الاحتلال الأميركي مسؤول عن تدمير مؤسسات الدولة وإثارة الانقسام… وحلم الأكراد بالاستقلال ينتعش بعد السيطرة على كركوك إقبال للمستثمرين على السوق المصرية بعد تسلم السيسي مقاليد الحكم
حسن حردان
لا يزال الوضع في العراق يحتل صدارة الاهتمام لما له من تأثير في مجرى التطورات في المنطقة، ذلك أن الصراع الدائر اليوم إنما يتركز في خياراته السياسية وبالتالي على موقفه من الصراع المحتدم في المنطقة بين المحور الأميركي الغربي الخليجي التركي والمحور المقاوم للاحتلال والرافض للهيمنة والتبعية ومشاريع تقسيم وتفتيت المنطقة.
والفشل الأميركي ـ السعودي في توظيف تحرك تنظيم داعش والمتحالفين معه وتوسيع نطاق سيطرته في العراق لإقصاء رئيس الوزراء نوري المالكي أو ابتزازه بدفعه إلى تقديم تنازلات، تقود إلى تعويم القوى والرموز الموالية لكل من الرياض وواشنطن لتعزيز حضورها في السلطة، أدى إلى ارتباك واضح في موقف الإدارة الأميركية التي وجدت أنها غير قادرة على تحقيق مرادها، لأن العراق يملك خيارات بديلة من السلاح والدعم الأميركيين في مواجهة هجوم داعش، وهذه الخيارات تتمثل باستعداد إيران لتقديم الدعم إذا طلب منها ذلك بشكل رسمي وفق القوانين الدولية، وروسيا مستعدة لتزويده بالسلاح النوعي الذي يحتاج إليه وهو يملك الإمكانات المالية لشرائه. لذلك فإن الإدارة الأميركية أعادت مراجعة حساباتها وقررت دراسة طلب الحكومة العراقية تقديم المساعدة وتزيد الجيش العراقي بالسلاح الذي يحتاجه، على أن هذه الدراسة تشمل كل الخيارات ما عدا إرسال قوات للقتال على الأرض العراقية، وهذا الأمر لا يحتاج إليه العراق الذي يملك القوات والقدرات البشرية لكنه بحاجة إلى السلاح النوعي والخبرات والمعلومات الموجودة بحوزة أميركا عن وجود مقاتلي داعش، لذلك فإن واشنطن تفكر في تنفيذ فكرة توجيه ضربات جوية عبر طائرات من دون طيار، فيما أرسلت 550 من عناصر مشاة البحرية مع طائرات مروحية لحماية سفارتها الكبيرة في بغداد والبالغ عدد موظفيها أكثر من خمسة آلاف شخص. عدا عن أن عدد الأميركيين الموجودين في العراق يناهز 20 ألفاً.
في هذا الوقت بدأ هناك من يسلط الضوء على المسار المدمر الذي وضع فيه العراق بعد احتلال القوات الأميركية له وإقدامها على تدمير مؤسسات الدولة واجتثاث حزب البعث وتركيب السلطة على أساس التوزيع الطائفي والمذهبي ما مثل بداية النهاية لغد أفضل للعراقيين كما قال رئيس بلدية تلعفر السابق نجم عبد الجبوري.
على أن مشروع تقسيم العراق إلى ثلاثة كيانات الذي خطط له المسؤولون الأميركيون بدأ ينتعش بفعل التطورات الحاصلة خصوصاً من قبل الأكراد الذين طالما حلموا بإقامة دولة كردية في شمال العراق حيث أدت سيطرة قوات البشمركة الكردية على محافظة كركوك إلى إنعاش هذا الحلم حيث يرى الأكراد أن إمكان استقلال إقليم كردستان بات ملموساً بصورة أكبر بعد السيطرة على كركوك التي كانت برأيهم عقبة كبيرة في طريق الاستقلال.
من جهة أخرى، فإن عملية خطف المجندين الصهيونيين وتداعياتها لا تزال تسيطر على تعليقات الصحافة «الإسرائيلية» إذ ينظر إلى العملية بمنظار أنها تشكل خطراً سياسياً على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خصوصاً أنه دفع ثمناً سياسياً جرّاء صفقة إطلاق الجندي جلعاد شاليط التي اعتبرت العار الأكبر لحكم نتنياهو، ولهذا سارع الأخير إلى الالتفاف على أي حملة ضده بالقيام بعملية عسكرية ضد حركة حماس لتنفيس غضب الجمهور ضده من ناحية وجعل عملية الخطف محطة تعزز موقفه من ناحية أخرى، بعد أن كان يسعى إلى الدفاع عن نفسه على خلفية الأزمة الداخلية في حزب الليكود وفشله في انتخابات الرئاسة.
على صعيد آخر كان لافتاً، بعد تسلم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم، إقبال المستثمرين على السوق المصرية خصوصاً المقربين من الولايات المتحدة، وتحديداً الملياردير نجيب ساويرس الذي قام بشراء نحو 20 في المئة من أسهم المجموعة المالية هيرمس القابضة وهي أكبر بنك استثماري عربي. فهذه الخطوة جاءت مناقضة لقرار الكونعرس الأميركي بخفض المساعدات لمصر للتأثير في مواقف الحكومة الجديدة.
«لوموند»: العراق طلب من واشنطن المساعدة في مواجهة الجماعات الإرهابية
نشرت صحيفة «لوموند» الفرنسية تقريراً تحت عنوان «العراق يطالب بضربات جوية أميركية ضد عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام»، مشيرة إلى أن «وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري طلب باسم بلاده من واشنطن شن ضربات جوية ضد الجماعات الإرهابية».
ولفتت الصحيفة إلى أن «الولايات المتحدة الأميركية كانت قد أعلنت إرسال 550 من مشاة البحرية وهليكوبتر أوسبري لحماية السفارة الأميركية في بغداد». كذلك نقلت عن البيت الأبيض «أن أميركا تدرس جميع الخيارات باستثناء إرسال قوات أميركية للقتال على الأرض العراقية. وكان المتحدث باسم السلطة التنفيذية الأميركية جاي كارني قال إن الحكومة العراقية طلبت المساعدة ولا بد من معالجة هذا الأمر».
ووفقاً لوسائل إعلام أميركية، أشارت إلى «أن واشنطن يمكن أن تنفذ فكرة الغارات الجوية على الفور بطائرات مقاتلة بسبب صعوبة تحديد الهدف على الأرض».
«غارديان»: داعش كان عبارة عن «عملاق نائم»
نشرت صحيفة «غارديان» مقالاً لرئيس بلدية تلعفر السابق نجم عبد الجبوري بعنوان «مدينتي العراقية تنهار، وحلم إقامة العراق الموحد لم يتلاش فقط، بل دمر».
وقال الجبوري: «كان من المفترض أن تكون مدينتي تلعفر أنموذجاً يحتذى به في العراق الذي يتطلع لبناء غد أفضل». إذ ضمت قوات الأمن فيها، عندما كان يشغل منصب عمدة المدينة، جميع المذاهب الدينية ما خلق نوعاً من التماسك بين العديد من شرائح المجتمع العراقي». وأضاف: «كان ذلك منذ ما يقرب من عقد من الزمان، والآن مدينتي أضحت ساحة قتال مرة أخرى، حيث تحاول قوات الأمن الحكومية الصمود في وجه موجة المتشددين داعش ، الذين حولوا فكرة إقامة دولة إسلامية إلى فوضى طائفية»، ورأى كاتب المقال أن حلم إقامة عراق موحد لم يتلاش فقط، بل دمر بالكامل.
وقال رئيس بلدية تلعفر السابق: «إن تنظيم الدول الإسلامية في العراق وبلاد الشام كان عبارة عن عملاق نائم»، وتابع: «لمعرفة ما الخطأ الذي ارتكب بحق العراق، علينا ملاحقة المسار المدمر الذي وضعته الولايات المتحدة، التي سيطرت واحتلت البلاد منذ اللحظة التي بدأت فيها الضربات العسكرية». وأوضح: «في عام 2003، رحب أكثرية «الشيعة»، وعدد لا بأس به من الأكراد بالأميركيين، أما «السنة» فمنهم من عارض بشكل صريح التدخل الأميركي في حين رأى بعض آخر أن الأمور تتغير نحو الأفضل».
وأردف قائلاً: «بعد مرور ستة أشهر، عانى كثيرون من المصائب والحروب والحصار بعد الحصار، فضلاً عن الفقر والعوز، بغض النظر عن مذهبهم وعرقهم، وعملت سلطة الاحتلال الأميركي بقيادة بول بريمر على حل مؤسسات الدولة، واجتثاث حزب البعث، بل ذهبت إلى ما هو أسوأ من ذلك، ففشلت في إعطاء التمثيل «السني» الكافي في الحكومة الانتقالية التي ضمت 5 سنة و13 ممثلاً للشيعة و5 أكراد وواحد عن التركمان .
وكان ذلك بداية النهاية لغد أفضل للعراقيين السنة في العراق»، بحسب قول الكاتب.
«اندبندنت»: الأكراد يحلمون بدولة مستقلة بينما تسيطر قواتهم على كركوك
ونشرت صحيفة «اندبندنت» البريطانية تقريراً لفرديناند فانتيتس من أربيل بعنوان «الأكراد يحلمون بدولة مستقلة بينما تسيطر قواتهم على كركوك». قال فيه: «إنه كان حلم شيلان سعدي، وهي مخرجة في الثالثة والثلاثين وتصف نفسها بأنها قومية كردية، أن تذهب إلى كركوك».
وأضاف: «إن إمكان استقلال إقليم كردستان العراقي المتمتع بالحكم الذاتي أصبح ملموساً بصورة أكبر بعد أن سيطرت القوات الكردية على كركوك»، مشيراً إلى أن سعدي «زارت كركوك منذ يومين وقالت له: كان واحداً من أفضل أيام حياتي. كدت أبكي عندما وصلت المدينة».
وتابع فانتيتس: «إن كثيراً من الأكراد لا يستطيعون أن يصيغوا كلمات مشاعرهم إزاء كركوك، ويؤكدون أن الأمر لا يتعلق بالنفط، على رغم أن النفط سيلعب دوراً حيوياً في أي دولة كردية مستقبلية». وأوضح: «أن كركوك يوجد فيها رابع أكبر حقل نفط في العراق وينتج حالياً نحو نصف إنتاج البلاد من النفط، غير أن الاكراد يؤكدون أن دخولهم كركوك جاء بدعوة من الحكومة العراقية، ولكن الجيش العراقي أعرب عن قلقه من الخطوة، إذ سماها علي غيدان مجيد قائد القوات البرية العراقية «تطوراً خطيراً».
وأردف قائلاً: «في الوقت الحالي تتمتع كردستان العراقية بالعديد من خصائص الدولة، فلها برنامج خاص لمنح التأشيرة».
ونقل فانتيتس عن رجل الأعمال الكردي ريباز زيدباغي قوله: «إن السيطرة على كركوك ذللت عقبة كبيرة في طريق الاستقلال». ويرى زيدباغي «أن الشركات الأجنبية العاملة في كردستان العراق لن تبرحها في حال الاستقلال، حيث استثمرت مبالغ كبيرة بالفعل».
«واشنطن بوست»: أبو ختالة لم يبد كشخصية قيادية وكان متحفظاً وغريب الأطوار
سلطت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية الضوء على أحمد أبو ختالة، الذي اعتقلته القوات الأميركية في ليبيا مؤخراً لكونه المشتبه الرئيسي في حادث الهجوم على القنصلية الأميركية ببنغازي في أيلول 2012 وقالت: «إن أبو ختالة لم يبد كشخصية قيادية، بل كان غريب الأطوار ومتحفظاً وأمضى أكثر من 10 سنوات في سجون معمر القذافي».
أضافت الصحيفة: «لكن في الفوضى التي أعقبت الإطاحة بالقذافي، كان هناك عاملان أساسيان جعلا الناس يتبعون أبو ختالة، الأول الوقت الذي قضاه في السجن، والثاني أنه كان مهاجماً شرساً لكل من عمل مع نظام القذافي». وتابعت: إنه «في بلد مليء بالأسلحة وبالغضب، أصبح أبو ختالة قائداً لميليشا شكلها، وبدا أنه غير ملوث في بلد لا يوجد به قادة كثيرون ليس لهم صلات بالنظام القديم المكروه».
وقال محمد أبو سدرة، العضو البارز بالمؤتمر الوطني الليبي: «إن قيادة لواء مهمة صعبة للغاية، بينما كان أبو ختالة رجلاً بسيطاً للغاية». وأضاف: «إنه دُهش عندما علم أن الرجل الذي عرفه في السجن كشخص وحيد يتحدث مع نفسه، قد أصبح مسؤولاً عن شيء كبير للغاية».
وأضحت «واشنطن بوست»: «الآن يواجه أبو ختالة مسؤولية اثنين من أكثر الأعمال الشائنة في عنف ما بعد الثورة الدامية في ليبيا. الأول قتل اللواء عبد الفتاح يونس، الذي كان موالياً للقذافي لكنه انشق عنه ليقود فرقة من المعارضة ضده، والثاني دوره في الهجوم على القنصلية الأميركية ببنغازي، وما أسفر عنه من مقتل أربعة أميركيين بينهم السفير كريستوفر ستيفينز».
«هآرتس»: عملية الخطف تعكس خطراً سياسياً على نتنياهو
رأى عاموس هرئيل في صحيفة «هآرتس» أن للحملة العسكرية ضد حماس سياق سياسي، فقد اعتبر اليمين «الإسرائيلي» شريك رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في الائتلاف أن «صفقة شاليط» لتبادل الأسرى، هي «العار الأكبر لحكم نتنياهو»، بسبب إطلاق سراح 1027 أسيراً فلسطينياً مقابل الجندي الأسير جلعاد شاليط. ولا تزال هذه الصفقة تستخدم ضد نتنياهو، حيث دفعه رئيس حزب «البيت اليهودي» اليميني المتطرف نفتالي بينيت إلى تأييد مشروع قانون منع العفو عن الأسرى، لمنع صفقات تبادل مقبلة، وسط معارضة أجهزة الأمن «الإسرائيلية»، مثلما عبر عن ذلك رئيس الموساد تامير باردو.
وأضاف الكاتب: «لذلك فإن اختطاف الفتية يعكس خطراً سياسياً كبيراً من ناحية نتنياهو. وإلى جانب التعاطف الكبير لعائلات المخطوفين، يوجد غضب كبير في صفوف اليمين والمستوطنين» شركاء نتنياهو في الحكم. وتابع: «معاقبة حماس تسمح بتنفيس غضب الجمهور «الإسرائيلي»، الذي يبدو أن غالبيته تؤيد توجيه ضربة عسكرية لحماس. كذلك فإن عملية الاختطاف عادت بمنفعة سياسية على نتنياهو، إذ تغيرت الأجندة السياسية بشكل كامل، بعد أن كان نتنياهو يسعى إلى الدفاع عن نفسه على خلفية الأزمة الداخلية في حزب الليكود الذي يترأسه، وفشله في انتخابات الرئاسة».
«بلومبرج»: فوز السيسى فتح شهية المستثمرين في السوق المصرية
قالت شبكة «بلومبرج الإخبارية» الأميركية: «إن رجل الأعمال والملياردير نجيب ساويرس وفى بوعده بإعادة الاستثمار في بلاده تحت قيادة سياسية جديدة، من خلال شرائه نحو 20 في المئة من أسهم المجموعة المالية هيرمس القابضة، أكبر بنك استثماري عربي».
ووافقت الهيئة العامة للرقابة المالية الأربعاء الماضي على عرض بقيمة 1.83 مليار جنيه تقدمت به شركة «نيو إيجيبت إنفسمنت فند بى في المملوكة لساويرس وشركة بلتون المالية القابضة، لشراء 20 في المئة من أسهم المجموعة المالية هيرم».
وأشارت الشبكة الأميركية إلى أن «عرض الشراء يصادف المحاولة الثانية من قبل ساويرس لشراء حصة في هيرمس بعد أن فضل حملة الأسهم البيع لتحالف كيو إنفست القطري، قبل عامين. لكن فشلت خطط اندماج هيرمس مع كيو إنفست بعد رفض الجهة المصرية المنظمة للصفقة».
وقال أنجيوس بلير مؤسس معهد الخاتم للأبحاث والاستشارات المالية: «إن نجيب ساويرس أعرب عن اهتمامه بالاستثمار داخل بلده وقيامه بالاستحواذ على حصة من بنك استثماري إقليمي هو استثمار سهل».
وأضافت: «إذا ما نجحت الصفقة، فإن ساويرس سوف يحظى بـ 17.82 في المئة من أسهم البنك، ما يجعله أكبر مساهم في البنك، وأن شهية المستثمرين عادت بقوة نحو السوق المصرية بعد تسلم عبد الفتاح السيسي، مقاليد رئاسة الجمهورية».