ماذا زرعنا؟
ماذا زرعنا وماذا الغير قد حصدوا
هل يصلح الزرع إن لم تصلُح البلد
والزّارعون سوى الإملاق ما عرفوا
والعمر يمضي ولم يفرح به أحد!
الأرض تضحك للزرّاع إن زرعوا
والأرض تبكي على الأهلين إن بعدوا
كالأمّ تفرح بالأبناء إن قربوا
والأمّ تبكي على الأحباب إن جحدوا
تروي الأكفّ طوال العمر تربتنا
وتستطيب جناها في القطاف يدُ
تلك السنابل بالخيرات مثقلةٌ
في بردها ذهب، في وعدها مَدَدُ
هذي مرابعنا بالخير غامرة
مات اللصوص بمولود ومن ولدوا
إذا نجونا من البلوى تحلّ بنا
تزاحمت نازلات بعدها جدد
ماذا حصدنا سوى أطمار دولتنا
من صنع ساستها الكيدُ والنكدُ
جحافل من بني صهيون تخنقنا
ومِثلها من قوى الإرهاب تحتشدُ
وحولنا في بلاد العُرب جامعة
لا ينشرون سوى البلوى إذا وجدوا
دَوحُ البطولة لن تلويه عاصفة
حطّم عبيد أكاذيب ما عبدوا
لن يدفع الشرّ عن أرضي سلاحفه
يحمي العرينَ غَداةَ الغارةِ الأسُدُ!
لم يترك البغيّ أوطاناً ولا أمماً
ماذا نقولُ لِمَن عن دارهم طُرِدوا
والشعب يصرخ في الساحات منتفضاً
يبكي ملايين من ماتوا ولم يردوا
والمذهبية رأساً للبلاء غدَت
والمُدّعون صلاح الدّين قد فَسدوا
هذي الجحافل من أشبال أمّتِنا
على السّواعدِ بعدَ الله تعتمِدُ
هدّت صروح طغاة الظلم قاطبة
فباتَ يُجنى بُعَيْدَ العلقمِ الشّهدُ
يقودهم مارد يلقى بهامته
هوجَ الرّياحِ على الويلات ينفردُ
يمشي الكماة على إثرِ الكماةِ فَهُم
يبنون صرحاً به الأجيالُ قد خلَدوا
يا سادة الناس يا من تزرعون دماً
كُلُّ البسيطةُ من أنعامِكُم حصدوا
والشّعرُ سحرُ عصا موسى إذا لقَفَت
ومُعجِزٌ من كتابٍ الله يَرتفِدُ
كُنّا شهوداً على خِصب لطَلّته
أغوَت حُمياهُ مَن ضلّوا ومَن رشَدوا
تفيضُ خيراً قوافيهِ وغُلّته
موفورةٌ لطلال العمر تُرتَصدُ
آنستُ في قُربكُم حُبّاً معالمه
أهلٌ كرامٌ وأبناءٌ لهم وُلدوا
وقد يضيقُ بشكرِ الحاضرينَ فمٌ
أضفى علينا ثنَاكم عِطرَ ما نجِدُ
الشاعر عاطف بزّي