باسيل: الأولوية لهزيمة الإرهاب
اختتم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل زيارته إيران بلقاء مساعد وزير الخارجية الإيرانية لشؤون الدول العربية وشمال أفريقيا حسين أمير عبد اللهيان مع وفد من الخارجية الإيرانية، في مقر إقامته في فندق إسبيناس في طهران، حيث تمّ عرض العلاقات الثنائية وأوضاع المنطقة، ولا سيما في لبنان واليمن وسورية والعراق.
كما شارك الوزير باسيل في حفل عشاء أقامه على شرفه سفير لبنان في إيران فادي الحاج علي، حضره مجموعة من سفراء الدول العربية والأجنبية والقائم بأعمال السفارة المستشار علي حبحاب وطاقم السفارة.
بعد كلمة ترحيبية للسفير الحاج علي، القى الوزير باسيل كلمة قال فيها: «إنّ لبنان هو نموذج للتنوع والتسامح والتعايش وهذا الأمر هو عكس ما ينادي به داعش. فمعركتنا ضدّ الإرهاب هي معركة وجودية بالنسبة إلينا، فإما أن نكون نحن وأما أن يكون داعش، لا خيار ثالث بينهما. ليس هناك من مكان للألعاب السياسية، لأنه حينها سندفع نحن والمنطقة الثمن. نشكر الله اليوم أنّ الأمور تتغير، هناك تحديات حقيقية، والحقيقة يجب أن تقال في الأوقات العصيبة، والحقيقة هي أننا يجب ألا نسمح لداعش أن يلعب أكثر من ذلك، فهو لا يستعمل الأرض فقط، إنما يلعب بعقول ملايين الأشخاص ويستطيع الوصول إليهم، إن كانوا يعيشون في المنطقة أو في أميركا اللاتينية أو الولايات المتحدة الأميركية، وبإمكان داعش توفير الأدوات لهؤلاء الأشخاص من أجل إلحاق الأذى بالبشرية».
وأضاف: «أعتقد أنه حتى الآن نحن نتغاضى عن هذه الحقيقة، لذلك السبب إنّ الأولوية اليوم هي لهزيمة الإرهاب، وبعدها يمكننا معالجة كلّ المواضيع الأخرى على الرغم من أهميتها. ولمعالجة تلك المواضيع، إذا كنا نؤمن حقاً بالديمقراطية التي هي قيمة مشتركة أخرى نتشارك بها، علينا أن نترك لشعوب المنطقة ولشعب بلدي تقرير ما تريده. ومصر كانت خير دليل على ذلك، ونحن نريد أن ينجح النموذج المصري، وتنجح سورية ويقرر السوريون مصيرهم، ولا يمكن لأحد منا أن يحلّ مكان الشعب السوري أو الشعب اللبناني. على اللبنانيين أن يختاروا رئيسهم وقادتهم وللسوريين الحقّ في ذلك أيضاً. إنّ الدول لديها واجب تجاه لبنان وسورية من أجل المشاركة في هزيمة الإرهاب. وبعدها يترك لهما الخيار في تقرير مصيرهما، هذا إذا أردنا أن يكون الوضع في المنطقة دائماً ومستداماً، لأنه حين تسقط دولة مثل لبنان، لا أعتقد أنه سيوجد أي مكان في العالم سيتمكن فيه أشخاص من ديانات مختلفة من العيش معاً».
وقال: «أنا سعيد بعودة إيران إلى حضن المجتمع الدولي، والمساهمة بطاقاتها الإيجابية، وأعتقد أنّ هذه المشاركة الإيجابية ستكون مفيدة لنا جميعاً، عوضاً عن العزلة التي لم تنجح. لقد واجهنا العزلة في لبنان، وكانت السبب في الحرب الأهلية اللبنانية في العام 1975، كما شهدناها في العامين 2005 و2006 حين حاولنا بأشكال عدة عزل بعض الأطراف اللبنانية ولم تنجح، ولم تنجح أبداً مع جماعات أو دول».
وختم باسيل: «آمل أن تكون هناك فقط الطرق الديبلوماسية والحوار والتزام فعلي، وأن نتعلم من هذه الدروس، وأن نقف جميعاً معاً ضدّ الإرهاب في المنطقة، وأطلب منكم أن تقفوا مع بلدي وتدافعوا عنه وعن سورية وكلّ من يؤمن فعلاً بالتعايش لأنّه السبيل الوحيد لنستطيع العيش معاً هو من خلال تقبل الآخر على الرغم من الاختلافات».