تمثال لمحمود درويش في موسكو
أزيح الستار عن تمثال للشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش في أحد مدارس الاستشراق في العاصمة الروسية موسكو، في احتفال ثقافي، وبمشاركة عدد من الدبلوماسيين والإعلاميين الروس والأجانب والعرب.
محمود درويش من كبار الشعراء الفلسطينيين والعرب الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن، أبرز المساهمين في تطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه، وفي شعره يمتزج الحب بالوطن وبالحبيبة. وشهدت تجربة الشاعر درويش تحولات عديدة عكست في إطارها العام تحولات الوعي الجمالي وارتباطها بالذات والحياة والتجربة الفلسطينية التي عاشها، ولذا كانت مواقفه وتحولات تجربته مثار مواقف متناقضة منذ خروجه من الأرض المحتلة إلى القاهرة مطلع سبعينات القرن الماضي، ما دفعه أكثر من مرة إلى مخاطبة منتقديه ومحبيه بأن «حررونا من هذا الحب القاسي». وكان درويش شاعر المقاومة يريد لتجربته أن تكون متحررة من تقييدها داخل إطار، محاولاً بخروجه من الأرض المحتلة أن يوسع آفاق حياته وتجربته كشاعر وإنسان، من دون أن تغيب فلسطين كوطن وقضية عن مرمى قلبه وروحه.
وغنّى كثر قصائد درويش مثل: مارسيل خليفة، أحمد قعبور، بشار زرقان، ماجدة الرومي، جورج قرمز.
سفارة فلسطين في موسكو ذكرت في بيان صحافي أن التمثال صممه ونحته المستشار الثقافي في السفارة المصرية في روسيا أسامة السروي، تقديراً وتخليداً للدور الكبير الذي لعبه الراحل درويش في إثراء الثقافة العربية والإنسانية. وسبق أن نحت أسامة السروي تماثيل لكل من الكاتب الروسي الكبير أنطون تشيخوف، والموسيقي الروسي بيوتر تشايكوفسكي، والكاتبين العربيين طه حسين وعباس محمود العقاد، وآخرين من رجال الأدب والفن الروس والعرب. وتطرق سفير دولة فلسطين لدى روسيا فائد مصطفى إلى المكانة العالية التي يتبوأها درويش في قلوب الفلسطينيين والعرب وكشخصية عالمية، قائلاً: «الشاعر الراحل صاحب رسالة وطنية وثقافية وإنسانية، ولم يكن في نظر الفلسطينيين شاعراً عادياً، إنما كان ملهماً لجيل بأكمله كان ولا يزال يناضل لأجل حقوقه الوطنية المشروعة».
تحدث سفير جامعة الدول العربية في موسكو جلال الماشطة عن انطباعاته الشخصية عن محمود درويش الذي تعرف إليه عن قرب في موسكو مطلع السبعينات، وأشاد بجمال روح الشاعر الراحل وبإبداعه الشعري. وتلا بعض المستشرقين خلال الاحتفالية عدداً من أشعار درويش التي ترجمت إلى اللغة الروسية. وكان الفنان الفلسطيني فائق عويس استلهم قصيدة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش «قافية من أجل المعلقات» لإنجاز عمل فني، مستخدماً فن الكتابة والتطريز.
وعرض عويس الحائز شهادة الدكتوراه عن عناصر الوحدة في الفن الإسلامي 12 لوحة فنية حملت كل منها مقطعاً من إحدى قصائد درويش مكتوبة بالخط العربي الكوفي ومطرزة بالحرير في متحف درويش في رام الله. ويعيد عويس استخدامه الخط الكوفي الهندسي في تصميم اللوحات الفنية إلى أنه «خط ثابت وقوي يناسب كلمات قوية مثل كلمات درويش وربما كتبت المعلقات الأصلية قبل 2000 عام بخط شبيه». وتستوقف اللوحات كل من ينظر إليها لمعرفة ما هو مكتوب فيها. ويكفي العارفين بقصائد درويش قراءة كلمة واحدة لإكمال باقي الجملة.