لا مبادرة مصرية للرئاسة الأولى في لبنان
يوسف المصري
خلال الأسبوع الجاري صدر كلام عن السفير المصري في لبنان الدكتور محمد بدر الدين زايد تمّ تأويله في المحافل السياسية اللبنانية لكونه يؤشر إلى وجود مبادرة مصرية جارية في الكواليس لإنهاء الفراغ الرئاسي في قصر بعبدا وانتخاب رئيس للجمهورية، مواصفاته أنه وفاقي وقادر على التلاؤم مع التحديات القائمة في المنطقة.
«البناء» تابعت عبر الكواليس المعنية أخبار المبادرة المصرية المزعومة وتبيّن التالي:
أولاً: لا حقيقة لكلّ الكلام الذي ساد كواليس العاصمة اللبنانية خلال الأيام الأخيرة عن وجود مسعى مصري أو مبادرة مصرية بشأن انتخاب رئيس جديد في لبنان.
ثانياً: مصر لن تقوم بأية مبادرة إلا إذا تأكدت أنّ التوقيت مناسب، وهو الآن ليس كذلك بخصوص طموح إنهاء الفراغ في الرئاسة الأولى في لبنان. وإلا إذا امتلكت صورة كاملة للمشهد السياسي الذي يحتضن الأزمة التي تتحرك لحلها. والقاهرة حالياً مطلة على الوضع اللبناني، لكنها غير متفرّغة لمتابعة دقائقه.
ثالثاً: لا تنفي مصادر القاهرة أنّ لديها أفكاراً لحلّ أزمات لبنان، ولكن ليس الآن أوان طرحها. وتذكّر هذه المصادر بنموذج تعاطي مصر مع حلّ أزمة دار الإفتاء العام الماضي وكيف نجحت فيها نتيجة توفر عوامل موضوعية، منها معرفة مصر الكاملة بدقائق هذا الملف، وأيضاً لحظها أنّ توقيت مقاربة حله أصبح مناسباً، إضافة إلى انّ ملف دار الإفتاء في لبنان يخدم هدفاً عاماً لمصر في المنطقة، وهو تشجيع قوى الاعتدال الإسلامي على أخذ دورها في مكافحة الإرهاب.
رابعاً: تظهر مواكبة تفكير القاهرة في هذه المرحلة لمشاكل المنطقة، أنها معنية بمتابعة التطورات الإيجابية الناتجة عن التدخل الروسي في سورية، وتركز على دعم سياسة بوتين السورية، خاصة لجهة أنها تضمن صياغة إرادة دولية وإقليمية لمكافحة الإرهاب المعولم والذي يأخذ من سورية مستقراً له لتدمير دولتها ووحدة أرضها.
وبالعودة إلى قضية فراغ الرئاسة الأولى في لبنان، فيظهر بحسب المعطيات المصرية أنه ليس في الأفق تسوية لهذا الملف سواء على المستوى الداخلي أو الإقليمي. الأولوية الآن لتسييل الجهد العسكري الروسي لمصلحة تسوية في سورية تنهي الإرهاب فيه وتأخذ الإرادة الدولية لإقرار بأنّ السوريين، شعباً وجيشاً ودولة، هم الذين يقرّرون بمفردهم مستقبل أمنهم وشكل نظامهم.