بيروت تكرّم العملاق فريد الأطرش لمناسبة أربعين سنة على رحيله
لمى نوّام
أربعون سنة مرّت على رحيله. أربعون سنة انقضت، وما زالت أغانيه خالدة خلود الكلمة الجميلة واللحن العذب. أربعون سنة انقضت، واسمه ما زال صدّاحاً لدى شريحة واسعةٍ جدّاً من محبّيه. شريحة عابرة للأجيال، فترى محبّي فريد الأطرش موزّعين بين كبار السنّ ممّن عايشوه وعايشوا أعماله الرائعة، إلى الكهلة، فالشباب الذين استهووا الفنّ القديم، ولم تستهوِهم «طقاطيق» هذا الزمن.
أمس، عادت أغاني الموسيقار الكبير الراحل فريد الأطرش لتصدح في أرجاء قصر الأونيسكو في بيروت، ضمن احتفال ضخم أحياه الفنانون: نهاد طربيه، حنين أبو شقرا، محمد العريس وعازف الكمان جهاد عقل، بمشاركة الأوركسترا اللبنانية بقيادة المايسترو أندريه الحاج وموسيقى قوى الأمن الداخلي اللبناني، وقدّمت الاحتفال الإعلامية اللبنانية ليليان الناعسي.
على مدى أكثر من ساعتين، استرجع الحضور أغاني لم تغب عن ذهنهم، في حفل من تنظيم «لجنة تكريم رواد الشرق»، تحت عنوان «ذكرى مرور أربعين سنة على غياب الموسيقار فريد الأطرش»، برعاية وزير الثقافة روني عريجي، وبالتعاون مع وزارة الثقافة والسفارة المصرية في لبنان. وقد حرص المسؤولون على إقامة الحدث في يوم ذكرى رحيل الموسيقار الكبير.
حضر الاحتفال مدير عام وزارة الثقافة فيصل طالب ممثّلاً الوزير، السفير المصري في لبنان محمد بدر الدين زايد، نقيب الصحافة السابق محمد البعلبكي، السفيرة الدولية غرازييلا سيف، جورج وديع الصافي، الممثل شوقي متى، وحشد كبير من الشخصيات الفنية والسياسية والإعلامية والثقافية وعشاق الموسيقار فريد الأطرش.
بعد عرض فيلم وثائقيّ قصير عن حياة الكبير فريد الأطرش، وكلمات ألقيت بالمناسبة، تسلّم طالب من «لجنة تكريم روّاد الشرق» درعاً تكريميةً، ثم بدأ عزف الأوركسترا الوطنية بقيادة المايسترو أندريه الحاج، وقدّم الفنان نهاد طربيه باقة جميلة من أغنيات الراحل.
ثم قدّم عازف الكمان جهاد عقل معزوفة موسيقية لأغنية «لحن الخلود»، فالفنان محمد العريس الذي أدّى أغنيتين، ومسك الختام كان مع الفنانة حنين أبو شقرا التي رافقها الراقصان مازن كيوان وسحر أبو خليل رقصاً على أنغام «يا زهرة في خيالي».
طربيه
«البناء» التقت قبل بدء الاحتفال عدداً من الفنانين والمنظّمين والحضور.
المبدع دائماً نهاد طربيه قال لـ«البناء»: حملت شعلة فريد الأطرش لأربعين سنة، ولا أحيي حفلة في الخارج أو في الوطن الحبيب لبنان، إلّا وأغنّي فيها باقة من أغنيات الموسيقار فريد الأطرش. فوجدت تشجيعاً كبيراً دفعني لأن أعطي شيئاً ما من الذي قدّمته في الغربة عن فريد الأطرش وعنّي، وسأغنّي أيضاً أغنية «أنا فلاح وأبويا فلاح»، وهي الأغنية الأولى لي في مسيرتي الفنية، وهي من ألحان الفنان سليم ضو.
ويضيف طربيه: سأغني ثلاث أغنيات للأستاذ فريد، وأغنيتي «أنا فلاح» لأن الراحل كان يُحبّ هذه الأغنية، وسمعها منّي عام 1972 قبل وفاته بسنتين، وقال لي إنه لو أعطاني وقتذاك أغنية، فلم تكن انطلاقتها كانطلاقة «أنا فلاح». وسمعت كلامه وسجّلت الأغنية. واليوم، وفاءً له ولذوقه وخاطره أغنيها في هذه الاحتفالية.
ويضيف: الراحل الكبير كان صديق العائلة وصديقاً لوالدي الشاعر رؤوف طربيه، وكان يصرّ على أن أدرس في الكونسرفتوار، وأيضاً نفذت ما طلبه مني، وحصلت على دبلوم في الموشّحات من الكونسرفتوار الوطني اللبناني، ودرست الموسيقى مع أساتذة كبار أمثال الأب يوسف الخوري في المعهد الموسيقي اللبناني، توفيق الباشا، زكي ناصيف، سليم الجردي، وصلاح رحّال.
وشكر الفنان طربيه «لجنة تكريم روّاد الشرق» ووزارة الثقافة على الاهتمام بالأصالة، وقال إنه من الذين ساهموا في بقاء أغنيات الراحل فريد الأطرش، وقد أبدى إعجابه بصوت الفنان محمد العريس عندما سمعه يؤدّي أغنيات الموسيقار فريد الأطرش، وقال إنّه بصدد التحضير لألبوم غنائيّ جديد بعنوان «سنين حياتي».
بو غاريوس
أما الفنان التشكيلي بيار بو غاريوس فقال: قدّمت خمس لوحات للراحل فريد الأطرش مجسّداً فيها سيرة حياته. كل لوحة تتضمّن موضوعاً مختلفاً عن الآخر. هناك لوحة وفريد جالس على شاطئ البحر، حاملاً العود في يده ويكتب نوتات موسيقية. اللوحة الثانية تجسّده جالساً في غرفته وإلى جانبه راديو وهو يعزف على العود، وتعابير وجهه تدلّ على انسجامه مع اللحن الذي يعزفه. أما اللوحة الثالثة فرسمته كمايسترو، والفرقة الموسيقية معه، وفي خلفية اللوحة أظهرت الأهرام وبعلبك وسوق حلب، لأجسّد مسيرة حياته في هذه اللوحة، لأن فريد الأطرش كان محسوباً على العالم العربي كلّه. واللوحة الرابعة أظهرت فريداً وهو جالس على البيانو، وهو في تركيزٍ تام في النوتات، ويقوم بتصحيحها وحركات وجهه تندمح مع حركة يده. أما اللوحة الخامسة، فنجده فيها جالساً وراء مكتبه وهو يبتسم، والأقلام والأوراق إلى جانبه.
الحاج
وقال المايسترو أندريه الحاج: احتفالنا هذا هو مهرجان لفريد الأطرش، عشاق فريد الأطرش هم على موعد مع أمسية مميّزة، اللافت أنه عمل متكامل يجمع بين التكريم وبين غناء ورقص وتقديم دروع. وستعزَف وتغنّى مقاطع من أغنيات الموسيقار فريد الأطرش منها: «بنادي عليك»، «قلبي ومفتاحه»، «ما قالي وقلتلو»، «يا زهرةً في خيالي»، «يا جميل يا جميل»، «بقى عايز تنساني»، «حكاية غرام»، وقد قمنا بالتحضير لهذه الاحتفالية خلال وقت قصير، وسننجح.
كيوان
وقال مصمّم الرقص مازن كيوان: فريد الأطرش هو حقبة من التاريخ الفني العربي الأصيل بحدّ ذاته، ونحن جداً فرحون أننا نعود ونحييه من جديد مع الأوركسترا الوطنية بقيادة المايسترو أندريه الحاج، بمشاركة فنانين كبار أمثال الفنان الكبير نهاد طربيه، حنين أبوشقرا وجهاد عقل. وخلال الحقبة الزمنية التي عاصرها فريد الأطرش، كان التانغو والفالس حاضرين أكثر من اليوم من خلال الموسيقى العربية. وفريد الأطرش من الفنانين والملحنين الذين لحنوا وغنوا التانغو، ونحن قمنا باختيار أغنية «يا زهرةً في خيالي» التي ستغنيها الفنانة حنين أبو شقرا وسأرقص على أنغامها أنا والراقصة سحر أبو خليل.
العريس
وقال الفنان وعازف العود محمد العريس: سأغني للموسيقار الراحل فريد الأطرش «بنادي عليك» لحن الخلود ، و«بقى عايز تنساني»، في احتفالنا هذا نقول للجمهور إن الطرب الأصيل ما زال موجوداً، وأتمنى بهمّة الأستاذ نهاد والفنانة حنين أبو شقرا والأصوات الموجودة في لبنان أن نستطيع أن نحيي الفن والطرب العربيين.
آلة العود هي سلطان الآلات، وآلة العود هي النغم الشرقي، وهي بتصوّري تبقى خالدة من زمن إلى زمن، ويُلحّن عليها، وهي عماد التخت الشرقي وهي أجمل مرافق للمطرب.
الفنان محمد العريس كانت بداياته الفنية سنة 1983، تقدّم إلى برنامج ستديو الفن ليالي لبنان 1 عن فئة الغناء الكلاسيكي للموسيقار فريد الأطرش ونال المرتبة الأولى عن محافظة بيروت وكان في الغربة وعاد حديثاً إلى لبنان.
أبو شقر
وقالت الفنانة حنين أبو شقرا: أنا متأثّرة بالموسيقار فريد الأطرش لأنّه ملحّن عظيم ولديه مدرسة خاصّة في التلحين. سأغني له «يا زهرةً في خيالي»، بمرافقة الراقصين مازن كيوان وسحر أبو خليل. وأغنية «يا جميل يا جميل»، وسوف أدخِل على أغنية «يا جميل» مقطعاً من موّال «يا بدر أشكي لمين حالي».
وأضافت أبو شقرا: من المهم جداً أن تتردّد أغنيات فريد الأطرش، لأن هناك جيلاً جديداً لم تسنح له الفرصة أن يستمع إلى أغانٍ أصيلة كهذه، وأعتبر ـ وبكل تواضع ـ أن الأغاني التي أُقدّمها عادةً، وهي المزج بين الموسيقى العربيّة والكوبيّة، تقرّب هذه الأغنيات إلى الجيل الجديد ليسمعوها.
عطوي
وقال رئيس «لجنة تكريم روّاد الشرق» أنطوان عطوي: اعتادت اللجنة تكريم العمالقة. وتزامناً مع ذكرى مرور أربعين سنة على رحيل الموسيقار الكبير فريد الأطرش، ولتمتّعه بخاصيّة مميزة فهو موسيقار، ملحّن، مطرب، وممثّل، قررنا أن نقيم احتفالاً في قصر الأونيسكو يحييه عدد من المطربين الذين تأثروا بالراحل. ولنستذكر أغنيات الراحل وألحانه، ولنذكّر أن العالم العربي خرج منه روّاد وعمالقة على مستوى الموسيقار فريد الأطرش.
حميدان
وقالت الفنانة نسرين حميدان وهي عازفة عود ومطربة: الموسيقار الراحل فريد الأطرش قبل أن يكون موسيقيّاً وممثلاً ومغنياً، هو إنسان مرهف الحسّ، وهذا ما لاحظته في مقابلاته التلفزيونية التي عثرت عليها في موقع «يوتيوب»، كما أظهر أخلاقه العالية ومحبّته لزملائه.
وتضيف حميدان: عندما أستمع إلى موسيقاه، أراها متنوّعة وغنيّة وجميلة بالتنوّع المقامي والإيقاعي، وتُضفي جوّاً من الفرح والطرب والنشوة الروحية. وكممثّل نراه متمكّناً من إيصال حالات التراجيديا والكوميديا بالمستوى نفسه. ويفرحني كثيراً في أدائه. مساحاته الصوتية كبيرة ومتنوّعة، فهو ملك العود إذ استطاع بعوده عزفاً وأداءً وإحساساً أن ينقلنا إلى عالم جميل جداً، مليء بالموسيقى والخيال والإبداع، فنشعر أن هناك أوركسترا تعزف معه عندما يؤدّي سولو عود.
سيف
وقالت السفيرة غرازييلا سيف: نحن نحيّي كلّ القييمين على هذا العمل الثقافيّ الذي يحصل اليوم في بيروت، ونحيّي تعاون السفارة المصرية في لبنان، وهذا دليل عافية في العلاقات الدبلوماسية والثقافية بين السفارة المصرية ولبنان. نحن فخورون جدّاً أن هذا الحدث يقام هنا في لبنان. لأنّ هذا الحدث عربيّ، لا بل عالميّ لأن الفنان الراحل فريد الأطرش أدخل التانغو والفالس في ثقافته الموسيقية الخاصة التي ساهمت في انتشاره عالميّاً.
الصافي
وقال الفنان جورج وديع الصافي: فريد الأطرش من مؤسّسي نهضة الفن العربي مع الموسيقار محمد عبد الوهاب. وقد التقى والدي الفنان وديع الصافي الراحل في عمل «ع الله تعود»، وكان بينهما مودّة ومحبّة وروح الزمالة الطيّبة.
فريد الأطرش في سطور
فريد الأطرش، ملحن ومطرب سوري، يُعدّ واحداً من أعلام الفنّ العربي، كان بحراً من الحب والمشاعر لا ينضب أبداً، حصناً من حصون الموسيقي العربية، ومدافعاً عنيداً عنها، قدم لتاريخ الفن العربي مكتبه زاخرة بأحلى الألوان من الغناء العربي، تضمّ 31 فيلم، و300 لحناً غنائياً إلى جانب الموسيقى التصويرية والمقطوعات الموسيقية لعددٍ من الأفلام.
ولد الموسيقار فريد فهد فرحان إسماعيل الأطرش يوم 21 نيسان عام 1915 في مدينة السويداء السورية، إلّا أنه انتقل إلى القاهرة هرباً من المستعمرين الفرنسيين الذين اعتزموا اعتقاله وعائلته انتقاماً لوطنية والده الذي قاتل ضدّ ظلم الفرنسيين. وهناك عاش في القاهرة في غرفتين صغيرتين مع والدته عالية بنت المنذر وشقيقه فؤاد وشقيقته أسمهان.
التحق فريد بإحدى المدارس الفرنسية، وعندما زار هنري هوواين المدرسة، أعجب بغناء فريد وراح يشيد بعائلة الأطرش أمام أحد الأساتذة فطرده من المدرسة، ليلتحق بعد ذلك بمدرسة البطريركية للروم الكاثوليك.
بداية فريد الفنية جاءت عندما اضطرت والدته للعمل بالغناء في روض الفرج بعدما استنفدت كل المال الذي تملكه، وهناك تعرّف فريد إلى العاملين في الوسط الفني، وازدادت علاقاته الفنية، إذ كان هو وشقيقه فؤاد يرافقان أمّهما حيثما تذهب، ثمّ حاز فريد على توصية من زكي باشا لدخول معهد الموسيقى، وبالفعل التحق فريد بالمعهد، وكان يبيع القماش ويوزّع الإعلانات من أجل إعالة الأسرة أثناء الدراسة.
لقاء الفنان السوري بفريد غصن والمطرب إبراهيم حمودة كان بمثابة البداية الحقيقية لمشواره الفني، إذ انضم إلى فرقتهما للعزف على العود، والتي أطل من خلالها على المسرح في حفلة أقامها زكي باشا ويعود ريعها إلى الثوار. وهناك، غنى فريد أغنية وطنية لاقت نجاحاً كبيراً. ثمّ تعرّف فريد الأطرش إلى بديعة مصابني التي ألحقته بمجموعة المغنين، إلا أنه نجح أخيراً في إقناعها للغناء بمفرده، ولكن عمله هذا لم يكن يدرّ عليه المال، وبدأت أموره المالية في التدهور، فاتجه إلي العمل في محطة «شتال الأهلية» حتى تقرر امتحانه في المعهد، ولسوء حظه أصيب بزكام وأصرت اللجنة على عدم تأجيله، ولم يكن غريباً أن تكون النتيجة فصله من المعهد. بعد ذلك طلب منه مدحت عاصم العزف على العود للإذاعة مرة في الأسبوع، فاستشاره فريد في ما يخص الغناء، خصوصاً بعد فشله أمام اللجنة، فوافق مدحت بشرط الامتثال أمام اللجنة، وكانت تضمّ الأشخاص أنفسهم الذين امتحنوه سابقاً، إضافة إلى مدحت.
غنى فريد أغنية «الليالي والموال»، لينتصر أخيراً ويبدأ في تسجيل أغنياته المستقلة. سجّل فريد أغنيته الأولى «يا ريتني طير لأطير حواليك»، وأصبح يغني في الإذاعة مرتين في الأسبوع، إذ استعان بفرقة موسيقية وبأشهر العازفين أمثال أحمد الحفناوي ويعقوب طاطيوس وغيرهما، كما زود الفرقة بآلات غربية إضافة إلى الآلات الشرقية وسجل الأغنية الأولى وألحقها بثانية هي «بحب من غير أمل»، وبعد التسجيل خرج خاسراً، لكن تشجيع الجمهور عوّض خسارته وعلم أن الميكروفون هو الرابط الوحيد بينه وبين الجمهور.
غنّى فريد الأطرش عدداً كبيراً من الأغنيات والقصائد التي لاقت شهرة ونجاحاً واسعين، ومن أشهرها: «عش أنت»، «الربيع»، «لحن الخلود»، «جميل جمال»، «مش كفاية»، «أضنيتني بالهجر»، و«علشان مليش غيرك»، كما لحّن لكبار المطربين والمطربات وتعاون مع عدد من الشعراء. وإلى جانب الغناء، اتجه الأطرش إلى التمثيل وقدّم حوالى 31 فيلماً سينمائياً، ومن أبرز أعماله: «حبيب العمر»، «انتصار الشباب»، «بلبل أفندي»، «زمان يا حبّ»، «حكاية العمر كلّه»، «عفريته هانم»، «آخر كدبة»، «لحن الخلود»، «أنت حبيبي»، «رسالة من امرأة مجهولة»، و«شاطئ الحبّ».
نال الفنان فريد الأطرش خلال مشواره الفني عدداً من الجوائز والتكريمات، إذ حصل على جائزة أحسن عازف عود في العالم عام 1962، كما حصل على ميدالية الخلود من فرنسا عام 1965 والتي نشرت بمقتضاها أعماله في الموسوعات العالمية، إضافة إلى حصوله على 15 وساماً وقلادة ونيشاناً من مختلف أنحاء العالم، كان من أبرزها وسام الجمهورية من الطبقة الأولى من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
تركت وفاة الفنانة أسمهان في حادث سيارة أثراً عميقاً في قلب شقيقها فريد الذي تعرّض لذبحة صدرية وبقي سجين غرفته. وكان عزاؤه الوحيد التحدث مع الأصدقاء وقراءة المجلات، واعتبر أن علاجه الوحيد هو العمل، وبينما كان يجتهد في عمله، سقط من جديد واعتبر الأطباء سقطته هذه النهائية، ولكن في الليلة نفسها أراد الدخول إلى الحمام، فكانت السقطة الثالثة وكأنها جاءت لتحرك قلبه من جديد وتستردّ له الحياة، فطلب منه الأطباء الراحة والرحمة لنفسه.
يوم الخميس 12 أيلول عام 1974، توفي الفنان فريد الأطرش في مستشفى الحايك في بيروت على إثر أزمة قلبية، تاركاً وراءه أعظم الألحان والأفلام الغنائية، و الأطرش كان ل أربع جنسيات وهي المصرية واللبنانية والسورية والسودانية.