حملة «عكار لعيونك توحّدنا» تواجه ممثّل شهيّب في «مؤتمر النفايات» وتشكّل لجنة محامين لإقفال «سرار»

تواصلت التحرّكات الشعبية، ولا سيّما في عكار، احتجاجاً على خطة وزير الزراعة أكرم شهيّب التي تلحظ إقامة مطمر في بلدة سرار، الأمر الذي يرفضه الأهالي.

ولهذه الغاية، تجمّع الجمعة الماضية شباب حملة «عكار لعيونك توحّدنا»، أمام قاعة المؤتمرات التابعة لنقابة المهندسين في طرابلس التي استضافت ورشة عمل، نظّمتها النقابة بالتعاون مع نقابة الأطباء في طرابلس، وبالتعاون مع لجنة طوارئ أزمة النفايات المنبثقة من المجتمع المدني تحت عنوان «النفايات – أثر وحلول».

وقد حاول الناشطون تعطيل أعمال المؤتمر، غير أنّ المعالجات السريعة من قِبَل منظّمي المؤتمر أعادت الأمور إلى نصابها، فتوقّف عناصر الحراك عن الهتافات المندّدة باقتراح شهيّب بإنشاء مطمر للنفايات في منطقة سرار، ومن ثُمَّ خرجوا من القاعة، وعاد المؤتمر إلى متابعة أعماله.

وفيما كان شهيّب ينوي الحضور، اعتذر في آخر لحظة، بدعوى «انشغاله في أعمال طارئة ومفاجئة»، بحسب ما قال الدكتور ابراهيم شحرور الذي ناب عن شهيّب في الورشة.

وقال شحرور في كلمته: «إنّ منظر النفايات في الشوارع ليس هو الأزمة، فهي كانت موجودة. وهذا المنظر هو الذي جعلها تظهر للعلن فإدارة النفايات منذ عشرين سنة في لبنان لم تكن «ماشية» بشكلٍ صحيح، ولم تكن هناك استراتيجية وطنية واضحة ولا مسؤوليات واضحة، خصوصاً في بيروت وجبل لبنان».

وتابع: «إنّ خطة الوزير شهيّب، وزير البيئة سابقاً، كان اسمها «الخطة الطارئة لبيروت»، وما حصل هو أنها بدأت في بيروت، وبدأت تكبر بانضمام بلديات جديدة إلى نطاق عمل الشركة، وأصبحت العقود تتضخّم مع إمكانات محدودة لطمر أكبر نسبة من النفايات التي كانت تصل سابقاً، فزادت الكمية 90 في مطمر واحد، هو الناعمة. لذلك كان هذا الخلل على الأرض، وكذلك الخلل في الموضوع المالي بتحمّل وزارة المال بدفع جزء من هذه الكلفة إلى الشركة المشغِّلة وتسجيل هذه الكلفة على البلديات. وأنا أشكّ في إمكانية تحصيل هذه الديون، فهي وهميّة، لذلك كان هذا الخلل في إدارة هذا القطاع وأن ينفجر في يومٍ ما، وانفجر في 17 تموز».

ولَفَتَ إلى أنّ خطة شهيّب تحدّثت عن خمسة مواقع في المرحلة الانتقالية، هي سرار وبرج حمود وصيدا والناعمة، ومطمر في البقاع.

ونوّهت حملة «عكار لعيونك توحّدنا»، في بيان، بما قاله الخبراء البيئيون في المؤتمر لجهة تأكيدهم أنّ خطة الوزير شهيّب «من حيث المبدأ والمضمون ساقطة علمياً وبيئياً واقتصادياً، ولا ترقى أبداً إلى الخطط الاستراتيجية والمستدامة».

وذكرت أنّ ناشطيها تمكّنوا خلال المؤتمر «من رفع الصوت عالياً في وجه ممثّل الوزير، عارضين له الكارثة الكبيرة، الإنسانية والبيئية التي ستحلّ على عكار عموماً، والبلدات المحيطة بالمطمر المزمع إنشاؤه في سرار. كما حصل عتاب شديد بين الناشطين والسياسيين المتواجدين في المؤتمر والذين بدا عليهم غياب أيّة حجّة منطقية أو موضوعية».

ورأت «أنّ الوزير شهيّب غاب عن المؤتمر لعدم قدرته على مواجهة أهالي عكار، لأنّ خطته تفتقد لأي معايير علمية وإنسانية، أو بيئية. فهو يسعى فقط لتنفيذ خطة سياسية تفوح من خلالها روائح المحسوبيات والصفقات المالية»، مشيرة إلى «غياب نُوّاب عكار ورؤساء اتحادات البلديات وبلديات عكار عن المؤتمر، وحضر منهم الذين يرفضون الخطة، وهذا يؤكّد أنهم يخافون المواجهة والإحراج من الأهالي. وأنّ خطة شهيّب المشؤومة هي سياسية لا تُعير أي اهتمام للمعايير البيئية والإنسانية».

وأكّدت أنّ «الشعب سيحاسب كل متآمر عليه من أجل الحصول على مصلحة شخصية أو رضى السلطة».

لجنة محامين

من جهةٍ أخرى، عقدت حملة «عكار لعيونك توحّدنا»، لقاءً موسّعاً، في خيمة الاعتصام الدائمة في منطقة العبودية في عكار، جرى خلاله الإعلان عن «لجنة المحامين» في الحملة التي كانت قد عقدت اجتماعاً سابقاً في مكتب المحامي أحمد عارف الرجب في بلدة حلبا، حدّدت فيه «المهام وخطة العمل المستقبلية لدعم أهداف الحملة، لجهة رفض استقبال النفايات في عكار، والمطالبة بإقفال مكبّ سرار نهائياً».

وألقت لارا السحمراني كلمة حدّدت فيها «الخطوات التي ستتخذها لجنة المحامين»، معلنةً عن «وضع خطوط هاتفية – خط ساخن – بتصرّف الأهالي، للتواصل مع اللجنة لإبلاغها عن الشكاوى».

إلى ذلك، دقّ وزير الاتصالات بطرس حرب ناقوس الخطر، في قضية النفايات، ودعا الجميع إلى «تحمّل مسؤولياتهم تجاه شعبهم»، ملوّحاً بأنّه «إذا لم يحصل هذا التجاوب بالسرعة فسنضطر إلى إطلاع الرأي العام على كلّ الحقائق والعقبات والجهات، التي تقف وراءها، كما سنبادر إلى اتخاذ الموقف السياسي الحاسم من هذه القضية. فلقد طفح الكيل».

قطع طريق شحيم – الشوف

من جهة أخرى، قطع جمع من أهالي بلدة شحيم صباح أمس بالحجارة والأتربة، الطريق الرئيسية التي تربط البلدة مع الشوف الأعلى، والتي تُعرف بمجاز شحيم، احتجاجاً على رمي النفايات على جوانب الطريق، والتي تحوّلت إلى شبه مكب للنفايات، حيث بات الموضوع يهدّد سكان الأبنية المجاورة للطريق.

وطالب الأهالي بلدية شحيم والمسؤولين بالعمل على وقف هذا التعدّي البيئي في حق أبناء البلدة، وهددوا بألّا يسمحوا بفتح الطريق قبل إزالة النفايات، ورفع الضرر عنهم».

المشنوق: طالبتُ بحالة طوارئ بيئية لكن القوى السياسية لم تتجاوب

أوضح وزير البيئة محمد المشنوق، في تصريحٍ مقتضَب مساء أمس أنّه طالب مجلس الوزراء منذ شهرين «بإعلان حالة طوارئ بيئيّة في لبنان، تخوّفاً مما قد يُصيبنا من كارثة النفايات التي ما تزال القوى السياسية تُعرقل حلّ أزماتها». وقال: «كرّرت أنّ هذا هو المطلوب مرّات عدة، ولكن لم يبرز أي تجاوب من القوى السياسية ردّاً على نداءاتي المتكرّرة، وما نواجهه اليوم هو ما حذّرنا منه».

وحذّر «ما لم تتّخذ القوى السياسية موقفاً إيجابياً، اليوم قبل الغد، فلا حدود لمخاطر الكارثة».

وختم مؤكّداً أنّ رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ووزير الزراعة أكرم شهيّب «لم يألوا جهداً في متابعة هذا الموضوع، ولكن العقدة لدى القوى السياسية، التي تقود لبنان نحو المجهول».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى