مؤتمر الأحزاب العربية: لتعزيز الوحدة وتحصين دول المنطقة ضدّ الإرهاب
أصدر أمين عام مؤتمر الأحزاب العربية قاسم صالح بياناً أمس جاء فيه: «إن تمدّد الإرهاب إلى بعض المحافظات العراقية، خصوصاً في منطقة الموصل، يكشف للملأ عن تورط دول عدّة، غربية وإقليمية وعربية، مكّن المجموعات الإرهابية المتطرّفة من دخول مناطق عراقية عدّة وتشريد الآلاف من العراقيين وتنفيذ جرائم قتل واغتصاب وقمع ونهب.
كما أن ما حصل، دليل على الخطر المحدق الذي يمثله الإرهاب، ليس على العراق وسورية فحسب، بل على عموم المنطقة والعالم. فالإرهاب لم يكن ليقوى في العراق لولا وقوف دول معروفة إلى جانب المجموعات الإرهابية في الحرب ضد سورية. وهذا يؤكد أن دولاً غربية وعربية ومعها «إسرائيل» وتركيا مشتركة في دعم الإرهاب وجرائمه.
لقد أصبح واضحاً أن قوى الإرهاب والتطرّف أداة تنفيذية تحرّكها «إسرائيل» ومعها حلفاؤها لفرض خرائط التقسيم والتفتيت، وإدخال المنطقة في آتون الفتن والحروب الطائفية والمذهبية والاتنية، وهذه حقيقة لا يستطيع الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية نكرانها، فالغرب ليس صادقاً في رفع شعار محاربة الإرهاب، بل هو الداعم الأول للإرهاب في المنطقة، وهو إرهاب لن تقتصر أخطاره على المنطقة بل سيطاول الشعوب قاطبة».
وأضاف البيان: «وعليه، فإن المؤتمر العام للأحزاب العربية يدين بشدة اجتياح المجموعات الإرهابية لبعض المناطق العراقية وقتل الناس وإحداث كارثة إنسانية من خلال تهجير مئات آلاف العراقيين. كما يدين الأدوار المكشوفة لبعض الدول في دعم الإرهاب، ويؤكد أن عنوان مكافحة الإرهاب واحد من سورية إلى العراق، وأن من يساند الإرهاب في سورية هو الذي يتحمل مسؤولية ما حصل في العراق.
إن المؤتمر العام للأحزاب العربية، إذ يرى في الإرهاب خطراً جسيماً على استقرار المنطقة وأمنها ومستقبل أهلها، يشدّد على ضرورة أن تلعب الأحزاب والقوى والهيئات كافة دوراً رئيساً في تحصين الوحدة وتعبئة الشارع العربي ضد الإرهاب والتطرف، والانخراط في جبهة شعبية تضع برنامجاً وآلية نضالية لمكافحة الإرهاب، من أجل الحفاظ على وحدة البلاد العربية.
ويلفت المؤتمر العام للأحزاب العربية إلى أن صمود سورية قيادة وشعباً والانتصارات التي يسطرها الجيش العربي السوري في معركته ضد الإرهاب، وما حققه الجيش العراقي من خطوات لدحر الإرهاب، كل ذلك يؤكد أن مشروع التقسيم والتفتيت قد فشل، والمطلوب مؤازرة حزبية وشعبية لصمود سورية والالتفاف حول الجيشين في سورية والعراق من أجل القضاء على الإرهاب».
وختم البيان: «يتوجه المؤتمر العام للأحزاب العربية بنداء إلى العراقيين بكل أحزابهم وقواهم وأطيافهم، من أجل توحيد قواهم وطاقاتهم لتحصين وحدة العراق ومواجهة الإرهاب وأخطاره، وإطلاق عملية سياسية على قاعدة أن التنافس السياسي أمر مشروع، أما التواطؤ مع الشيطان لتحقيق مكاسب سياسية خطيئة وخيانة. كما يشدد المؤتمر على ضرورة أن تتوقف الدول المتورطة في الحرب على سورية عن دعم الإرهابيين المتطرفين، وأن تقتنع هذه الدول باستحالة اسقاط الدولة السورية التي يحقق جيشها انتصارات حاسمة على الإرهاب.. وألا تقف هذه الدول حجر عثرة أمام مسار حل الأزمة السورية الذي يأخذ طريقه الصحيح عبر خطوات أفضت في الآونة الأخيرة إلى نتائج إيجابية.
إن العدو «الإسرائيلي» الذي أمسى مقتنعاً بفشل مشروع إسقاط سورية، يحضّر لمواصلة إرهابه ضد الفلسطينيين بشكل غير مسبوق، وهذا يستدعي أقصى درجات الاستعداد لمواجهة إرهاب الكيان الصهيوني. فعلّ العرب الذين سفكوا بأموال نفطهم دماء آلاف السوريين، علّهم يخصّصوا هذا المال للفلسطينيين الذين يواجهون أعتى قوّة عنصرية في التاريخ».