تقرير
نشرت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية مقالاً حول ردود الفعل الغربية إزاء النجاحات العسكرية التي حققتها روسيا في سورية. وجاء في المقال: أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنه سيلتقي قادة روسيا وتركيا والمملكة العربية السعودية والأردن لمناقشة القضية السورية.
وأعلن كيري في مؤتمر صحافي عقده في مدريد جمعه مع نظيره الإسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغالو، أنّ بلاده ترغب في ألا يسود الدمار الشامل في سورية. وأشار إلى أنّ الجميع، ومن ضمنهم الروس والإيرانيون، يؤكدون عدم وجود حلّ عسكري للأزمة السورية، ويجب تركيز الجهود للعثور على حلّ سياسي.
من جانبه، قال دميتري بيسكوف السكرتير الصحافي للرئيس الروسي، إنّ الحديث لا يدور عن مباحثات على مستوى القمة.
وفي حديث مع الصحيفة، أشار فنيامين بوبوف مدير مركز شراكة الحضارات التابع لمعهد الدراسات الدولية في معهد العلاقات الدولية في موسكو، إلى أنّ الولايات المتحدة وقعت في حيرة بعدما أصابت الصواريخ المجنّحة الروسية أهدافها بدقة متناهية في سورية. وذكر بوبوف أن التحالف الغربي نفّذ أكثر من 60 ألف طلعة فوق سورية من دون تحقيق نجاحات ملموسة. لذلك يتعرض الرئيس الأميركي باراك أوباما للانتقاد من كل جانب. ويتحدث الإعلام الأميركي والقادة الأوربيون عن ضرورة التعاون الروسي ـ الأميركي في سورية.
وقال بوبوف: نحن كرّرنا مراراً أن أبوابنا مفتوحة. والتغلب على الشرّ في سورية يحتاج إلى جهود جماعية. وذكر بوبوف أن الغرب يصرّ على أن «داعش» شرّ، لكن نظام الأسد شرّ أكبر، على رغم أن الرئيس السوري يقاتل ضدّ «داعش». وأكد الخبير الروسي أن موسكو واثقة من عدم وجود حلّ عسكري للنزاع السوري، وأنّ الحلّ يكمن في المجال السياسي.
وذكرت الصحيفة أن المبعوث الروسي الخاص لشؤون الشرق الأوسط، نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف زار قبل أيام القاهرة حيث التقى وزير الخارجية المصري سامح شكري، والتقى كذلك بعض ممثلي «المعارضة السورية»، ثمّ توجّه إلى اسطنبول والتقى بعض المسؤولين الأتراك. وكان نائب وزير الخارجية التركي علي كمال إيدين قد أشار قبل ذلك إلى وجود خلاف في الرأي بين بلاده وروسيا حول الأزمة السورية.
وترى الصحيفة أنّ تعزيز الدور الروسي في سورية أجبر الجانب الأميركي على تفعيل نشاطه في هذه الدولة. فقد أعلن البنتاغون مساء الأحد عن تصفية الإرهابي السعودي سنافي النصر، أحد رؤوس جماعة «خراسان»، والملاحق من جانب الولايات المتحدة بتهمة تمويل «القاعدة».
ولكن الخبراء الروس يشكّكون بنجاعة نشاطات الولايات المتحدة المذكورة. وعلى رغم تهويل وسائل الإعلام الأميركية لدور جماعة «خراسان»، والقول إنها تضمّ في صفوفها مسلّحي «القاعدة» من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب شرق آسيا، إلا أنّها قد تكون منظّمة زائفة.
وفي حديث مع الصحيفة، قال آلِكسندر إيغناتينكو رئيس معهد السياسة والدين، إن خراسان تعني أراضي آسيا الوسطى وأفغانستان، وتضمّ الهند في بعض الخرائط. في البداية روّج الأميركيون لظهور «القاعدة في خراسان»، ثم حان وقت الحديث عن قتل أحد قادتها. قد تكون الولايات المتحدة تهدف من ذلك التركيز أنها تكافح الإرهاب بشكل فعّال، وذلك ردّاً على انتقاد روسيا لها وقولها إنّ الأميركيين يحاربون منذ أربع سنوات من دون نتائج ملحوظة.
ويرى آلِكسندر إيغناتينكو أنّ أكثر الجماعات المسلّحة خطورة في سورية، تنظيم «داعش»، وبعد ذلك تأتي «جبهة النصرة» القريبة منه عقائدياً، ثمّ «جيش الفتح». ويمكن تقسيم الجماعات المسلحة التي تقاتل في سورية إلى: تنظيمات موالية لقطر مثل «داعش»، وموالية للسعودية مثل «جبهة النصرة» و«جيش الفتح» و«أحرار الشام»، وكذلك موالية لتركيا وفيها تدخل الجماعات التي تشكلت بمشاركة «الإخوان المسلمين».