من هنا، يستوجب الأمر إعطاء فرصة لسلام في الشرق الأوسط، ولسلام داخلي وديمقراطية واحدة، ولاستقرار مجتمعاتنا من دون تهديد حروب «إسرائيلية» أو إرهابية. عندها أهلاًً بكم في أوروبا مهاجرين إلى بلداننا وسياحاً تشاهدون ما يُدهش العالم.
مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي طغى عليه موضوعان أساسيان: الإرهاب وأخطاره وقضية المهجرين واللاجئيين. فيما كانت الحرب على الإرهاب، في سورية، تراكم الانجازات الميدانية في كل الجبهات، وخصوصاً في ريف حلب، بما يرسم معادلة سوريّة إقليمية جديدة.
المعركة مع الإرهاب لا تزال مفتوحة، لكن الصمود حمى المنطقة، كما قال الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، مستنداً إلى دفاع المقاومة عن كل شعوب المنطقة من دون استثناء.
في كلام السيد نصرالله ردّ داخلي على تلويح «تيار المستقبل» بالانسحاب من الحوار، رافضاً أن يكون القبول بالجلوس على طاولة واحدة منّة أو تفضلاً أو ابتزازا.ً
وبينما كان نواب أو وزراء من «تيار المستقبل» يهاجمون «حزب الله»، كما فعل اليوم الوزير أشرف ريفي، ويتّهمون النائب وليد جنبلاط بالتخاذل والتخلي في نصف الطريق، فإنّ زعيم «التقدمي الاشتراكي» ردّ بأن لا عيب في التسوية، داعياً الله أن يهديهم.
جنبلاط قلّل من أهمية ما قيل ضدّه، بقوله: «ما في جمرك على الحكي وعلى المزايدة». بينما تولى الوزير وائل أبو فاعور التوضيح بأنّ جنبلاط لم يترك أحداً أو يتخلى عن أحدٍ في منتصف الطريق، لأنه لم يتبع أحداً في يوم من الأيام إلا القناعات، ولا تستهوي التقدميّين المزايدات ممن تخلّف عن فهم المخاطر على الوطن، من الانقسامات القاتلة، والمواقف التي لا تراعي هذه المخاطر.
«المنار»
في محضر شهيد قائد غابت من ذاته الأنا جاءت مقامات المواقف العالية: سيد يودع رفيقاً قائداً، وعلى الأحبة الاطمئنان، وعلى العدو القلق: المقاومة أصبحت مؤسسة وفيها جمع قادة، أكد الأمين العام لـ«حزب الله».
مقاومة فيها أبو محمد الإقليم ذهبت إلى حيث يجب أن تذهب، بل هي حيث يجب أن تكون أكثر من أي زمن مضى. ولأن القتال ضدّ التكفير والمشروع الزاحف بالدم دفاع عن المسلمين والمسيحيين، فهذا يستحق شهداء بمستوى الحاج أبو محمد.
أما العدو «الاسرائيلي»، فأخوة الشهيد مستمرون في مقاومته، وهم سيبقون دوماً إلى جانب الشعب الفلسطيني وانتفاضته المتجددة.
وللداخل اللبناني، كلمات حاسمة، تضع الحدّ لمن تجاوز الحدود: من يعتبر نفسه محرجاً في الحوار والحكومة فـ «الله معو يفل»، وفي قيادة «حزب الله» إعادة نظر بالمشاركة في الحوار بعد عودة الرئيس نبيه بري، لأن الابتزاز الذي يمارسه البعض أمر مرفوض.
«ام تي في»
عطلة نهاية الأسبوع سجلت ارتفاعاً في درجات الحرارة السياسية، فالسيد حسن نصرالله ردّ بوضوح على كلام الوزير نهاد المشنوق قبل يومين، فأعلن أنّ التهديد من الانسحاب من الحكومة وبوقف الحوار غير مقبول، وأنّ على من يرغب في ترك الحكومة أو الحوار «الله معو».
في المقابل، أكد وزير العدل أشرف ريفي «أنّ الترقيات العسكرية انتهت بتوجيه صفعة إلى العماد ميشال عون وإلى حزب الله».
هذان الموقفان يؤشِّران إلى مرحلة سياسية جديدة، عنوانها التصعيد. وهو أمر بالغ الخطورة، ويضع الصمود الحكومي ولو في حدِّه الأدنى على المحك، كما يضع طاولة الحوار وحوار «المستقبل» – «حزب الله» في مهبّ الريح.
في ظل المناخ السياسي السلبي، ينتظر الوزير أكرم شهيب الجواب النهائي لـ«حزب الله» في ما يتعلق بمطمر البقاع. وحسب المعلومات من المرجّح أن يكون الجواب إيجابياً، ما يسمح بتنفيذ خطة شهيب وبعقد جلسة لمجلس الوزراء إما الثلاثاء أو الأربعاء لإقرار الخطة نهائياً، واتخاذ قرار البدء بتنفيذها عملياً.
إقليمياً، الجو المتوتر مستمر في القدس الشرقية والضفة الغربية، كذلك العنف «الإسرائيلي» ضدّ الفلسطينيين، ما يُنذر باندلاع انتفاضة شعبية فلسطينية جديدة، وهو ما حمل وزير الخارجية الأميركي على ترتيب لقاء مع رئيس الوزراء «الإسرائيلي» في ألمانيا في الأسبوع الطالع، قبل أن يتوجه إلى الشرق الأوسط للقاء الرئيس الفلسطيني.
«او تي في»
يوم الجمعة الماضي، كان فتى، لم يبلغ السابعة عشرة من عمره، يمثُل أمام المحكمة العسكرية الدائمة في بيروت. لا يهمّ اسمه ولا مذهبه ولا بلدته ولا انتماؤه. ما يهمّ أنه لبناني. وأنّ تهمته أنه اعتُقِل فيما كان يحاول الانتقال من لبنان إلى سورية، للانضمام إلى المجموعات الإرهابية هناك.
سأل رئيس المحكمة الفتى القاصر عن سبب قيامه بما كان يحضِّر له. فأجابه المتهم حرفياً: لأنو الحي اللي ساكن فيه بالشمال، أغلبيتو داعش». عبارة واحدة، بسيطة، مباشرة، تجعل من مشروع الطفل الإرهابي، متّهماً، وضحية في آن معاً.
لم يسمع أشرف ريفي هذا الاعتراف طبعاً. مع أنه من الشمال. ومع أنه مسؤول حكومي حالي. ومع أنه كان مسؤولاً أمنياً. لكن ريفي اكتشف في المقابل، أنه انتصر في ملف الترقيات، ووجّه صفعة إلى ميشال عون، كما تباهى اليوم في ذكرى اغتيال وسام الحسن.
هي المناسبة نفسها، التي تكلَّم فيها زميل ريفي، نهاد المشنوق قبل يومين. طبعاً لم يتطرّق وزير الداخلية إلى الأسرار الكثيرة لملف اغتيال الحسن من وثائق المحكمة الدولية، حتى تحقيقات مكتب الأشرفية. لكن المناسبة كانت كافية ليعلن المشنوق نعيه للحوار والحكومة، وتهديد فريقه بالخروج منهما. مع أنه في اليوم نفسه، كانت السعودية تنخرط في عملية حوارية في اليمن، وفي تسوية حوارية في العراق، وتستعد لتقبل حوار سياسي في سورية.
وحده لبنان ممنوع عليه الحوار. وحده لبنان يجب أن يُحكَم بمنطق: إما أن يكون شركة لهم، وإما أن يكون حكمه حكم المشركين في الأرض الوهابية. وحده لبنان ممنوع عليه أن يكون بلداً، لأن مصالح مافياته تقتضي أن يظل مزرعة، أو أن يُحرَق كُرمى لمن يزرع عواصف الإرهاب والتكفير في أرضه ومحيطه.
إنه منطق الكيدية لا غير. ما اقتضى جواباً منطقياً أكثر: نحن مع الحوار حتى النهاية. لكن بلا منّة ولا استفزاز. وإلا… الله معكن.
«ال بي سي»
الاشتباكات الكلامية في عطلة نهاية الأسبوع ربما تؤشر إلى انسداد الآفاق السياسية، وزير الداخلية نهاد المشنوق يستخدم منصّة الشهيد وسام الحسن ليهاجم بعنف «حزب الله» والعماد ميشال عون، يأتيه إسناد اليوم من وزير العدل أشرف ريفي.
يأتي الردّ بالعنف ذاته من السيد حسن نصرالله، فتكون الحصيلة المواجهة على أشدّها بين «حزب الله» و«تيار المستقبل»، أما أدوار الآخرين فهامشية.
السيد حسن نصرالله ردّ على «المستقبل» عموماً والوزير المشنوق خصوصاً، بالقول «إذا كنتم تُمنِّنون علينا بالحوار فبلاه ولا تشعروا بحرج في البقاء في الحكومة».
من الضفة الأخرى، ردّ اللواء أشرف ريفي بالقول «انتهت معركة الترقيات بتوجيه صفعة كبيرة لميشال عون وحزب الله».
إذاً حرب كلامية تعكس انسداداً لآفاق الحلول، ما يطرح السؤال: ما هو مصير جلسة مجلس الوزراء لبتّ مأزق النفايات في ظل هذا الجو؟
«الجديد»
معادلة «الله معك»، صواريخ سياسية موجّهة أطلقها الأمين العام لحزب الله عابرة من بيروت إلى ما بعد مقر إقامة الرئيس سعد الحريري في الرياض. وسياسة «مع السلامة» تفكّ عملية ربط النزاع بين تيار المستقبل وحزب الله، فالسيد نصرالله ذهب مع البيت الأزرق اليوم إلى مرحلة الردّ بالنِّد، بعد تهديد الوزير نهاد المشنوق بالخروج من الحكومة والحوار معاً، وملاقاته سياسياً من جانب وزراء ونواب في «المستقبل» تحدثوا بلغة الاستغناء، من فتفت إلى الجراح فريفي، من دون أن ينطق سعد الحريري ببنت شفة كمن «يستحلي» القرقعة على أبواب تمام سلام وتذكيره بأنّ هذه السرايا لنا وحان وقت قطافها.
وبناء على هذه الصورة، فإنّ نصرالله كان اليوم أمس ، يخاطب الحريري ومركز طمره السياسي. فصعّد رداً على التصعيد، لكنه غازل تمام سلام وقدّر دوره وصبره وهدوءه وحكمته وتحمّله المسؤوليات الوطنية.
وعلى نتيجة التعادل في التصعيد، فإنّ المؤشر الوحيد لتبيان الوضع الحكومي، هو الدعوة التي سيوجّهها تمام سلام لعقد جلسة مجلس الوزراء الأسبوع المقبل. لكن مصادر وزارية أشارت لـ«الجديد» إلى أنّ سلام يتمهّل في توجيه الدعوة، في انتظار ردّ من «حزب الله» حول الموافقة على مكان مطمر البقاع، والذي يقترح أن يكون في بلدة جنتا.
سلام يحتاج إلى ردّ الحزب لقيام الحكومة. الحزب يفجّرها قياماً وقعوداً في وجه «المستقبل». «المستقبل» يهدّد بالخروج من حكومة خارجة من نفسها، معطلة، تحيا على رائحة النفايات. فبأي أوراق يلعب اللبنانيون، وعلامَ الرهان؟ فيما تبدأ في المنطقة معالم طقس مغاير لا يشبه إلا ذهاب الجميع نحو التسويات. فالحكومة اليمنية وافقت على مجالسة الحوثيين وصالح. أوباما يأمر بتفعيل الاتفاقية مع إيران، والإعداد لرفع العقوبات. الاتحاد الأوروبي يتبعه بإصدار قرار مماثل يريح طهران. أوغلو يعلن عن حلّ جيد للأزمة في سورية. حلب تتقدم عسكرياً لصالح النظام والسوخوي رافعة علامات الحسم في سماء الإرهاب.
مع هذه المعطيات تتلبّد السماء السياسية في بيروت، وكأنها تقدّم أوراق اعتمادها لمرحلة جديدة. فـ»المستقبل» يضرب في عمق «حزب الله». والحزب يعلن أنه سيناقش على مستوى القيادة موضوع البقاء على الطاولات، وعلى قاعدة: «مش إنت الي بتفل من الحوار أنا ما بقبل أقعد معك».
والغيوم السياسية دخلت أيضاً كرياحٍ عاصفة إلى البيت الجنبلاطي بفرع «اللقاء الديمقراطي»، فاخترق وليد جنبلاط أحد الاستراحة، وهاجم النائب مروان حمادة من دون أن يسمّيه، وذلك رداً على كلام إبن الكتلة في ذكرى الشهيد وسام الحسن، والذي تحدث فيه عن سياسيين «تركونا في منتصف الطريق وتخلّفوا عن البيئة الشعبية». جنبلاط غرّد منتقداً المزايدة، ثم أعلن رغبته الهجرة إلى هولندا، قبل أن يُحيل ملف مروان حمادة إلى الوزير وائل أبو فاعور، لصياغة ردّ أقسى، وطريقة البيان توحي بأنّ وزير الصحة قد يصنِّف زميله إبن بعقلين نائباً غير مطابق للمواصفات.