كيري يقترح عقد لقاء دولي حول سورية وموسكو تدرسه
أعلن الكرملين أمس أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيبحث اليوم مع كبار ضباط القوات المسلحة الروسية مهمات قيادة الجيش وأجهزة الأمن، وسيحدد المهمات الموضوعة أمام الضباط.
وسيدور الحديث بالدرجة الأولى حول أهداف وتفاصيل العملية العسكرية الجوية التي بدأتها روسيا في سورية ضد تنظيم «داعش» بطلب رسمي من الرئيس بشار الأسد.
وفي السياق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الطائرات الروسية دمرت خلال الـ24 ساعة الماضية 49 موقعاً للإرهابيين، إذ قامت بـ33 طلعة قتالية في أجواء أرياف حلب ودمشق وإدلب واللاذقية وحماة.
وكشف اللواء إيغور كوناشينكوف الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية خلال إيجاز صحافي أمس أن الغارات الروسية أسفرت عن تدمير مركزي قيادة و3 مخازن للذخيرة والأسلحة ومخبأين تحت الأرض و32 مربضاً للمدفعية في مناطق جبلية وغابات و9 مرابض محصنة، بالإضافة إلى ورشة لتصنيع قذائف صاروخية ومنصات إطلاق.
وكشف كوناشينكوف عن تدمير قاعدة تدريب كبيرة لتنظيم «داعش» في محيط قرية دوير الأكراد بريف اللاذقية، نتيجة ضربة نفذتها طائرتان روسيتان هجوميتان من طراز «سو- 25».
وفي محيط بلدة جب الزعرور في ريف حماة، هاجمت قاذفة «سو-34» مخابئ تحت الأرض استخدمها إرهابيون. كما تم تدمير مخزن كبير للذخيرة غرب البلدة نفسها.
وفي قرية السرمانية التابعة لمدينة جسر الشغور بإدلب شن الطيران الروسي ضربات دقيقة على ورشات تابعة لإرهابيين. وفي ريف إدلب أيضاً وجهت قاذفة «سو- 24» ضربة مكثفة إلى مركز قيادة تابع لإحدى عصابات تنظيم «جبهة النصرة» ما أسفر عن تدمير المركز وشاحنتين مجهزتين بمدافع رشاشة مضادة للطائرات، كانتا مركونتين إلى جانب المركز.
وفي محافظة حلب هاجمت طائرة هجومية «سو- 25» ورشة لإنتاج الصواريخ المصنعة يدوياً ومنصات إطلاق تابعة لها، وذلك في محيط بلدة جديدة.
وأضاف المتحدث الروسي أن ضربات الطيران الروسي الدقيقة على مواقع الإرهابيين في ريف دمشق، أدت إلى حدوث تغير جذري في الأوضاع الميدانية بالمنطقة، مضيفاً أن إرهابيي «داعش» بدأوا بمغادرة مواقعهم في ظل النقص الحاد في الذخيرة. وذكر أن وسائل الاستطلاع الروسية سجلت الليلية الماضية انسحاباً جماعياً لعصابات كبيرة عدة، بلغ عدد أفراد كل منها قرابة 100 عنصر، وتوجهت تلك العصابات نحو بلدة مرج السلطان.
وأعلن مصدر عسكري سوري مقتل العشرات من عناصر تنظيم «داعش» في ريف حماة، بقصف لمقاتلات الجيش السوري، الذي أحرز بدوره تقدماً في محافظة حلب حيث سيطر على عدد من القرى.
وأضاف المصدر أن الطيران الحربي السوري نفذ «غارات على أوكار وتجمعات إرهابيي تنظيم داعش في قرى الروضة وجنى العلباوي وأبو العلايا بريف حماة الشرقي».
وأفاد ناشطون أن أربعين عنصراً من «داعش» قتلوا جراء استهداف طائرات حربية لرتلهم المؤلف من نحو 16 سيارة في ريف حماة الشرقي، حيث عثر على جثث المقاتلين متفحمة بالكامل، واستهدف رتلهم أثناء توجهه من الرقة، إلى مناطق تحت سيطرته في ريف حماة الشرقي.
وأكد مصدر عسكري سوري أن وحدة من الجيش قصفت بصاروخ موجه ما يسمى «بيت العربات» في حي الحويقة على الأطراف الشمالية لمدينة دير الزور ما أدى إلى تدميره بالكامل.
ويعدّ «بيت العربات» أحد أكبر تجمعات تنظيم «داعش» الإرهابي ويوجد بداخله مقر لمتزعمين وعدد كبير من العربات والآليات المتنوعة وكميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة.
وقد واصلت وحدات الجيش السوري تقدمها باتجاه بلدتي المنصورة وتل واسط في سهل الغاب شمال غربي حماة، في حين فرض الجيش سيطرته الكاملية على قرية السابقية في ريف حلب الجنوبي.
وفي شأن متصل، أكد مسلحون جنوب حلب حصولهم على إمدادات جديدة من الصواريخ أميركية الصنع مضادة للدبابات من دول تعارض الرئيس السوري بشار الأسد، بحسب وصفهم.
ونقلت وكالة «رويترز»، عن مقاتلين من 3 جماعات تابعة لما يسمى بـ«الجيش الحر»، إن إمدادات جديدة وصلت منذ أن بدأت القوات الحكومية هجوماً كبيراً هناك يوم الجمعة على مناطق جنوب حلب، لكن مسؤولين من إحدى الجماعات أكدوا أن الإمدادات الجديدة ليست كافية مقارنة بحجم الهجوم.
ورفض هؤلاء ذكر أسمائهم كما لم تذكر الوكالة إن كان هؤلاء من الجماعات التي توصف بـ«المعتدلة» أو من ما يعرف بالجماعات المتشددة كـ «جبهة النصرة». وقال أحد المسؤولين إن «العدد قليل لا يكفي. يحتاجون المقاتلون لعشرات الأسلحة».
سياسياً، استبعد دميتري بيسكوف، السكرتير الصحافي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، احتمال بحث المسألة السورية مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في موسكو على أعلى المستويات.
وكان كيري قال، خلال مؤتمر صحافي، عقد في مدريد إنه ينوي بحث الموضوع السوري مع كبار المسؤولين الروس والسعوديين والأتراك والأردنيين خلال الأسبوع الجاري. وأدرف قائلاً: «لا يوجد هناك أي حلّ عسكري، ولقد أكدت ذلك الجميع، بمن فيهم الروس. كما أن الوضع الراهن يطاول جميع دول المنطقة»، مضيفاً: «سأحاول التوصل إلى اتفاق مع زعماء روسيا والسعودية والأردن وتركيا والدول الأخرى التي قد تساعد في إيجاد حلّ».
وفي أعقاب صدور تصريح كيري، قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الروسية إن موسكو على علم بمبادرة وزير الخارجية الأميركي حول بحث المسألة السورية مع كبار المسؤولين في روسيا والسعودية وتركيا والأردن، مضيفاً أن الخارجية تدرس هذه الفكرة.
وفي السياق، نقل عن مصدر دبلوماسي في وزارة الخارجية الروسية قوله أن وزراء خارجية روسيا سيرغي لافروف، والولايات المتحدة جون كيري، والمملكة العربية السعودية عادل الجبير، قد يعقدون لقاء ثلاثياً حول سورية في فيينا في الأيام القريبة المقبلة.
من جهته، شدد وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير على القول إن لا بديل من الحوار بين الأطراف كافة من أجل حلّ الأزمة السورية.
وأكد في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي عادل الجبير بالرياض أمس، أنه يجب وضع حدّ للقتال في سورية، داعياً السعودية ودول الخليج الأخرى إلى بذل المزيد من الجهود لمساعدة مئات الآلاف من اللاجئين، وأوضح: «بالطبع نريد المنطقة بكاملها هنا في الخليج أن تشارك في تقديم مساعدات إنسانية للاجئين». وأشار إلى أن هذا ينطبق أيضاً على إيواء اللاجئين.
من جانب آخر، قال الجبير إنه من المهم تشكيل هيئة حكم انتقالي للحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، مشدداً على ضرورة تنحّي الرئيس السوري بشار الأسد بعد تأسيس الهيئة الحكومية الانتقالية.
إلى ذلك، أفادت وزارة الخارجية الروسية، بأن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أجرى مشاورات في اسطنبول مع نظيره التركي أميد يالتشين، حول الوضع في سورية.
وقالت الخارجية في بيان: «جرى تبادل تفصيلي وصريح للآراء حول الوضع العسكري السياسي في سورية وحولها، مع التركيز في ضرورة تفعيل البحث عن تسوية سياسية للأزمة السورية على أساس بيان جنيف الصادر في 30 حزيران 2012».
وأكد الدبلوماسيان عزم موسكو وأنقرة المتبادل على مواصلة الحوار الروسي ـ التركي النشيط حول القضايا الملحة المدرجة على الأجندة الشرق أوسطية.
وتأتي زيارة بوغدانوف إلى اسطنبول بعد مشاورات أجراها في القاهرة، حيث التقى أحمد الجربا الرئيس السابق لـ»الائتلاف المعارض» من أجل توضيح أسباب العملية الجوية الروسية في سورية.
ويجري بوغدانوف، سلسلة مشاورات مع الأطراف السورية واللاعبين الدوليين، إذ سبق له أن زار باريس والتقى ممثلي الرئاسة الفرنسية ووزارة الخارجية، بالإضافة إلى صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.