امتحان ـ 2
هناك على حافة الزمن
عقول على حافة الهاوية
على حافة الهاوية تركها
تلملم ضحكات كان قد بعثرها
غير مبال بما حصل
فخوراً بفوزه بقلبها
منسحباً كالثعلب بعد الجريمة بهدوء بلا أثر
هناك، حيث كان يكلّمها كلما راق له
تركها حين أراد كطفل
إنهاء إحدى مراحل لعبة صعبة
على حافة الهاوية
لم يعرف كم أضحت قوية هي
صارت تميّز نظرة كل مارٍّ
وترفض أيّ نقد تتعرّض له تحت اسم الله
نعم فهو بِاسم الله غدر
هنا، لم يعد هو ذاك الهواء الذي لطالما تنشّقته حبّاً
لم يعد فضاءها الذي كانت به تحلم
لم يعد تلك الأذن التي تسمع
لم يعد ذاك الحصن الذي كانت تحتمي به دوماً
هناك، على حافة الزمن
كانت تدعو له بعد كل صلاة
أما هنا، على حافة الهاوية
فأصبحت تشكوه في كلّ صلاة
علّ الله يعيد حقاً قد ضاع معه
هو يعرف جيداً ما تعنيه دعوة مُصلٍّ
هنا، ظن أنه وضعها على حافة الهاوية وابتعد
لم يعرف أن الرجولة ليست هروباً
ليست أن يتحاشى حديثاً يجمعهما
يجهل هو أن الرجولة ليس تهرّباً من رؤيتها
ومن جلسة يكون فيها بحضرتها
هنا، على حافة الهاوية وضع أنثى
لم يعرف أنه صنع من تلك الأنثى
كائناً أقوى منه كرجل!
زلفا أبو قيس