همس الخواطر

كنت أحلم يوماً أننّي سأخرج من تلك الزاوية. حلمت أننّي أطير في الفضاء الرماديّ. أردت أن أبتعد فتماديت بالتحليق أكثر من دون اكتراثٍ بالحقيقة التي أثبتتها تفاحة نيوتن!

حلّقت أكثر فأكثر ورأيت النجوم سارحةً في المدى. رأيت عصافير الحبّ تحاول استفزازي. وتطبيقاً لقانون ذلك اللعين نيوتن، عاكست الاستفزاز بمقدارٍ مشابه وارتفعت أكثر فوق طبقات الجوّ راجيةً أن أفلت من الجاذبية وأكمل الطريق عمودياً.

وصلت من الجنون الحدّ الذي جعلني أقتنع أنّ الحلم حقيقة حينذاك فقط بدأ الهبوط، وتلاشي الطيور، واضمحلال النجوم والكواكب. شدّتني جاذبية الأرض، وازداد تسارعي بشكلٍ مقيت، واصطدمت بالأرض بسرعةٍ تفوق سرعة الضوء!

استيقظت وعدت إلى واقعي وزاويتي وظلامي. عدت بلا اهتمام. عدت نكرةً لا يأبه العالم لوجودها. عدت ببضع كلماتٍ فقط تحوم حولي.

عدت فقط بكلماتٍ وبقايا إنسان!

لانا أبو جودة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى